أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أن شركة «أرامكو السعودية» اكتشفت حقولاً جديدة للنفط والغاز العام الماضي وأن المملكة ملتزمة بمواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة لديها لتغطية الطلب المستقبلي. ولفت الفالح، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة «أرامكو»، إلى ان الشركة حققت مستويات قياسية من إنتاج النفط والغاز على رغم تدني أسعار الخام.
وقال في التقرير السنوي للشركة ان «تراجع الاستثمارات من قبل منتجي الطاقة يثير المخاوف حول ظهور دورة أخرى من نقص المعروض ومن ثم تعريض الأسواق لدرجة أكبر من التقلبات».
وأضاف: «تبقي المملكة على التزامها مواصلة الاستثمار في الطاقة الهيدروكربونية لتلبية الطلب المستقبلي وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في المملكة وحول العالم».
وأفادت «أرامكو» في تقريرها بأنها اكتشفت ثلاثة حقول نفط جديدة وهي حقول «فسكر البحري» قبالة الخليج وحقل «جناب» الواقع شرق حقل «الغور» وحقل «المقام» الواقع في شرق الربع الخالي. كما اكتشفت حقلين للغاز غير المصاحب وهما حقل «إدمي» غرب حرض، وحقل «مروج» في الربع الخالي. وضخت الشركة 10.2 مليون برميل يومياً في المتوسط في 2015 وهو رقم قياسي. وبلغ متوسط حجم صادراتها 7.1 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من نحو 6.8 مليون برميل يومياً في 2014.
وأكدت أنها ظلت المورد الأساس للخام إلى ست دول آسيوية هي الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والفيليبين والهند. وحصلت آسيا على 65 في المئة من صادراتها النفطية الإجمالية ارتفاعاً من 62.3 في المئة في العام السابق. ولفتت «أرامكو» إلى ان صادراتها لأسواق الولايات المتحدة حافظت على مستوى مليون برميل يومياً على رغم المنافسة مع النفط الصخري.
وقال الرئيس التنفيذي لـ «أرامكو»، أمين الناصر، في مقابلة مع «رويترز» ان الشركة تعزز حصتها السوقية وتمضي قدماً صوب تحقيق معدلات كفاءة أعلى. وأكد مضيها في الاستعدادات للخصخصة الجزئية من خلال إدراج أسهم في البورصة في ما قال إنه يأتي في قلب «رؤية المملكة 2030».
وأضاف الناصر «نحافظ على حصتنا السوقية التي تواصل الارتفاع على أساس سنوي (…) حصتنا في السوق ترتفع العام الحالي مثلما حدث العام الماضي».
وتوقع ان تتخذ الأسعار «اتجاهاً صعودياً في نهاية العام» مع زيادة الطلب العالمي وهبوط الإنتاج المرتفع الكلفة مثل النفط الصخري والخام المستخرج من الحقول البحرية في المياه العميقة.
وتابع: «رؤية 2030 لا تقول لا للنفط بحلول 2020، ما نحتاجه هو تنويع اقتصادنا ويجب أن يكون لدينا اقتصاد أكثر استدامة لأنه ينبغي ألا نعتمد تماماً على سلعة أولية واحدة».
وأضاف أن «أرامكو» تعمل على خيارات لطرح أسهم تقل عن خمسة في المئة من قيمة الشركة ومن بينها الإدراج في سوق الأسهم المحلية فقط أو إدراج مزدوج في السوق المحلية وسوق أجنبية.
وشدد على أن الطاقة الانتاجية القصوى المستدامة لـ «أرامكو» ستبقى حالياً عند 12 مليون برميل يومياً على رغم خطط الشركة لبناء مصاف جديدة وتوسيع نشاطات البتروكيماويات. وقال: «إذا استخدم النفط في التكرير أو لانتاج الكيماويات أو المنتجات البترولية فسيكون هذا جزءاً من الطاقة القصوى المستدامة لأرامكو بالتالي ستظل الطاقة الإنتاجية عند 12 مليون برميل يومياً في الوقت الحاضر». وقال الناصر: «نضع الطاقة المتجددة نصب أعيننا ونتطلع للقيام بدور كبير في قطاع الطاقة المتجددة في المستقبل القريب».
من جهة أخرى، قال مسؤول في وزارة الطاقة ان إندونيسيا ستناقش إمكان الاستثمار في نشاطات الإنتاج في قطاع النفط والغاز في إيران. وقال المدير العام لإدارة النفط والغاز في الوزارة، ويراتماجا بوغا، في تصريحات لصحافيين أن الحكومة ستدعو أيضاً الشركات الحكومية الإيرانية إلى المشاركة في مناقصة مشروع مصفاة بونتاتغ في جزيرة كاليمانتان الإندونيسية.
وأعلن بوجا أن وزير الطاقة سوديرمان سعيد سيتوجه إلى إيران مع ممثلين من شركة «برتامينا» الحكومية للنفط وخلال الزيارة ستوقع الشركة اتفاقاً مبدئياً لشراء النفط الخام وغاز النفط المسال من طهران.
وفي السوق، تراجعت أسعار النفط بعدما تخطت 50 دولاراً للبرميل مع تخوف المستثمرين من ان يؤدي ارتفاع أسعار الخام إلى عودة الإنتاج المتوقف ومن ثم زيادة التخمة في المعروض.
وهبط خام «برنت» 34 سنتاً إلى 49.25 دولار للبرميل متراجعاً بذلك عن مستوى الذروة الذي بلغ 50.51 دولار للبرميل في الجلسة السابقة وهو الأعلى منذ أوائل تشرين الثاني (نوفمبر). وانخفض الخام الأميركي 31 سنتاً إلى 49.17 دولار للبرميل.
إلى ذلك، نقل موقع «ذا إيدج ماركتس» ان هوامش التكرير في شركة «شل» ستبقى تحت الضغط بسبب التعافي الضعيف في الطلب على النفط. ونقل الموقع عن رئيس شركة «شل ريفاينينغ»، داتوك لين لو، قوله بعد الاجتماع السنوي العادي ان هامش التكرير تراجع عن مستوى الذروة الذي بلغ سبعة دولارات للبرميل في المتوسط في 2015 إلى نحو 4.96 دولار للبرميل في الربع الأول من العام الحالي.
إلى ذلك، أعلنت جماعة «منتقمو دلتا النيجر» تفجير خط ضخم للغاز والنفط الخام تديره مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية المملوكة للدولة قرب بلدة واري.