هبطت أسعار النفط في العقود الآجلة نهاية الأسبوع بعد إعلان بيانات الوظائف الأميركية التي لم تعط المزيد من التوجيه للأسواق. واقتفى سوق النفط أثر وول ستريت معظم الفترات الأسبوع الماضي صعوداً ونزولاً مع أسعار الأسهم.
هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط حوالي 2% الجمعة بعدما لم يعط المتعاملون اهتماماً يذكر بانخفاض عدد منصات الحفر الباحثة عن الخام في الولايات المتحدة وركزوا بدلاً من ذلك على تخمة المعروض وتراجع الأسهم الأميركية.
وكانت أحجام التداول أقل منها الخميس، حيث بدا أن المستثمرين ترددوا في القيام برهانات كبيرة قبيل عطلة عيد العمال في الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع.
وهبطت العقود الآجلة لبرنت 1.07 دولار (2.11%) عند التسوية إلى 49.61 دولاراً للبرميل. ونزلت العقود الآجلة للنفط الأميركي 70 سنتاً (1.5%) عند التسوية إلى 46.05 دولاراً للبرميل.
منصات
خفضت شركات الطاقة الأميركية عدد منصات الحفر الباحثة عن النفط بواقع 13 منصة وذلك للمرة الأولى في سبعة أسابيع بعدما دفع استئناف أسعار الخام الهبوط هذا الصيف الشركات إلى جولة ثانية من التخفيضات.
وقالت شركة الخدمات النفطية بيكر هيوز في تقرير إن الانخفاض يقلص عدد المنصات العاملة في الأسبوع المنتهي في الرابع من سبتمبر إلى 662 منصة وهو أدنى عدد منذ منتصف يوليو.
وجاء الانخفاض في الأسبوع نفسه الذي أظهرت فيه بيانات حكومية جديدة أن إنتاج قطاع النفط الأميركي كان أقل من التقديرات السابقة هذا العام فيما يدل على أن شركات الحفر تقلص الإنتاج وسط تراجع الأسعار.
كانت البيانات المعدلة لإنتاج يونيو والتي نشرت الاثنين قد ساعدت الخام الأميركي على الارتفاع بما وصل إلى ثلاثة دولارات للبرميل لكن الصعود كان قصير الأمد. واقتفت سوق النفط أثر وول ستريت معظم الفترات هذا الأسبوع صعوداً ونزولاً مع أسعار الأسهم.
زيادة إنتاج
وقال أبرز مسؤول تنفيذي في قطاع النفط في روسيا إن بلاده قد تزيد إنتاجها من النفط بمقدار الثلث ليصل إلى 14 مليون برميل يومياً خلال العشرين عاماً المقبلة حيث تستهدف الأسواق الآسيوية الآخذة في النمو.
وروسيا أكبر منتج للخام في العالم بالفعل وتضخ بانتظام قرب مستويات الإنتاج المرتفعة بعد الحقبة السوفييتية البالغة 10.7 ملايين برميل يومياً بفضل ضعف الروبل الذي يعوض تأثير انخفاض الأسعار حيث يقلص تكلفة الإنتاج.
وتعطي الزيادة المقترحة في إنتاج روسيا إشارة على أن موسكو لن تتحرك لدعم الأسعار الآخذة في الهبوط وهو موقف مشابه للموقف الذي تتبناه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ويهدف للمحافظة على حصتها السوقية.
وقال ايجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث الإنتاج خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي “موقفنا هو أن الإنتاج الروسي السنوي من النفط قد يصل في المستقبل إلى 700 مليون طن (14 مليون برميل في اليوم) وأكثر”.
وقال سيتشن إنه كي تحقق روسيا هذا الهدف وتتجاوز المستويات القياسية التي حققها الاتحاد السوفييتي السابق والتي تجاوزت 11 مليون برميل يومياً في الثمانينيات فإنها بحاجة إلى زيادة عمليات الحفر الاستكشافي وتعزيز الموارد صعبة الاستخراج وتسريع تنمية مناطق بالقطب الشمالي.
وتخطط روسيا لزيادة تدفقات النفط والغاز إلى آسيا إلى مثليها على الأقل خلال العشرين عاماً المقبلة لتصدر ما لا يقل عن ثلث نفطها وثلث غازها صوب الشرق بحلول ذلك التوقيت. وقال سيتشن إن روسيا بمقدورها زيادة صادراتها من الغاز إلى الصين إلى ما يصل إلى 300 مليار متر مكعب في السنة.
وفي تصريحات للصحافيين قال وانج يلين رئيس مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي.إن.بي.سي) التي تصدر لها روسنفت أكثر من 15 مليون طن من النفط سنوياً إن العمل جار على زيادة الواردات. وأضاف “سوف نتعاون مع روسنفت بشأن هذا (زيادة إمدادات النفط الخام). تربطنا بسيتشن صداقة جيدة”.
وقال سيتشن إن تكاليف إنتاج أكبر الحقول الروسية العاملة تراجعت إلى نحو ثلاثة دولارات للبرميل الآن بفضل ضعف الروبل مقابل خمسة إلى سبعة دولارات في السنتين الماضيتين وهي الآن مشابهة للتكلفة في منطقة الخليج إحدى أرخص مواقع استخراج النفط في العالم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إنه لا يرى شيئاً مثيراً في هبوط أسعار النفط وإن تذبذباتها كانت متوقعة.
إضراب
وفي البرازيل أعلنت أكبر نقابة لعمال النفط الجمعة تأجيل بدء إضراب مفتوح عن العمل ضد شركة بتروبراس النفطية المملوكة للدولة إلى بعد غدٍ الاثنين مؤجلة حملة ضد تخفيضات مزمعة في الميزانية وبيع أصول في الشركة.
وكانت النقابة قد حددت في البداية يوم الجمعة أول أيام إضراب محتمل ثم أجلت بداية الإضراب إلى يوم الأحد ثم أبلغت بتروبراس إن إضراباً يمكن أن يبدأ الآن في أي وقت يوم الاثنين.
مقاضاة
وافقت المحكمة العليا في كندا على السماح لقرويين من دولة إكوادور بإقامة دعاوى قضائية ضد شركة النفط الأميركية العملاقة شيفرون لإلزامها بسداد التعويضات التي قضت بها محكمة إكوادورية عام 2011 بقيمة 9.5 مليارات دولار.
يذكر أن هناك حملة عمرها 22 عاماً لإلزام شركة شيفرون بتقديم تعويضات لضحايا التلوث النفطي الذي تعرضت له مناطق واسعة في إكوادور. ولكن الشركة الأميركية ترفض سداد أي تعويضات بدعوى أنها كانت ضحية لممارسات غير قانونية.
في الوقت نفسه فإن الشركة لا تمتلك أي أصول يمكن مصادرتها لتنفيذ الحكم القضائي في إكوادور لذلك سعى المتضررون إلى تنفيذ الحكم في كندا التي تمتلك فيها الشركة أصولاً كبيرة. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية أن حكم المحكمة العليا الكندية يقول إن القضاء الكندي له حق نظر دعوى المطالبة بتنفيذ حكم القضاء الإكوادوري.
نفط أدنوك
أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمس أسعار نفوطها لشهر أغسطس الماضي وهي مربان 48.85 دولاراً للبرميل وخام داس 48.40 دولاراً للبرميل وزاكم العلوي 47.60 دولاراً للبرميل. جدير بالذكر أن “أدنوك” تحدد أسعار نفوطها بأثر رجعي شهرياً. أبوظبي