ربما تكون الولايات المتحدة غارقة في النفط، لكن العالم لا يزال معتمداً على النفط الخليجي عامة والسعودي بشكل خاص أكثر من أي وقت مضى، فالواقع أن السعودية تضخ كميات من الخام أكثر من أي وقت منذ السبعينيات على الأقل، كذلك سجل الإنتاج في الكويت والإمارات مستويات مرتفعة قياسية.
وعلى الرغم من ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة، إلا أن العالم الآن يعتمد أكثر من ذي قبل، على عدد قليل من المنتجين في الخليج لسد فجوة العرض من بلدان أخرى، وفقاً لما نقلته صحيفة الاقتصادية السعودية عن الـ”فاينانشال تايمز”.
وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية، استجابت السعودية لرفع الإنتاج إلى 10.2 مليون برميل يومياً في أغسطس، وهو أعلى إنتاج في سجلات الوكالة، وبالتالي فإن السعودية تحصد الآن أكثر من مليار دولار يومياً من إيرادات تصدير النفط الخام لدول العالم.
كذلك سجلت الكويت والإمارات أرقاماً قياسية للناتج هذا الصيف، بمعدل يبلغ نحو 2.8 مليون برميل يومياً.
وفي أغسطس الماضي أنتجت البلدان الخليجية الثلاثة ما نسبته 17.1 في المائة من الطلب العالمي، فيما تشير بيانات الوكالة إلى أن حصتها خلال 30 سنة لم تتجاوز 18 في المائة.
وقال جان سيتوارت، رئيس قسم أبحاث سلع الطاقة في بنك كريدي سويس “بغض النظر عما يحدث في الولايات المتحدة، تظل دول الخليج أساسية جداً بالنسبة لتجارة النفط العالمية”.
وكان الأمر الذي أشعل فتيل القفزة في إنتاج الخليج هو انقطاع كميات هائلة من الإمدادات الليبية، حيث أدت إضرابات العاملين والميليشيات إلى تقليص الصادرات من نحو مليون برميل يومياً إلى كميات قليلة للغاية.
ويبدو أن هذا الاعتماد على الخليج في تزايد، فقد زادت البلدان الثلاثة إنتاجها في السنة الماضية، حين أدت العقوبات إلى تقليص الصادرات الإيرانية بواقع مليون برميل يومياً، وحين توقفت صناعة النفط الليبية أثناء الحرب الأهلية عام 2011، استجابت السعودية في ذلك الوقت أيضاً.
وبالنسبة للبلدان المستهلكة للنفط، مثل الولايات المتحدة، وهي أكبر مستورد للنفط في العالم، والهند والصين، يدور الأمر حول ما إذا كانت لبلدان الخليج قدرة إنتاجية احتياطية قادرة على مواصلة الإنتاج عند هذه المستويات – أو حتى زيادة الإنتاج في حالة استمرار اضطراب الإمدادات.
وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، حتى حين يكون إنتاج السعودية عند المستويات الحالية، تظل لديها طاقة احتياطية تزيد على مليوني برميل يومياً.
يقول أنطوان هالف، رئيس قسم أبحاث النفط في الوكالة “بسبب اضطراب الإمدادات من بلدان أخرى، نعتقد أن زيادة الإنتاج من منيفة يتم توريدها للسوق”.
ويقول أمريتا سين، وهو محلل في شركة الاستشارات إنيرجي أسبِكتْس : “لدى السعودية رقم مستهدف واضح للإنتاج وطريقة منهجية للعمل لتحقيقه، في حين أن من غير المرجح أن نشهد نمواً فعلياً في الناتج من دول الخليج الأخرى على مدى بقية هذا العقد”.