قال عبد اللطيف العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية، إن المملكة تستهدف على الأقل مضاعفة التدفقات السنوية للاستثمار الأجنبى المباشر خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك عبر التركيز على جذب الاستثمارات إلى قطاعات جديدة كالتعدين والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات. وتأتى الخطة التى أعلنها العثمان، خلال مقابلة مع رويترز فى إطار تغيرات جذرية للسياسة الاقتصادية السعودية للتكيف مع عصر النفط الرخيص عبر تنويع اقتصاد أكبر مصدر للخام فى العالم بعيدًا عن النفط والغاز والبتروكيماويات. وأثر هبوط أسعار النفط على مدى 18 شهرًا الماضية من نحو 120 دولارا إلى ما دون 30 دولارا للبرميل على إيرادات المملكة، وهو ما دفع صانعى القرار إلى إجراء إصلاحات هيكلية تهدف لرفع مساهمة القطاع غير النفطى فى الاقتصاد المحلى. وفى ديسمبر قالت مصادر لـ”رويترز”، إن لأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى وضع الإطار العام لخطة تستهدف إعادة تشكيل اقتصاد البلاد لمواجهة هبوط أسعار النفط – فى أكبر تغيير للسياسة الاقتصادية للمملكة منذ آخر مرة تضرر فيها اقتصادها جراء هبوط أسعار النفط قبل نحو عشر سنوات – تشمل إصلاحات تتعلق بالإنفاق الحكومى وخصخصة جهات حكومية فى أكبر مصدر للنفط فى العالم. وأوضح العثمان، أن هيئة الاستثمار تسعى لجذب الأموال والاستثمارات الأجنبية لعدد من القطاعات التى لا ترتبط بالنفط بصورة مباشرة. وقال، “بالنظر إلى الاقتصاد السعودى الذى تمكن من جذب استثمارات بنحو عشرة مليارات دولار سنويا فى القطاعات التقليدية.. نتوقع أن نجتذب مباشرة أضعاف هذا المبلغ.” وأضاف، “نأمل فى أن نرفع حجم الاستثمار الأجنبى المباشر خلال السنوات العشر المقبلة إلى مثلى أو ثلاثة أمثال مستواه على أساس المتوسط المتحرك.” وتواجه الهيئة العامة للاستثمار بعض العقبات من بينها البيروقراطية ونظام قضائى غير متطور بالقدر الكافى، وهو ما تسبب فى صد الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة، ويضاف إلى ذلك الآن بعض المخاطر التى تتعلق بتباطؤ النمو الاقتصادى فى المملكة بسبب هبوط أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية فى المنطقة. لكن العثمان قال إن الهيئة تعمل باستمرار على مراجعة كافة اللوائح والقوانين المتعلقة بالاستثمار لتسهيل دخول المستثمرين الأجانب إلى المملكة وإنها دائمًا ما تحث المستثمرين الأجانب على إبداء مقترحاتهم بشأن أى جوانب تتطلب النظر فيها وتعديلها. وبلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة أعلى مستوياتها عند نحو 40 مليار دولار فى 2009، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين وبلغت فى مجملها نحو ثمانية مليارات دولار فى 2014، حسب الأرقام الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. وأوضح العثمان، أن قطاع التعدين قد يكون أحد القطاعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، فى ظل ما تتمتع به المملكة من ثروات معدنية لم يجر اكتشافها بصورة كلية بعد بما فى ذلك الفوسفات والبوكسايت والمعادن الثقيلة والذهب. وفى مشروع مشترك قد يكون نموذجا على الاستثمارات المستقبلية أعلنت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) فى ديسمبر، أنها بدأت إنتاج النحاس من أحد المناجم بالمملكة بالتعاون مع شركة باريك الكندية. وقال العثمان إن الهيئة تعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة لتلبية حاجة المملكة فى خلق مئات الآلاف من الوظائف للمواطنين، ولفت إلى أن هذه الاستثمارات لديها القدرة على توفير الوظائف المناسبة والملائمة للمواطنين. وفى سبتمبر الماضى أعلنت الهيئة عن خطة تسمح للمستثمرين الأجانب بمزاولة نشاط تجارة الجملة والتجزئة لمنتجاتها فى المملكة بنسبة 100%، وكان الحد الأقصى لملكية الأجانب فى القطاع سابقًا 75.% وقال العثمان، إن الهيئة تلقت طلبات من شركات أجنبية كبيرة وإنها تدرس الطلبات فى الوقت الراهن لكنه امتنع عن الخوض فى تفاصيل. ولفت العثمان، إلى أن الهيئة تجرى مباحثات مع شركات فى قطاع تصنيع السيارات لاسيما قطع غيار الحافلات والناقلات، لكنه لم يخض فى تفاصيل.