شهد سوق العمل السعودي تطورات كبيرة في الآونة الأخيرة، من بينها أن المرأة أصبحت جزءاً لا يتجزأ منه، وتزايد حجم مساهمة المرأة السعودية في الاقتصاد المحلي، بل تتجه بعض السيدات إلى أن يصبحن “سيدات أعمال” ناجحات بفضل إدارتهن الناجحة لأعمالهن وذكائهن في إدارة الأموال.
واستعرضت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأميركية قصصاً لسيدات دخلن سوق العمل السعودي بمختلف الدرجات الوظيفية لترصد في تقرير لها حجم التغير الذي يشهده سوق العمل، مشيرة إلى أن “عدم قدرة المرأة على قيادة السيارة في المملكة لم يحل دون نجاح الكثير من السيدات في القيام بوظائفهن المختلفة”، مشيرة إلى فتاة تُدعى ولاء وتعمل في أحد مراكز التسوق الكبرى (مول) في الرياض ولا تجد صعوبة في الوصول إلى عملها يومياً والعودة منه رغم أنها لا تقود سيارة ولا تمتلك سيارة مع سائقها، وإنما تشترك مع زميلاتها في استئجار سيارة عامة يومياً تقلهن من وإلى العمل يومياً.
ويقول التقرير إن “وجه ولاء المتعب الذي يحمل علامات سنوات من التحدي يكشف عن جيل من الفتيات السعوديات الطامحات للتغيير”، في إشارة إلى أن المرأة أصبحت تستحوذ على حصة متزايدة من سوق العمل السعودي.
وينقل التقرير عن المسؤولة في غرفة تجارة جدة بسمة العمير قولها إن معدلات توظيف المرأة في السعودية ارتفعت بنسبة 48% منذ عام 2010، وأضافت: “هناك الكثير من العائلات السعوديات يعتمدن اليوم على مصدرين للدخل”، في إشارة إلى أن الرجل والمرأة يعملان في الكثير من الأسر السعودية.
كما تنقل الصحيفة عن البروفيسورة في علم الاجتماع والناشطة السعودية سحر ناصيف قولها: “في هذه الأيام صارت المرأة رجلا”، مشيرة الى أن السيدات “يردن مساعدة أنفسهن وتوفير الطعام”.
وتابعت ناصيف: “أصبح مشهد النساء السعوديات العاملات في المحلات أمراً عادياً”.
وكان تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية قد أفاد بأنه خلال السنوات الست الماضية فإن مشاركة النساء في القوة العاملة بالمملكة ارتفعت من 9%، إلى 16%، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في أعداد النساء غير العاملات في السعودية.
وقالت الصحيفة إن السيدات السعوديات يلعبن دوراً مهماً ومتنامياً في سوق العمل، ويحققن نجاحاً تلو الآخر، يتفوقن فيه على نظرائهن من السيدات الوافدات، أو من الشباب السعودي أيضاً.
وأوردت الصحيفة قصة الآنسة حنان العتيبي، البالغة من العمر 26 عاماً، والتي تدير فريقاً فريداً من نوعه يتكون من 12 فتاة، ويعمل في تحصيل الديون الرديئة والمتعثرة لصالح مصرف سعودي، إلا أن المفاجأة هي في حجم النجاح الذي حققه هذا الفريق النسوي، حيث تفوق بنسبة 70% في عمليات التحصيل مقارنة مع فريق من الشباب الذكور.
وتقول العتيبي من مكتبها في الرياض للصحيفة البريطانية إن “النساء أقل غضباً من الرجال وأكثر قدرة على تهدئته”، وتضيف: “لدينا قدرة أكبر على إقناع المدين بأن يقوم بتسديد الأموال دون أن نضطر في أغلب الأحيان لتهديده باللجوء إلى الشرطة”.
ووجدت “فايننشال تايمز” في قصة العتيبي مثالاً واضحاً على الدور الذي تلعبه النساء وبسرعة عالية في قطاع الأعمال المتنامي في المملكة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-bg1