مجلة مال واعمال

الروس والآسيويون يتصدرون مبيعات أسواق «الفراء» في دبي

-

image (10)

تتصدر الجنسيات الروسية والآسيوية، خصوصاً من دول الاتحاد السوفييتي السابق، قائمة معاملات مبيعات منتجات «الفراء» الطبيعية بمختلف أنواعها في أسواق دبي، وذلك بحسب مسؤولي شركات متخصصة لتجارة منتجات الفراء بأنواعها المختلفة.

وأفادوا بأن أسواق الفراء في دبي تتميز بالتنافسية الكبيرة على استقطاب شركات عالمية متخصصة للعمل فيها، واجتذاب السائحين والمقيمين للشراء من السوق المحلية، وذلك لعدم وجود رسوم كثيرة ترفع من كلفة تلك المنتجات مقارنة بالأسواق العالمية، إضافة إلى ضمان جودتها مع ارتفاع معايير الرقابة، لافتين إلى أن أسواق الفراء عانت خلال الفترة الماضية بطئاً في الطلب، تأثراً بمتغيرات الاقتصاد العالمي، وتراجع قيمة العملة الروسية (الروبل)، إلا أنها شهدت أخيراً معدلات تحسن محدودة، مع عودة النشاط التدريجي للسائحين الروس إلى الشراء.

وكشفت جولة ميدانية أجرتها «الإمارات اليوم»، أخيراً، بأسواق الفراء في دبي، عن وجود سبعة أنواع رئيسة، أبرزها الفراء المستخلصة من حيوانات «المنك»، والثعالب «الشنيشيلا».

وأظهرت بيانات إحصائية للهيئة الاتحادية للجمارك، أن إجمالي قيمة تجارة منتجات جلود الفراء الطبيعية والصناعية في الإمارات، خلال عام 2016 والتسعة أشهر الأولى من عام 2017، بلغت 167 مليون درهم، فيما أفادت بيانات لوزارة التغير المناخي والبيئة بأن عمليات استيراد الفراء الطبيعية للحيوانات تتم وفقاً لمعايير «سايتس» الدولية، والتي تشمل مكافحة الاتجار غير المشروع في حيوانات الفراء المدرجة بقوائم الاتفاقية والمهددة بالانقراض.

7 أنواع

وتفصيلاً، كشفت جولة ميدانية، أجرتها «الإمارات اليوم»، أخيراً بأسواق الفراء في دبي، عن وجود سبعة أنواع رئيسة للفراء بالأسواق، وفقاً لأنواع جلود الحيوانات المستخلصة منها الفراء، وتتضمن الفراء المستخلصة من حيوان «المنك»، و«لينكس»، إضافة إلى أنواع مستخلصة من الثعالب. كما توجد أنواع فراء مستخلصة من حيوانات «الشنيشيلا»، وهي تشبه الأرانب، وتمتاز بفروة ناعمة، فضلاً فراء مستخلصة من حيوان «سيبل»، وفراء مستخلصة من أنواع حملان تعيش في دولة نامبيا في إفريقيا، ويطلق عليها «كاركول»، وهناك أنواع تستخلص من الأرانب ذات الفراء الكثيفة، التي تعيش في المناطق الباردة.

وأظهرت الجولة أن معظم المنتجات يتم تسعيرها بالدولار، إضافة إلى أسعارها المثبتة بالدرهم، وذلك لتركز الطلب عليها من فئات السائحين، الذين يفضلون الاستفسار عن الأسعار بالدولار، وتراوح الأسعار بين 200 دولار إلى ما يتجاوز 10 آلاف دولار للمنتج الواحد.

وكشفت أن هناك عدداً من أنواع الفراء يتصدر قائمة أسعار المنتجات الأغلى عالمياً، وهي المستخلصة من حيوانات «سيبل»، و«اللينكس»، و«المنك»، و«الشنشيلا»، فيما تأتي الفراء المستخلصة من جلود الأرانب بالمناطق الباردة في فئات الفراء الأرخص سعراً على المستوى العالمي.

مبيعات الفراء

بدوره، قال مدير شركة «سكايندنافيا»، جورج مانيولس، إن «الجنسيات الروسية والآسيوية، خصوصاً من دول الاتحاد السوفييتي السابق، تتصدر قائمة المتعاملين لمبيعات الفراء في أسواق دبي»، لافتاً إلى أن «تلك الجنسيات تشكل ما يتجاوز نسبة 90% من إجمالي المبيعات لمنتجات الفراء، فيما تشمل النسب الأخرى الباقية بعض الجنسيات الأوروبية وعدداً من المتعاملين العرب من دول مثل لبنان، فيما يندر الطلب من بعض الجنسيات الخليجية التي تشتري منتجات الفراء، وذلك عند السفر لدول تتسم بالبرودة الشديدة».

وأضاف أن «منتجات الفراء الطبيعية المعروضة في الدولة جميعها مستوردة من دول خارجية، تعتمد أنظمة المزارع المخصصة للحيوانات التي تتسم بكثافة الفراء».

وأشار مانيولس إلى أن «أسواق الفراء تعد من القطاعات التي تشمل منتجات فاخرة، وبالتالي تتأثر تلك الأسواق بشكل أكثر حساسية بالتقلبات الاقتصادية العالمية، وهو ما حدث مع تراجع العملة الروسية مقابل عملات عالمية، ومنها الدولار والدرهم، إلا أنها تحسنت بنسب ملحوظة أخيراً، مع عودة السائحين الروس إلى الأسواق، وعودة الشراء بشكل تدريجي».

تنافسية كبيرة

من جهته، أكد مدير شركة «بورتسوس»، كريس برونسوز، أن «أسواق دبي تعد ذات تنافسية مرتفعة في قطاع الفراء، وتستقطب شركات عالمية للعمل في أسواقها، إضافة إلى تسجيلها معدلات طلب مرتفعة للشراء من المقيمين والسائحين الروس، ومن دول الاتحاد السوفييتي السابق، مثل طاجيكستان، وأوزبكستان، إضافة إلى بعض المتعاملين من الصين. وتعد تلك الجنسيات الأكثر طلباً على تعاملات مبيعات الفراء في الدولة ودبي»، مبيناً أن «الأسواق المحلية تستقطب الطلب من تلك الجنسيات مع انخفاض أسعار الفراء، مقارنة بدولهم وأسواق أخرى عالمية، نظراً لعدم وجود رسوم وضرائب متعددة على تلك المنتجات بشكل مماثل للأسواق الخارجية، إضافة إلى تنوع المنتجات، وضمان الجودة، وصعوبة طرح منتجات مشكوك في حقيقتها، مع وجود مناخ رقابي قوي من الجهات المختصة في دبي والدولة بشكل عام».

وأشار إلى أن «أسواق الفراء في دبي كانت تأثرت بعوامل بطء، بسبب انخفاض العملة الروسية (الروبل) خلال فترات سابقة، إلا أنها عادت إلى معدلات التحسن التدريجي المحدود أخيراً مع عودة السائحين»، لافتاً إلى أن «منتجات الفراء بأسواق الدولة يتم استيرادها من مزارع أوروبية، تلتزم بالمعايير والمواثيق الدولية لإنتاج الفراء من حيوانات غير مهددة بالانقراض».

شركات عالمية

بدوره، قال مدير شركة «ريتش هارموني»، اوفانس فاردنيان، إن «أسواق الدولة يوجد فيها عدد من الشركات العالمية المتخصصة التي تبيع الفراء الطبيعية، ولكنّ عدداً كبيراً منها يتركز في دبي، خصوصاً في موقع واحد بالقرب من منطقة (خور دبي)»، مبيناً أن «السائحين والمقيمين الروس ومن مواطني دول الاتحاد السوفييتي، يستأثرون بالحصص الأكبر من المبيعات».

وأشار إلى أن «أسواق الفراء المحلية شهدت تحسناً محدوداً في مبيعاتها أخيراً مع عودة السائحين الروس ومن دول الاتحاد السوفييتي للسياحة بشكل أكبر»، مبيناً أن «أسواق دبي تعتمد بشكل رئيس على الاستيراد من مزارع مخصصة للفراء بأوروبا، خصوصاً اليونان، بما يتناسب مع الاتفاقات الدولية التي تستثني الحيوانات المهددة بالانقراض».

الشرق الأوسط

واعتبر مدير شركة «نيكولاس»، نيكولاس فراوس، أن «أسواق الفراء في دبي تعد من الأكثر تنافسية على مستوى الشرق الأوسط، مع استقطاب دبي لعدد كبير من الشركات العالمية لتجارة الفراء وتصنيعها، لتلبية احتياجات السائحين والمقيمين من دول مختلفة».

وأوضح أن «معظم الحيوانات التي يتم استخلاص الفراء منها تتم تربيتها في مزارع خاصة في دول أوروبية، بعيداً عن عمليات الصيد الجائر لها».

تجارة الإمارات

إلى ذلك، كشفت بيانات إحصائية للهيئة الاتحادية للجمارك، أن إجمالي قيمة تجارة منتجات جلود الفراء الطبيعية والصناعية في الإمارات، خلال عام 2016 والتسعة أشهر الأولى من عام 2017، بلغت 167 مليون درهم، منها 108 ملايين درهم لعام 2016، و58 مليون درهم للتسعة أشهر الأولى من العام الماضي.

وأوضحت أن أهم خمسة دول تم استيراد تلك المنتجات منها للإمارات خلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضي، تصدرتها اليونان بالحصص الأكبر من الواردات، تليها إيطاليا والصين وفرنسا بالترتيب.

فيما أفادت بيانات لوزارة التغير المناخي والبيئة بأن عمليات استيراد جلود الفراء الطبيعي تتم وفقاً لمعايير اتفاقية «سايتس» الدولية (معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض)، التي وقعت الدولة على قبولها، ويتم تنفيذها على منتجات الحيوانات المستوردة من الخارج، وفقاً لبنود الاتفاقية التي تمنع الاتجار واستيراد حيوانات مهددة بالانقراض، أو مشتقات مستخلصة منها كالفراء عبر منافذ الدولة، لمكافحة أي عمليات للاتجار غير المشروع في تلك المنتجات.