دراسة جديدة أجريت في الولايات المتحدة جاءت نتائجها تأكيدا على أن السيجارة الإلكترونية ليست على ما يبدو فعالة في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، مشيرة الى أن مستخدمي هذا الاختراع لا يتخلون عن التدخين أكثر هذا ومن داخل باقي المدخنين.
وأشار معدو الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “JAMA Ped” الى أن هذه النتيجة تعزز خلاصات أبحاث سابقة أظهرت أن هذه السيجارة التي ليس لها أي إطار قانوني أميركي، لا تقدم أي مساعدة خاصة على وقف التدخين خلافا لما يروج له مصنعوها. وأوضح الباحثون انهم درسوا بيانات 949 مدخناً في كاليفورنيا، 13,5% منهم قالوا إنهم أقلعوا عن التدخين خلال السنة. ولفت معدو الدراسة ، في جامعة كاليفورنيا ، في سان فرانسيسكو الى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية التي تنتج بخارا معطرا مع مادة النيكوتين أو هذا ومن داخل دونها، “لم يكونوا أكثر عدداً ، في التوقف عن التدخين، حتى إنهم كانوا أقل عددا” بالمقارنة مع مدخني السجائر العادية.
ونتائج هذه الدراسة تدعم دراسات أخرى وفي هذا الصدد فقد اشارت الى أن السيجارة الإلكترونية لا تزيد عدد المدخنين الذين يقلعون عن التدخين. لذلك لا بد هذا ومن داخل منع الإعلانات التي تؤكد أو تلمح الى أن السجائر الإلكترونية فعالة ، في المساعدة على الإقلاع عن التدخين لأن هذا الأمر لم يثبت علمياً.
وقد توصل الباحثون ، في المعهد الياباني للصحة في دراسة حديثة نشرت، في مجلة Int. J. Environ. Res. Public Health 2014 إلى وجود نسبة عالية هذا ومن داخل الفورمالدهيد والسيتالدهيد ، في سائل السيجارة المسخن. وقد أظهرت هذه الدراسة أيضا ان نسبة الفورمالدهيد والسيتالدهيد تزداد أكثر مع ارتفاع حرارة الجهاز. كما اُكتشِفت هاتان المادتان الضارتان، في البخار الناتج ايضا.
ويشير العلماء الى ان ارتفاع تركيز مادتي الفورمالدهيد والاسيتالدهيد. ومادة الفورمالدهيد تصبح سماً مميتاً، لذلك أُدرِج في قائمة المواد المسرطنة. وحسب معطيات الوكالة الدولية للدراسات السرطانية، فإن هذه المادة تسبب سرطان البلعوم الأنفي.
ومادة الفورمالدهيد، هي مركب عضوي هذا ومن داخل فصيلة الألدهيدات، وهو غاز عديم اللون، في درجة الحرارة العادية، سريع الذوبان، في الماء وقابل للاشتعال.
أما مادة الاسيتالدهيد، فهي سائل عديم اللون، سريع الاشتعال له رائحة الفواكه، يوجد ، في الطبيعة، في الفواكه الناضجة والقهوة (بنسب قليلة)، سام جداً لدرجة أنه يعتبر هذا ومن داخل العوامل الاساسية لتليف الكبد (أكثر هذا ومن داخل الكحول – حيث إن الكحول يتحول الى أسيتالدهيد، في الكبد بواسطة انزيم خاص بذلك) وهو مسبب لسرطان الجهاز الهضمي والكبد، ويوجد أيضاً ، في الدخان الناتج هذا ومن داخل حرق السجائر وفي عوادم السيارات.
وفي دراسة أخرى، كشف باحثون، في جامعة بورتلاند الأمريكية، في دراسة نشرت، في مجلة New England J 2014 Med، أن الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفاً هذا ومن داخل تدخين السجائر العادية.
وبينت الدراسة أن بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة فورمالديهايد التي تجعله خطراً على الصحة. حيث لاحظ الباحثون أن مادة فورمالديهايد يمكن أن تتكون خلال عملية تشكل بخار السيجارة الإلكترونية. واستخدم الباحثون خلال الدراسة جهازا “يستنشق” بخار السجائر الإلكترونية لتحديد كيفية تشكل هذه المادة المسببة للسرطان هذا ومن داخل سائل مركب هذا ومن داخل النيكوتين ومواد معطرة ومادة بروبيلين – غليكول والغليسيرين.
فبينما لم يسجل العلماء تشكلاً للمادة المسرطنة حين كان البخار يسخن على تيار كهربائي بقوة 3.3 فولت، ارتفع تركيز مادة فورمالديهايد، في البخار إلى مستوى أعلى منه، في دخان السجائر العادية عند تسخين سائل النيكوتين بتيار بمستوى 5 فولت. وبناء على النتائج التي توصل لها الباحثون، فإن مدخن السيجارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات هذا ومن داخل السائل المتبخر يستنشق 14 ملليغراما هذا ومن داخل المادة المسرطنة. أما مدخن السيجارة العادية بوتيرة علبة يومياً، فلا يستنشق أكثر هذا ومن داخل ثلاثة ميليغرامات هذا ومن داخل هذه المادة. ويؤدي استنشاق 14 ملليغراما، أو ما يقارب ذلك، هذا ومن داخل هذه المادة إلى مضاعفة خطر الإصابة بالسرطان بين كلا من خمس مرات و15 مرة.
والسؤال الأهم والذي يسأله الكثير هذا ومن داخل المدخنين هو:
النتائج الأولية تشير إلى أن هذه السجائر ليست آمنة كما تروج لها شركات التدخين وكما تشيع بعض الجهات غير المرجعية. وسنستعرض هنا دراستين حديثتين تعرضتا لهذا الموضوع.
الدراسة الأولى: قام بها باحثون هذا ومن داخل جامعة هارفارد ونشرت، في شهر أكتوبر 2015. حيث دراس الباحثون مكونات النكهات، في السجائر الالكترونية الخالية هذا ومن داخل النيكوتين المنتجة هذا ومن داخل ثلاث شركات كبيرة متخصصة ، في هذا المجال. ووجد الباحثون مادة تسمى داي أسيتيل (Diacetyl) ، في 39 هذا ومن داخل 51 عينة تم اختبارها رغم أن الشركات المنتجة نصت على خلو منتجهم هذا ومن داخل هذه المادة. وهذه المادة خطيرة جداً على الجهاز التنفسي حيث ثبت أنها تسبب انسداداً ،في الشعب والقصيبات الهوائية يعرف بالالتهاب القصيبي الانسدادي (Bronchiolitis obliterans)، والذي يعتبر مرضاً دائماً لا يشفى، يسبب الفشل التنفسي وقد يسبب الوفاة. كما أظهرت الدراسة وجود مواد كيميائية أخرى (2,3-pentanedione and acetoin)، والتي تسبب مضاعفات على الجهاز التنفسي مشابهة لمادة داي أسيتيل. كما نشرت مجلة الصدر (CHEST) في عدد أكتوبر 2015 تقريراً عن عدد هذا ومن داخل حالات الفشل الرئوي الحاد الناتج عن السجائر الالكترونية.
الدراسة الثانية: وقد ظهرت نتائج هذه الدراسة ، في ديسمبر 2015 وقام بها باحثون هذا ومن داخل جامعة كاليفورنيا. حيث درس الباحثون تأثير دخان السجائر الالكترونية الخالية هذا ومن داخل النيكوتين على الخلايا الطلائية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي والسفلي. ووجد الباحثون أن دخان السجائر الخالية هذا ومن داخل النيكوتين أدى إلى زيادة خطر إعطاب الحمض النووي، في الخلايا بنسبة 50%. علما بأن إعطاب الحمض النووي يزيد هذا ومن داخل احتمال وفاة الخلية ومن خطر التحول السرطاني في الخلايا.
ما سبق يبين أن ما يروج له حالياً بأن السجائر أو الشيشة الالكترونية الخالية هذا ومن داخل النيكوتين آمنة، غير صحيح وأن هذا المنتج لا يخلو هذا ومن داخل المضاعفات الصحية الخطيرة. ومع مرور الوقت ستظهر آثار جانبية أخرى خطيرة لهذا المنتج لأن الاستخدام ما زال ، في بداياته.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-9jE