وقعت المملكة العربية السعودية تسع اتفاقيات رئيسية بقيمة 35 مليار ريال سعودي (9.31 مليار دولار) خلال منتدى مبادرة مرونة سلاسل التوريد العالمية في الرياض. تهدف الصفقات إلى تعزيز الاتصال التجاري العالمي وتنويع اقتصاد المملكة.
وتغطي الاتفاقيات قطاعات رئيسية، بما في ذلك صهر النحاس، وإنتاج الألمنيوم، ومعالجة المعادن النادرة. وتتماشى هذه المشاريع مع هدف معهد GSCRI في جذب 150 مليار ريال سعودي من الاستثمارات الموجهة للتصدير بحلول عام 2030. وينعكس التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في مجال الخدمات اللوجستية في قفزتها بمقدار 17 مركزًا إلى المركز 38 في مؤشر أداء الخدمات اللوجستية للبنك الدولي لعام 2023.
الاتفاقيات الرئيسية
وتشمل الاتفاقيات البارزة مشاريع في مجال صهر النحاس وتكريره وإنتاج قضبان النحاس مع شركة فيدانتا؛ ومشاريع التيتانيوم مع شركة أدفانسد ميتالز إندستريز كلستر وشركة تصنيع؛ ومرافق معالجة المعادن النادرة مع شركة هاستينجز. وتشمل الصفقات الرئيسية الأخرى مصانع الألمنيوم شبه المصنعة مع شركة ريد سي للألمنيوم ومصنع لف رقائق الألمنيوم مع شركة تحويل.
وتشمل الاستثمارات الإضافية فرص صهر الزنك مع شركة موكسيكو، ومصهر معادن مجموعة البلاتين ومصفاة للمعادن الأساسية مع شركة أجلان وإخوانه ومجموعة بلاتينيوم، واستخراج كربونات الليثيوم إلى جانب مشروع مصفاة النحاس مع مجموعة زيجين.
ومن أبرز فعاليات المنتدى توقيع اتفاقية لإنشاء منشأة تصنيع متطورة مع شركة جلاس بوينت، وهو ما يمثل الخطوة الأولى نحو بناء أكبر مشروع للطاقة الشمسية الحرارية الصناعية في العالم.
الرؤية الاستراتيجية
أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن العولمة مستمرة لكنها تتطور إلى مرحلة جديدة تتميز بالإقليمية وتجمع سلاسل التوريد. وقال: “في المستقبل ستتركز سلاسل التوريد حول حيث تتعايش المواد الخام والطاقة والموارد البشرية ورأس المال في بيئة عمل مواتية”.
كما سلط الفالح الضوء على الأدوار المهمة التي تلعبها الشركات المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، مثل منارة وآلات، في تعزيز قطاعات مثل التعدين والتصنيع الرقمي.
النمو الصناعي والتعديني
أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف أن المملكة العربية السعودية تتطلع إلى أن تصبح لاعباً صناعياً رائداً على الساحة العالمية. وأضاف أن “المملكة تركز على توسيع قاعدتها الصناعية ودخول قطاعات جديدة ولعب دور رئيسي في التحديات العالمية، وخاصة في مجال التعدين”.
وكجزء من هذه الرؤية، أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن تأهيل الشركات المحلية والدولية للتنافس على تراخيص التنقيب في المناطق المعدنية الرئيسية، بما في ذلك جبل الصياد والحجر، والتي تغطي مساحة إجمالية تبلغ 4788 كيلومترًا مربعًا. وتشمل الشركات المؤهلة مجموعة زيجين للتعدين، وهانكوك بروسبكتنج، وفيرست كوانتوم مينيرالز.
تعزيز مرونة سلسلة التوريد
أكد وزير الدولة حمد آل الشيخ التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز بنيتها التحتية اللوجستية وتعزيز مرونة سلسلة التوريد العالمية. واستعرض العديد من الاستراتيجيات الوطنية التي تهدف إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية، بما في ذلك استراتيجية التصنيع الوطنية، واستراتيجية الاستثمار الوطنية، واستراتيجية النقل والخدمات اللوجستية الوطنية، والاستراتيجية الزراعية الوطنية.
ومع ذلك، حذر الشيخ أيضًا من التحديات التي تفرضها ديناميكيات السوق المتغيرة والتأثيرات الجيوسياسية والاعتبارات البيئية. وحذر قائلاً: “يجب أن نظل على دراية بالتحديات الناشئة عن التغيرات السريعة في مشهد سلسلة التوريد العالمية”.
صناعة الطيران والموقف اللوجستي
كما شارك في الفعالية رئيس مجلس إدارة شركة بوينج السعودية أسعد الجموعي، حيث ركز في كلمته بشكل أساسي على التقدم الذي أحرزته المملكة في صناعة الطيران ومكانتها اللوجستية.
وفيما يتعلق بالتنقل الجوي والمخاوف البيئية، أكد الجميعي أن شركة بوينج تعهدت بأنه بحلول نهاية العقد الحالي ستكون جميع طائراتها التجارية متوافقة مع وقود الطيران المستدام.
وقال “نعتقد أن PSAF، الذي ينتج وقود طيران مستدام باستخدام الطاقة المتجددة، بما أن المملكة لديها بنية تحتية لا مثيل لها عندما يتعلق الأمر بتكلفة الطاقة المتجددة، أعتقد أن هذا يمثل قيمة جذابة للغاية لشركات مثل شركة بوينج للنظر في الحصول على PSAF في المستقبل من المملكة العربية السعودية”.
وفيما يتعلق بالموقع اللوجستي للمملكة العربية السعودية، أضاف الرئيس التنفيذي: “نحن عند مفترق طرق ثلاث قارات، وأيضا عند مفترق طرق التجارة الرائدة وتدفقات الطاقة، ولدينا أيضًا مشهد طاقة استراتيجي وتنافسي للغاية، سواء في مجال الهيدروكربون أو الطاقة المتجددة بالإضافة إلى البنية التحتية المادية والرقمية من الطراز العالمي”.
وأكد الجميع أن الدولة تقود الطريق نحو رقمنة العمليات الحكومية.
وأضاف أن “الاستقرار المالي والنقدي الذي توفره المملكة للمستثمرين نادر للغاية في جميع أنحاء العالم. وأود أن أسلط الضوء أيضًا على أن سعر صرف العملة ثابت مقابل الدولار الأمريكي منذ فترة طويلة جدًا، مما يمنح اليقين للعديد من المستثمرين الذين نلتقي بهم ونتعامل معهم”.
تهدف مبادرة GSCRI، التي تم إطلاقها في أكتوبر 2022، إلى وضع المملكة العربية السعودية كمركز عالمي لسلسلة التوريد من خلال الاستفادة من مزاياها الاستراتيجية والتخفيف من تأثير الاضطرابات العالمية. تعد هذه المبادرة جزءًا لا يتجزأ من مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين الجاري في الرياض، والذي يستمر حتى 27 نوفمبر.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JwD