مجلة مال واعمال

الروح الرياضية ومشاعر المودة تسيطر على أجواء اليوم الأخير من منافسات الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص في أبوظبي 2018

-

اللاعبون والمشجعون يسدلون الستار على المنافسات التي استمرت على مدار ثلاثة أيام من التضامن والتميز والفرح والصداقة في أبوظبي

اختتمت فعاليات اليوم الثالث من الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص في أبوظبي 2018، حيث شهد اليوم الأخير من المنافسات عددًا هائلًا من الأحداث المشوقة والإنجازات الرياضية المذهلة التي حققها اللاعبون والفرق على مدار اليوم.

وكان اليوم الثالث من الحدث حافلًا باللحظات الرائعة التي ستبقى خالدة في ذاكرة الرياضيين وعائلاتهم والمشجعين الحاضرين.

وكان اليوم الأخير من المنافسات قد شهد إقامة مباراة نهائي كرة السلة ضمن فئتين، حيث التقى فريق الإمارات مع فريق السعودية، فيما لعب فريق مصر في مواجهة الصين تايبيه.

وقدم لاعبو الفرق الأربعة والمكونة من مجموعة من اللاعبين الأصحاء وأصحاب الهمم معًا، أفضل أداء ممكن في مباراتين حافلتين بالتشويق والإثارة.

وفي المباراة التي واجه فيها الفريق الإماراتي نظيره السعودي، كان التنافس في أوجه بين الجانبين حتى الربع الأخير عندما تفوق الفريق السعودي على الفريق الإماراتي بنتيجة 43 نقطة مقابل 33 نقطة لصالح الإمارات.

وقال محمد موسى لاعب الفريق السعودي إنه كان مسرورًا بالنجاح الذي حققه الفريق في النهائي: “كنا سعداء للغاية لإحراز الفوز، ولكن التغلب على الإمارات الذي يعد من أقوى الفرق في البطولة كان أمرًا مميزًا. لم تكن المباراة سهلة على الإطلاق، وخاصة مع المستوى الرائع الذي يتميز به لاعبو الإمارات”.

وأضاف: “نحن مسرورون لتواجدنا في أبوظبي والمشاركة في الألعاب الإقليمية. لقد كان الجمهور مذهلًا، وقدموا الدعم الهائل لكلا الفريقين مع التهليل والتشجيع لكافة اللاعبين في الجانبين من أجل تقديم أفضل أداء. لقد ساهموا في رفع مستوى المباراة. وأتوجه بالشكر لكل من حضر لمشاهدة المباراة والتشجيع”.

أتطلع الآن للعودة إلى السعودية لأخبر الجميع، ومنهم زوجتي وأبنائي وكل أفراد عائلتي عن فوزنا بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب”.

أما النهائي الآخر في لعبة كرة السلة فقد كان بين مصر والصين تايبيه، فقد شهد أداءً متوازنًا ولم تحسم النتيجة حتى الثواني الأخيرة، عندما تمكن الفريق الآسيوي من حسم اللقاء لصالحه بنتيجة 51 نقطة مقابل 49 لصالح مصر.

وإلى جانب اللاعبين الذين قدموا أداءً مذهلًا على أرض الملعب، فقد كان للجمهور دور كبير، وشكل إضافة رائعة إلى الأجواء التنافسية، حيث امتلأت المدرجات بالمشجعين الذين لم يتوقفوا عن التهليل والغناء وتحفيز اللاعبين ضمن الفريقين.

وكان ثامر الخان يشجع الفريق الإماراتي، ولكنه كان يشارك بحماس أيضًا بالهتافات التي تحفز لاعبي الفريق السعودي: “لقد كان جميع المشجعين يرغبون بصنع أجواء مذهلة في النهائي لتحفيز جميع اللاعبين. ورغم أن المباراة شهدت مستوى عالٍ من التنافس، وهناك فريق واحد فقط سيحرز الفوز، فقد كان من الضروري بالنسبة للاعبين أن يشعروا بالدعم من كل المشجعين الحاضرين”.

وأضاف: “ومن خلال التهليل والتشجيع، فقد أظهرنا نحن المشجعون كامل دعمنا لكلا الفريقين، وكنا نؤكد على تقديرنا للجهد الكبير الذي بذله الجميع خلال هذه الألعاب بشكل عام”.

وكانت مريم المزروعي، لاعبة فريق كرة السلة للسيدات، قد شاركت في بطولة السيدات ضمن البطولة، وقد عبرت عن سعادتها للمشاركة في المنافسات ضمن الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص 2018 التي تستضيفها مدينتها أبوظبي: “لقد كانت دورة الألعاب غاية في الروعة. وقد أحببت كل دقيقة لعبت فيها، وخاصة في المباريات التي تغلبنا فيها على باكستان وسريلانكا والجزائر”.

وأضافت: “شخصيًا، أعتقد أن مستواي كان جيدًا في اللعب. كان هناك مباريات تمكنت فيها من تسجيل النقاط، في حين لم أتمكن من ذلك في مباريات أخرى، ولكن بشكل عام، كانت الأجواء رائعة”.

فيما أكد محمد الحجار، لاعب فريق سوريا في كرة السلة، على أن تجربة اللعب في العاصمة الإماراتية ستبقى في ذاكرته على الدوام: “كنت سعيدًا للغاية لحصولي على الفرصة لتمثيل بلدي سوريا ضمن فريق كرة السلة في الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص. إنها المرة الثانية التي أشارك فيها بدورة الألعاب، وأنا سعيد لتحقيق عدد من الانتصارات الرائعة”.

وأضاف: “لقد تدرب الفريق بأكمله بقوة استعدادًا لهذه الألعاب، وقد لعبنا جميعًا بمستوى جيد. وأنتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر لدولة الإمارات على تنظيم الألعاب بهذا المستوى الرائع وتوجيه الدعوة لجميع الرياضيين للمشاركة في المنافسات”.

وأضاف محمد أن زملاءه في الفريق قد استمتعوا بأجواء التشجيع التي شهدوها، والتي لم تقتصر على السوريين الحاضرين، وإنما تضمنت مشجعين من الدول الأخرى: “لقد كان المشجعون مذهلين، وقدموا لنا الدعم في كل مباراة لعبناها، وقد ساعدنا ذلك على تقديم أداء أفضل”.

وفي نهائي رفع الأثقال، تمكن الليبي عمار الشطشاط من إحراز الذهب بعد رفع وزن مجموع قدره 507.5 كغ ضمن الفئة إم6 برفعات البنش والديدليفت والسكوات. فيما أحرز حمد الجابر من قطر الميدالية الفضية بمجموع إجمالي قدره 412.5 كغ.

وأحرز أحمد الحوسني وحمد العلي من الفريق الإماراتي المركزين الرابع والخامس في الفئة إم 6، حيث رفع أحمد مجموع قدره 365 كغ، ورفع حمد 330 كغ

وفي منافسات السيدات ضمن الفئة إف 3، فازت منية عزاوي من الفريق الليبي بالميدالية الذهبية بعد رفع مجموع قدره 262.5 كغ، برفعات البنش والديدليفت والسكوات. فيما أحرزت حنان الشهياري من فريق الإمارات الميدالية الفضية بمجموع قدره 140 كغ. أما مواطنتها روضة الأحبابي فقد فازت بالميدالية البرونزية برفع مجموع قدره 110 كغ.

وتشكل الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص 2018، ودورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019 جزءًا من رؤية الإمارات 2021 التي تدعم اندماج أصحاب الهمم في المجتمع، لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي. كما ستكون دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، الحدث الرياضي الأكثر وحدةً وتضامنًا في تاريخ الأولمبياد الخاص، حيث ستقدم تجربة شاملة ومتكاملة للرياضيين من ذوي الإعاقة الفكرية وغيرهم.

ويشارك أكثر من ألف رياضي من 32 دولة في 16 رياضة مختلفة ضمن دورة الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص 2018 في أبوظبي، حيث تنعقد في ثمانية مواقع مختلفة أدنيك، ومدينة زايد الرياضية، وحلبة مرسى ياس، وجامعة نيويورك أبوظبي، ونادي الضباط، ومبادلة أرينا، ونادي الجزيرة الرياضي، ونادي الفرسان.

يذكر أن ألعاب الأولمبياد الخاص تتميز بطابع خاص يختلف عن باقي دورات الألعاب الأولمبية الأخرى، وتحظى باعتراف وإشراف اللجنة الأولمبية الدولية. وتقتصر المشاركة في ألعاب الأولمبياد الخاص على الرياضيين من ذوي التحديات الذهنية، أو التأخر المعرفي، أو عجز النمو، أي ممن يعانون من مشاكل في القدرة على التعلم واكتساب مهارات التكيف (كما يمكن أن يكونوا مصابين بإعاقة جسدية أيضاً).