عمان – 12 نيسان (مال وأعمال) – سجّل الذهب اليوم السبت قفزة تاريخية غير مسبوقة في السوق المحلية، مدفوعًا بارتفاعات عالمية حادة تجاوزت كل التوقعات، وسط طلب محلي وعالمي متزايد على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية متسارعة.
66.1 دينار للغرام عيار 21.. والسوق المحلية تتفاعل مع القفزة العالمية
وارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق الأردنية – إلى 66.1 دينار لغايات البيع، وهو أعلى مستوى يسجله في تاريخ المملكة، مقابل 64.1 دينار للشراء.
كما ارتفعت أسعار الذهب للعيارات الأخرى، حيث بلغ سعر الغرام:
عيار 24: 75.6 دينار
عيار 18: 59 دينار
عيار 14: 44.7 دينار
ووفقًا لرئيس النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، ربحي علان، بلغ سعر الليرة الرشادي (7 غرامات) 465 دينارًا، فيما وصل سعر الليرة الإنجليزي (8 غرامات) إلى 530 دينارًا.
طلب قوي على الليرات والسبائك.. والعرض شبه معدوم
وأكد علان في تصريح خاص لـ”بترا”، أن السوق المحلية تشهد طلبًا قويًا جدًا على الليرات الذهبية والسبائك لغايات الادخار والاستثمار، فيما لا يزال الطلب على المصاغ الذهبي للزواج متوسطًا.
في المقابل، وصف العرض من الذهب في السوق بأنه “شبه معدوم”، نتيجة ارتفاع الأسعار وتوجه التجار للاحتفاظ بالمخزون ترقبًا للمزيد من الارتفاعات، وهو ما يزيد من حدة الشح في المعروض ويرفع الأسعار أكثر.
الذهب يكسر حاجز الـ 3240 دولارًا عالميًا.. والمستثمرون يهربون من التوترات
عالميًا، سجّل الذهب يوم أمس الجمعة رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 3240 دولارًا للأونصة الواحدة، في ظل حالة من القلق تسود الأسواق العالمية جراء الحرب التجارية وتصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية على عدد من الدول، ما دفع المستثمرين إلى الاحتماء بالذهب كأداة تحوط رئيسية.
وأشار علان إلى أن هذا الارتفاع التاريخي جاء نتيجة الطلب العالمي الكبير من الأفراد والبنوك المركزية على شراء الذهب، معتبرًا أن “المعدن الأصفر أثبت مجددًا أنه الخيار الآمن في ظل الأزمات”، خاصة مع تفاقم التوترات التجارية والمخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
الذهب مرشح لمزيد من الارتفاع.. والأنظار تتجه نحو السياسات العالمية
ويؤكد محللون أن السوق الذهبية مرشحة لمزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة، مع استمرار التوترات العالمية، ومخاوف الركود الاقتصادي، واحتمال خفض أسعار الفائدة في بعض الاقتصادات الكبرى.
وتعد هذه القفزة القياسية في أسعار الذهب مؤشرًا واضحًا على حالة عدم اليقين التي يعيشها الاقتصاد العالمي، فيما يبقى الذهب – تاريخيًا – هو الملاذ الآمن الأول في أوقات الأزمات.