بدوره عرض وزير المالية البرازيلي هنريك ميريليس للإجراءات الاصلاحية التي اتخذتها بلاده للخروج من حالة الركود التي طالت اقتصاد بلاده خلال السنوات الاخيرة للوصول الى التعافي المالي الذي بدأ يظهر في الفترة القريبة الماضية.
وحسب ميريليس فإن الخطة اشتملت على تخفيض الدين العام القومي واسعار الفائدة واصلاح الضرائب والجمارك، ومعالجة الركود الاقتصادي، والغاء وظائف غير ضرورية، وتقليل مدد سداد الديون الفردية، واعتماد الفواتير الالكترونية للشركات الكبيرة والمتوسطة، وتسهيل تحصيل الضرائب، مؤكدا ان هذه الاجراءات هدفت للعودة بالبرازيل الى عهدها السابق، ولتتحول من دولة مقترضة الى بلد مقرض، وبدأت تشكل جزءا من نادي باريس وتمنح القروض لبعض الدول الفقيرة.
من جانبه اكد رئيس الغرفة العربية البرازيلية روبنز حنون ان المنتدى الذي اتخذ شعار “بناء المستقبل” يهدف الى تنمية العلاقات التجارية والاستثمارية بين الدول العربية والبرازيل والاستفادة من الفرص المتوفرة لدى الطرفين وتسخيرها لخدمة مصالحهما المشتركة القائمة على التكاملية لا التنافسية، مؤكدا ان الدول العربية تعتبر الشريك التجاري الرابع للبرازيل وبحجم مبادلات تجارية بلغت العام الماضي 20 مليار دولار وسط توقعات بنموها اكثر العام الحالي.
وشدد حنون على ضرورة توطيد العلاقة بين التكتلين التجاريين للاستمرار بالنمو المستدام خلال السنوات المقبلة لتوفر فرص فريده بقطاع الاغذية وبخاصة الاغذية الحلال، بالإضافة لمشاركة الشركات البرازيلية بالمشروعات التنموية بالوطن العربي وبخاصة الطاقة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، مبينا ان غرفة التجارة العربية البرازيلية التي ستحتفل العام المقبل بمرور 65 عاما على تأسيسها تسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين البرازيل والعالم العربي ومع الجالية العربية الواسعة الموجودة في البرازيل البالغ عددها 15 مليون نسمة.
بدوره، قال الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير كمال حسن علي، ان المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي يعكس حجم النمو والتطور في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، ويمثل قناة ثابتة للاتصال والتعاون بما يمكن من تحقيق مزيد من تدفق الاستثمارات المشتركة وفتح الاسواق وتعزيز بيئة الاعمال ونقل التقنية والتعاون بمجالات الطاقة والانشاءات ومواد البناء والملاحة والموانئ.
واشار الى الدور الذي يلعبه مناخ الاستثمار في الدول العربية التي تجري عليه الان عملية اصلاحية على مختلف المستويات من خلال تشجيع المستثمرين العرب والاجانب على زيادة استثماراتهم بالمنطقة العربية، مؤكدا أهمية توفير بيئة خصبة للاستثمار وازالة المعوقات التي تواجه المستثمرين وايجاد تشريعات تحفز على زيادة حجم الاستثمارات العربية البرازيلية.
واعتبر السفير علي المنتدى فرصة لعرض القضايا التجارية في عالم الاعمال بين الدول العربية والبرازيل لتهيئة فرصة ممتازة لتبادل الخبرات التجارية الثنائية الاكثر كفاءة وربحية والتعرف على المعلومات ونقل التقنية والتطورات الرقمية، بالإضافة لدراسة الواقع الحالي والافاق المستقبلية بالعلاقات الاقتصادية بين الطرفين، واعدا بأن تعمل الامانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد الغرف وقيادات وادارات غرف التجارة والصناعة والزراعة على الاستفادة من كل النقاشات والنتائج التي سيقدمها المنتدى لمواصلة مسيرة التقدم بالعلاقات الاقتصادية العربية البرازيلية.
وقال سفير دولة فلسطين في البرازيل وعميد السلك الدبلوماسي العربي ابراهيم الزبن، ان المنتدى يشكل نقطة تحول بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين اللذين يعولان كثيرا على نجاحه لزيادة التعاون التجاري والسياحي وتبادل الزيارات والمشاركة بالمعارض، حاثا رجال الاعمال البرازيليين على زيارة الدول العربية، خاصة وأن وجود جالية عربية كبيرة بالبرازيل يشكل ارضية خصبة للتواصل بين الجانبين.
وشدد على ضرورة دراسة مختلف السبل لتخفيف وطأة الإجراءات البيروقراطية التي تحول دون انسياب ودخول المنتجات العربية إلى السوق البرازيلية بسهولة، معربا عن أمله في أن تدعم البرازيل الدول العربية الراغبة بالانضمام إلى تجمع الميركسور، لدورها ووزنها الكبير المؤثر في اتخاذ القرار داخل دول التجمع.