مجلة مال واعمال

الرؤساء التنفيذيون أقل تفاؤلاً حيال نمو الاقتصاد العالمي في عام 2015

-

26

يتناقص عدد الرؤساء التنفيذيين الذين يعتقدون أن نمو الاقتصاد العالمي سيتحسن خلال الأشهر الـ 12 المقبلة،مقارنةً بالعام الماضي، مع أن الثقة في قدرتهم على تحقيق نمو في عائدات شركاتهم تبقى ثابتة، وفق ما ذكره أكثر من 1300 رئيس تنفيذي تمت مقابلتهم من قبل شركة بي دبليو سي ضمن الاستبيان السنوي العالمي الثامن عشر للرؤساء التنفيذيين. وقد تم نشر نتائج الاستبيان في افتتاح جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا.

الاقتصاد العالمي
تراجعت مستويات تفاؤل الرؤساء التنفيذيين بشأن آفاق نمو الاقتصاد العالمي مقارنةً بالعام الماضي، حيث يعتقد 37% فقط من الرؤساء التنفيذيين أن الاقتصاد العالمي سيتحسن خلال العام 2015، انخفاضاً من نسبة 44% العام الماضي. ويُلاحظ أن 17% من الرؤساء التنفيذيين يعتقدون أن الاقتصاد العالمي سيتراجع، وهي نسبة تفوق ضعف نسبة العام الماضي (7%). أما نسبة 44% المتبقية فلا تتوقع حدوث تغيير في الظروف الاقتصادية.
أما إقليمياً، فتظهر النتائج تبايناً واسعاً. حيث كان الرؤساء التنفيذيون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأكثر تفاؤلاً حيال الاقتصاد العالمي، حيث يتوقع 45% منهم تحسن الاقتصاد، يلي ذلك منطقة الشرق الأوسط (44%)، وأميركا الشمالية (37%). من جهة أخرى، لا يتوقع سوى 16% من الرؤساء التنفيذيين في وسط وشرق أوروبا حدوث تحسن اقتصادي. أما الرؤساء التنفيذيون في الاقتصادات الصاعدة فقد كانوا أكثر تفاؤلاً بنمو الاقتصاد مثل الهند (59%) والصين (46%) والمكسيك (42%) مقارنةً بنظرائهم في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة (29%) وألمانيا (33%).

نمو العائدات
على الرغم من التراجع في النظرة العامة نحو الاقتصاد العالمي، تبقى لدى الرؤساء التنفيذيين الثقة بالفرص المتاحة لشركاتهم، حيث قال 39% حول العالم إنهم «واثقون جداً» من نمو عائدات شركاتهم خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. ويطابق ذلك نتائج العام الماضي، مع ارتفاع طفيف من نسبة 36% عام 2013.
وكانت نسبة الثقة بنمو العائدات لدى الرؤساء التنفيذيين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي الأعلى (45%)، وهي النسبة ذاتها تقريباً العام الماضي. وما يزال الشرق الأوسط أحد أكثر المناطق تفاؤلاً حيث يشعر 44% من الرؤساء التنفيذيين بالثقة الشديدة بنمو العائدات، على الرغم من انخفاض هذه الثقة بشكل ملحوظ عن نسبة 69% العام الماضي. كما تحسنت نسبة ثقة الرؤساء التنفيذيين بنمو العائدات في أميركا الشمالية، حيث ارتفعت إلى 43% من 33%. أما الرؤساء التنفيذيون الأقل تفاؤلاً بآفاق النمو في شركاتهم فقد كانوا في أوروبا الغربية (31%) ووسط وشرق أوروبا (30%).
أما من حيث البلدان، فقد جاء الرؤساء التنفيذيون في الهند على رأس القائمة، وكان 62% شديدي الثقة بآفاق النمو لديهم على المدى القصير. ومن الدول الأخرى التي جاءت في المقدمة المكسيك (50%) والولايات المتحدة (46%) وأستراليا (43%) والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا (39%) والصين (36%) وألمانيا (35%) والبرازيل (30%). ومن بين الدول الأقل ثقة فرنسا (23%) وفنزويلا (22%) وإيطاليا (20%) والأرجنتين (17%)، وفي نهايةالقائمة جاءت روسيا بنسبة لا تتعدى 16% من الرؤساء التنفيذيين الذين لديهم ثقة كبيرة بنمو العائدات في عام 2015. ويمثل ذلك انخفاضاً من نسبة 53% العام الماضي عندما كان الرؤساء التنفيذيون في روسيا هم الأعلى ثقة في العالم.
وتعليقاً على نتائج الاستبيان، يقول دنيس م. نالي رئيس مجلس إدارة بي دبليو سي إنترناشيونال:
«يواجه العالم تحديات هائلة: اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. وبشكل عام يبقى الرؤساء التنفيذيون متحفظين إزاء نظرتهم للاقتصاد العالمي على المدى القصير، وكذلك إزاء آفاق النمو في شركاتهم. وفي حين يبدو أن بعض الأسواق الناضجة مثل الولايات المتحدة تنتعش، فإن أسواقاً أخرى مثل منطقة اليورو ما تزال تعاني. وبينما تواصل بعض الاقتصادات الصاعدة التوسع باضطراد، فإن اقتصادات أخرى تتباطأ. ويظل التحدي هو تحديد التوازن الاستراتيجي الصحيح للمحافظة على النمو في هذه الأسواق المتغيرة».
ويتابع: «لقد انخفضت ثقة الرؤساء التنفيذيين بشكل ملحوظ في الدول المنتجة للنفط حول العالم نتيجةً لتراجع أسعار النفط الخام. وقد كان الرؤساء التنفيذيون في روسيا مثلاً الأكثر ثقة في استطلاع العام الماضي، لكنهم الأقل ثقة هذا العام. كما تراجعت الثقة أيضاً بين الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط وفنزويلا ونيجيريا».

استراتيجيات النمو
يصنف الرؤساء التنفيذيون الولايات المتحدة على أنها السوق الأهم للنمو خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، حيث أصبحت تتقدم الصين للمرة الأولى منذ أن بدأنا طرح هذا الاستبيان قبل خمس سنوات. وبشكل عام، قال 38% من الرؤساء التنفيذيين إن الولايات المتحدة هي من بين أكثر ثلاث أسواق عالمية نمواً، مقارنة بنسبة 34% للصين و19% لألمانيا و11% للمملكة المتحدة و10% للبرازيل.
ويقول الرؤساء التنفيذيون إنهم سينفذون عدداً من استراتيجيات العمل لتعزيز قوة شركاتهم خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. وبشكل عام، يقول 71% إنهم سيخفضون التكاليف، و51% سيشكلون تحالفات استراتيجية أو مشاريع مشتركة، و31% سيقومون بالاستعانة بجهات خارجية للقيام ببعض مهام العمل ، و29% سينجزون عمليات دمج واستحواذ محلية (ارتفاعاً من 23% في العام السابق).
ما هو أكثر ما يقلق الرؤساء التنفيذيين؟
عادت زيادة القيود التنظيمية مرة أخرى لتحتل رأس قائمة المخاوف، وفق ما ذكره 78% من الرؤساء التنفيذيين حول العالم. ويمثل ذلك ارتفاعاً قدره 6 نقاط عن العام الماضي، وهو الآن في أعلى مستوى يشهده الاستبيان. وعلى وجه الخصوص، تشمل الدول التي كانت المخاوف من زيادة القيود التنظيمية فيها مرتفعة الأرجنتين (98%) وفنزويلا (96%) والولايات المتحدة (90%) وألمانيا (90%) والمملكة المتحدة (87%) والصين (85%).
ومن أكبر المخاوف الأخرى التي أشار إليها الرؤساء التنفيذيون توفر المهارات الأساسية (73%) والعجز المالي وأعباء الديون (72%) والاضطرابات الجيوسياسية (72%) وزيادة الضرائب (70%) وتهديدات الإنترنت وقصور أمن البيانات (61%) – في ارتفاعٍ سريع من 48% العام السابق – إلى جانب عدم الاستقرار الاجتماعي (60%) وتغير أنماط الاستهلاك (60%) وسرعة تغير التقنيات (58%).
وقد ازدادت مخاوف الرؤساء التنفيذيين في جميع المجالات مقارنة بالعام الماضي، باستثناء تكاليف الطاقة التي انخفضت فيها المخاوف قليلاً إلى 59%.

المشهد التنافسي
يقول ثلث الرؤساء التنفيذيين حول العالم إن شركاتهم دخلت أو كانت تنوي الدخول مؤخراً في صناعة جديدة أو أكثر خلال السنوات الثلاث الماضية، ويعتقد أكثر من النصف (56%) أن الشركات ستدخل بشكل متزايد في مجالات تنافسية جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويعتقد الرؤساء التنفيذيون أن هناك منافساً كبيراً لهم يظهر أو قد يظهر في القطاعات التالية: التقنية (32%) ومبيعات التجزئة والجملة (19%) والاتصالات والترفيه والإعلام (6%).
كما يستخدم الرؤساء التنفيذيون أيضاً المشاريع المشتركة والتحالفات والتعاون غير الرسمي لكسب مزايا تنافسية وذلك بالعمل مع الموردين (41%) والزبائن (41%) والأوساط الأكاديمية (32%). ومن أهم أسباب التعاون: الوصول إلى زبائن جدد، والتقنيات الصاعدة، والأسواق الجديدة، والابتكار.
العمل مع الحكومات
يقول الرؤساء التنفيذيون إن الأولوية الرئيسة للحكومات يجب أن تكون المحافظة على نظام ضريبي منافس وكفؤ، وهو ما أشار إليه 67% من المشاركين في الاستطلاع. لكن 20% فقط من الرؤساء التنفيذيين قالوا إن بلدانهم نجحت في وضع مثل هذا النظام. كذلك حاز الوصول إلى الكفاءات الوظيفية على تقييم عالٍ بلغ 60% من الرؤساء التنفيذيين، لكن 21% فقط أشاروا إلى توافر موظفين ذوي مهارات كافية في بلدانهم. ومن الأولويات الحكومية الأخرى بالنسبة للرؤساء التنفيذيين البنية التحتية المادية (49%) ورأس المال المتاح (29%) والبنية التحتية الرقمية (28%). ومن المسائل الملفتة التقليل من خطر التغير المناخي حيث حاز الأولوية لدى 6% فقط.

العصر الرقمي
ظهور التقنية الرقمية غيَّر طريقة قيام الشركات بأعمالها بشكل كبير؛ ويتخوف 58% من الرؤساء التنفيذيين من سرعة التغيرات التقنية مقارنة بنسبة 47% من العام السابق.  ويُنظر إلى التقنيات النقالة من قبل 81% من الرؤساء التنفيذيين باعتبارها الأهم بالنسبة لشركاتهم، يليها استخراج وتحليل البيانات (80%) وأمن الإنترنت (78%) وتمكين العمليات التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي (61%) والحوسبة السحابية (60%).  وتحصل الشركات على الفائدة الكبرى من التقنيات الرقمية في مجالات كفاءة التشغيل (88%) وإدارة البيانات وتحليلها (84%) وتجربة الزبائن (77%). ويختم نالي حديثه بالقول: «يعلم الرؤساء التنفيذيون أن عليهم التكيف مع التغيرات الكبرى في التقنيات، وفي الأسواق التي يعملون بها، وعليهم وضع التقنية في صلب أعمالهم لتقديم منافع أكبر لزبائنهم. إن وضع طرق جديدة للتفكير والعمل في هذه البيئة التنافسية هو أمرٌ أساسي لتحقيق النجاح».

تنوع الكفاءات والقدرة على التكيف
يقول نصف الرؤساء التنفيذيين حول العالم إنهم سيزيدون عدد موظفيهم خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، بينما يتوقع 21% انخفاضاً في عدد الموظفين (ويبقى ذلك بحدود معدل العام السابق). ومع سعي الرؤساء التنفيذيين لمواجهة تحدي العثور على الموظفين المؤهلين والملائمين، فإن 81% منهم يقولون إنهم يبحثون عن مجموعة أوسع من المهارات. وتضم الشركات التي يديرها نحو ثلثي الرؤساء التنفيذيين (64%) استراتيجية  التنوع والشمولية- لكن غير متوفرة لدى نحو الثلث منهم. ومن بين هؤلاء الذين يملكون مثل هذه الاستراتيجية، يقول 85% إنها ساهمت في تحسين أرباحهم.