أولا، وعلى طريقة الأفلام السينمائية أتناول الأخبار السيئة، ومنها ارتفاع حالات التهرب من تسديد الزكاة إلى 25% من المطالبين بتسديد الزكاة. لماذا يتهرب هؤلاء؟ أهي قناعة بعدم وجوبها والعياذ بالله؟ أم أن أصحابها يخرجونها بطريقتهم الخاصة التي يرون أنها أفضل وأجدى مما تفعله الحكومة الرشيدة؟ أم ترى بعضهم يخرجونها مواد عينية من مستودعاتهم أو أنهم يدفعونها أموالاً إلى أحبتهم من غير مستحقيها؟ احتمالات كثيرة الله بها عليم، لكن المحصلة مؤلمة وتدل على خلل كبير في فهم مدلولات هذه الشعيرة العظيمة المقترنة بالصلاة في كثيرة من آيات الكتاب الحكيم.
وقدر الزكاة قليل جداً مقارنة بما تفرضه الحكومات الأخرى من ضرائب على رجال الأعمال والمستثمرين وحتى عامة الناس، فلماذا لا يحمد هؤلاء ربهم ويقدمون زكواتهم طيبة بها أنفسهم!! وللعلم، فحتى هذا القدر الضئيل يمكن تقليله بحيل وأساليب لا تخفى على الراغبين في التهرب إلا من دفع شكلي لحق رباني.
وأعود إلى الأموال التي تنفقها الجهات الرسمية بعد استيفائها من دافعي الزكاة ومسددي الضرائب. وحسب علمي يُدرج كثير من مستحقي الضمان تحت هذا البند الذي تجاوزت إيراداته 20 مليار عام 2011م من الزكاة و 9 مليارات من إيرادات الضرائب على الشركات الأجنبية.
لكن لنعترف بأن طريقة الضمان لم تتغير منذ القدم، فهي الطريقة نفسها.. طوابير مزعجة وازدحام في كثير من الأحايين. وربما أكثر من مشوار يستهلكه المستحق يدفع مقابله أثمان مواصلات تستهلك نسبة من الإعانة البسيطة أصلاً.
ليست لدي بدائل حاضرة، لكن لا بد من ملاحظة أن مجرد الإنفاق على هؤلاء بالطريقة التقليدية دون تعليم ولا تدريب ولا تطوير سيدفع بالمزيد من الواقفين في الطوابير لأنهم يتكاثرون، ولا يحسنون سوى تلقي هذه المعونات أو الزكوات.
هل إلى تغيير من سبيل؟!
*نقلاً عن صحيفة “المدينة” السعودية.