الريادة العالمية لـ«دبي للسكري» انطلقت من تحسين رحلة المرضى

صحة
23 سبتمبر 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
الريادة العالمية لـ«دبي للسكري» انطلقت من تحسين رحلة المرضى

2823268 - مجلة مال واعمال

الريادة العالمية التي حققها مركز دبي للسكري التابع لهيئة الصحة بدبي، لم تأت من فراغ، فهناك العديد من الأسباب التي دفعت بالمركز ليكون في هذه المكانة الدولية المميزة، في واحد من أهم التخصصات الطبية، والمشكلات الصحية المعاصرة، التي أصبح للمركز بصمة خاصة في الحد منها والوقاية من مخاطرها وآثارها الممتدة.

حصول مركز دبي للسكري على اعتمادين دوليين من المنظمة العالمية للسكري، الاعتماد الأول كمركز تميز في رعاية المصابين بهذا الداء، والثاني كمركز معتمد للتثقيف والتعليم وحصوله أيضاً على الاعتماد الدولي بوصفه مرجعاً طبياً رائداً على مستوى المنطقة، إلى جانب اعتماد المنظمة العالمية للسكري واحداً من أهم البحوث العلمية التي أجراها المركز، كل ذلك لم يأت أيضاً من فراغ. فهناك العديد من الأسباب والمقومات التي مكنت المركز من الوصول إلى ما وصل إليه، حتى بات يشار إليه بالبنان في أوساط المحافل الطبية والعلمية المتخصصة على الصعيدين المحلي والدولي.

بهذه المقدمة بدأ عبد الله جمعة مدير الشؤون الإدارية لمركز دبي للسكري، حديثه معنا وهذا الحوار الذي بدأناه نحن بالسؤال عن الأسباب التي أشار إليها، والتي دفعت بالمركز إلى هذه المكانة العالمية؟

هناك العديد من الأسباب، في مقدمتها رؤية دبي ونظرتها للنجاح بشكل عام، ونجاح القطاع الصحي على وجه التحديد، وهذا النجاح لا يكفي كونه نجاحاً، بل لا بد وأن يكون مصحوباً بالتميز والريادة، وهذا ما يعكس السبب الثاني لنجاح المركز وتفوقه، والذي يكمن في الاهتمام البالغ من هيئة الصحة بدبي بصحة أفراد المجتمع ونشر الأنماط الصحية التي تعد إحدى أهم أدوات الوقاية من داء السكري في أوساط جميع الشرائح المجتمعية ومختلف الأعمار، ومن هذا الاهتمام حرصت الهيئة على توفير أفضل الكوادر البشرية من الخبرات والكفاءات الطبية التي لها اسمها ومكانتها على الساحة الطبية الدولية، والتي لها أبحاثها ودراستها وتطبيقاتها وممارستها المهنية المشهود لها، إلى جانب تزويد المركز بجميع التجهيزات والتقنيات والتطبيقات الذكية، فضلاً عن بيئة الاستشفاء داخل المركز وروح العمل التي تجعل العاملين في المركز والمترددين عليه أسرة واحدة في مواجهة داء السكري وآثاره الجانبية ودرء أية مخاطر محتملة لهذا الداء على الصحة العامة وعلى أجهزة الجسم واللياقة البدنية وحياة المريض بوجه عام.

من بين أسباب نجاح المركز أيضاً هو تحسين رحلة المتعاملين وتوفير خدمات عالية الجودة، تستهدف رضا المتعامل وإسعاده، وهذا هو السبب الأساس والهدف الرئيس لمركز دبي للسكري، الذي يسعى أيضاً للحصول على الاعتماد الدولي للجنة الدولية المشتركة للمنشآت الصحية خلال العام الجاري، وهو يقوم بجهود متميزة للحصول على هذا الاعتماد، ونود الإشارة هنا إلى أن عدد المرضى الذين تلقوا العلاج في المركز خلال النصف الأول من العام الجاري وصل إلى 525 مريضاً جديداً، في حين استقبل المركز خلال العام 2016 حوالي (931) مريضاً جديداً وفي العام الماضي 1087 مريضاً جديداً، مما يشير إلى أن المركز أصبح الوجهة الأفضل للمصابين بداء السكري، ممن يبحثون عن رعاية متكاملة وشاملة ومتقدمة على أيدي نخب طبية واختصاصيين في مختلف المجالات المتصلة بهذا الداء، بما في ذلك التغذية واللياقة البدنية والإرشاد النفسي والتثقيف، وكلها خدمات يوفرها المركز تحت سقف واحد وضمن منظومة رعاية متكاملة.

تطوير متواصل

هذه النجاحات والمكانة الدولية للمركز لها مسؤولياتها والتزاماتها بالعمل دوماً على التطوير وتقديم كل ما هو أفضل، فما الذي تعملون عليه للحفاظ على ريادة مركز دبي للسكري؟

هناك تطوير متواصل في نطاق ونوعية الخدمات الطبية التي يوفرها المركز للمتعاملين معه، والتي ترتكز على الجانب الوقائي، وحماية المصاب بداء السكري من أية مشكلات صحية مرتبطة بهذا الداء، وخاصة المرتبطة بحاسة البصر والقلب والكلى والآثار الأخرى التي تهدد الأطراف، وبالتحديد (القدم).

ولذلك وبعد النجاح اللافت في العيادة المتخصصة للعيون التي يعمل المركز من خلالها على حماية شبكية العين لدى المصابين بداء السكري، ومواجهة أية مضاعفات محتملة على الشبكية نتيجة هذا الداء، يعمل المركز حالياً وضمن خطة معتمدة على توسيع نطاق خدماته، وذلك عن طريق تطوير عيادة العيون وتأسيس عيادتين إحداهما للقلب والأخرى للكلى، ليكون لدى المركز 4 عيادات متطورة (العيون، والقلب، والكلى، والقدم السكرية)، والهدف هنا هو الوصول إلى شبكة رعاية متكاملة ومتخصصة في الأمراض شديدة الصلة بداء السكري، والتي تعد من مضاعفات هذا الداء.

هناك العديد من المشروعات المستقبلية للمركز، تشمل التوسع في المساحات الداخلية لبعض العيادات من خلال زيادة الغرف والتوسع في الخدمات التي تقدمها لتقليل فترة الانتظار داخل المركز، وزيادة عدد الموظفين وتدريب أطباء الرعاية الصحية الأولية والمثقفين الصحيين على معايير العلاج المطبقة بمركز دبي للسكري لتوفير مظلة رعاية شاملة للمرضى.

عيادة متكاملة

ماذا عن رعاية الأطفال المصابين بداء السكري؟

لدى المركز عيادة متكاملة للأطفال المصابين بالسكري هي الأولى من نوعها في علاج سكري الأطفال على مستوى الدولة، حيث تقدم للأطفال والمراهقين المرضى جميع الخدمات العلاجية والتثقيفية والغذائية، إضافة إلى الفحوصات الخاصة بمضاعفات السكري للحد من مضاعفات المرض عند الأطفال.

من بين أخطر المشكلات التي تواجه المصابين بداء السكري، هي (القدم السكرية)، كيف تتعاملون مع هذه المشكلات، وهل هناك خدمات أخرى إضافية يوفرها المركز؟

مركز دبي للسكري يضم وحدة للعناية بالقدم السكرية، وهي تعد الأولى من نوعها في القطاع الحكومي، حيث تم تزويدها بالأجهزة المتطورة وبالكوادر الطبية المتخصصة في العناية بالقدم، ولا ننسى ما يقدمه المركز من خدمات أخرى إضافية، منها على سبيل المثال، صالة للتمارين الرياضية للمرضى وهي وحدة خاصة يتم فيها تقييم اللياقة البدنية لمرضى السكري بإشراف أخصائي في هذا المجال.

كما تم تزويد المركز بصيدلية خاصة للتسهيل على المرضى الحصول على الأدوية من نفس المكان، وإضافة خدمة المطبخ التحضيري الذي يتم من خلاله تدريب المرضى حول إعداد وجبات صحية ومخصصة لحالتهم الصحية بهدف رفع التوعية الغذائية للمرضى.

مبادرات ذكية

المركز يسعى دائماً للاستحواذ على أفضل التقنيات والتجهيزات الذكية، هل هناك أي جديد في هذا الشأن؟

ومن المبادرات الذكية التي يقدمها المركز، مبادرة استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص شبكية العين والحصول على النتائج الدقيقة والسريعة من خلال التصوير المقطعي وهي مبادرة حققت نجاحات متميزة في المركز وسيتم عرضها خلال مؤتمر الأكاديمية الأميركية لطب العيون خلال أكتوبر المقبل.

وهيئة الصحة بدبي حريصة على تقديم الدعم لمركز دبي للسكري ليكون من المراكز الحديثة والمتطورة على مستوى المنطقة، والقادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى من الخدمات العلاجية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية للسكان، وفق الرؤية الطموحة التي تنتهجها الهيئة للوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

مبادرة ذكية

يتجه مركز دبي للسكري لإطلاق مبادرة ذكية لمتابعة ومراقبة الحالات المرضية في المنازل من خلال ابتكار تطبيق ذكي سيتم تطبيقه قريباً، بحيث يتم تحميله على الهاتف الذكي للمريض وربطه بعدد من أجهزة قياس المؤشرات الحيوية للجسم وإرساله النتائج إلى الأطباء في المركز عبر التطبيق الذكي، حيث سيتم تطبيق هذه الخدمة على 30 مريضاً من مرضى المركز من غير الملتزمين بالمتابعة الدورية بهدف الكشف المبكر عن مضاعفات مرض السكري على المرضى.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.