أكّد خبراء تقنية أن الشركات في الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في رحلة التحول الرقمي يقودهم في ذلك المبادرات الحكومية .
وعلى رأسها مبادرات المدن الذكية التي من شأنها ترسيخ انتقال اقتصاد الإمارات إلى اقتصاد معرفي يحقق الازدهار في الحقبة الرقمية، متوقعين أن يتواصل نمو الانفاق على التقنيات في الإمارات خلال 2018 بوتيرة أسرع، خصوصاً مع تحسن إدارة التحول الرقمي في الشركات، ومشاريع المدن الذكية.
وتعتبر حكومة دبي الأولى عالمياً في إطلاق استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية «بلوك تشين»، في أكتوبر 2016، التي تهدف إلى تطبيق جميع تعاملات حكومة الإمارة من خلال هذه الشبكة المستقبلية أو ما يسمى بإنترنت التعاملات بحلول عام 2020، بهدف توفير تجارب يومية أكثر أمناً وكفاءةً وتأثيراً لجميع المقيمين والزوار في المدينة.
في حين تنوي حكومة دبي إطلاق ما يقارب من 20 تطبيقاً جديداً لتقنية «بلوك تشين» خلال العام الجاري في قطاعات حكومية مختلفة مثل الصحة والتعليم والطاقة والطرق.
وقال شكري عيد، المدير التنفيذي لدول المنطقة الشرقية لدى سيسكو الشرق الأوسط إن أجندة الإمارات الوطنية للابتكار التي تعتمد على التحول الرقمي كأحد أركانها في دعم مبادرات المدن الذكية في الإمارات تلعب في هذه الآونة دوراً حيوياً في تحسين قابلية الحياة وتجارب السعادة لدى المواطنين والمقيمين والزوار.
ومن ضمن مبادرات التحول الرقمي الخطط التي أعلنت عنها الدولة لتطوير الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما سيحقق آثاراً ضخمة على التكاليف في قطاع الإنشاءات.
وفي الوقت ذاته، تستهدف استراتيجية المواصلات الذاتية للحكومة الإماراتية حوالي 25% من التنقلات داخل دبي لتكون ذاتية بلا سائق بحلول العام 2030.
وأضاف: «بصفتها شريك الابتكار، تلتزم سيسكو بالعمل مع الحكومة الإماراتية في تطوير أجندتها الرقمية ودعم النمو الاقتصادي.
نتعاون مع الحكومة في دعم جهود قيادة البلاد في مجال الابتكار وتطوير المنظومة الرقمية والمبادرات المستقبلية. كما نساعد الشركات والحكومات على إعداد خرائط الطريق لاستراتيجية الرقمنة والشراكة معها لدعم مسيرتها نحو التحول الرقمي.
حيث تتمتع سيسكو بمكانة مثالية تمكّنها من توفير الدعم في تطوير البنية التحتية الوطنية لتقنية المعلومات وتسريع الابتكار في قطاع الأعمال بالإضافة إلى تحفيز الشركات الناشئة وتعزيز الأبحاث والتعليم.
فنحن ندعم الخطط الوطنية باستمرار من أجل رعاية منظومة الابتكار والمواهب وريادة الأعمال بما من شأنه ترسيخ انتقال اقتصاد الإمارات إلى اقتصاد معرفي يحقق الازدهار في الحقبة الرقمية».
ويعتبر التحول الرقمي أولوية وطنية بالنسبة للإمارات، حيث يصنّف تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي دولة الإمارات ضمن أبرز 20 دولة حول العالم من حيث الأداء في تبني التقنيات المستقبلية والابتكار.
في حين تحتل الدولة اليوم المركز الثاني ضمن أكثر الحكومات استخداماً للتقنيات المتقدمة في العالم وفقاً لمؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي لجاهزية الشبكات.
من جانبه قال راج سابلوك رئيس شركة مانيج إنجن إن التحول الرقمي في الإمارات هو الجسر الذي استطاعت الدولة من خلاله ربط قطاعات مختلفة مع تكنولوجيا المعلومات .
وذلك دعماً لتنافسية الدولة واستمرار مكانتها كنقطة جذب لكبرى شركات التقنية في العالم.
وأضاف: «هنالك اهتمام متزايد من قبل مدراء تقنية المعلوم
ات وغيرهم من قادة تقنية المعلومات في الشركات في الإمارات بتسريع وتيرة التحول الرقمي وتعزيز نظم المشاركة التي تعزز التعاون والتفاعل الرقمي في الشركات.
تواصل الإنفاق
وتوقع بيتر سوندرغارد، نائب الرئيس الأول والرئيس العالمي للأبحاث في جارتنر في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي أن يتواصل نمو الانفاق على التقنيات في المنطقة خلال 2018 بوتيرة أسرع، خصوصاً مع تحسن إدارة التحول الرقمي في الشركات، ومشاريع الحكومات الذكية، لافتاً إلى ريادة الإمارات حالياً أحد أهم دعائم التحول الرقمي الناشئة وهي «بلوك تشين».
مؤكداً أهمية الدور المتنامي والمؤثر لقادة الأعمال باتجاه تبني التقنيات والعمليات المتطورة – مثل السحابة، واستقصاء الأعمال، وإدارة التحليلات وعلاقات العملاء، والأعمال والتسويق الرقمي – في دفع عجلة نمو عمليات التحول الرقمي، وأن التحول الصناعي الرقمي هو «فرصة كبرى» بالنسبة لدبي، من شأنه أن يعزّز الكفاءة والقدرة التنافسية للإمارة ليس على المستوى الإقليمي بل العالمي كذلك.
خطوات جادة
من جانبه قال حيدر سلوم رئيس وحدة قطاع الحوسبة السحابية لدى مايكروسوفت التي أعلنت مؤخراً أنها ستفتتح مركزين للبيانات في دبي وأبوظبي العام المقبل، إن غالبية القطاعات في دبي بدأت خطوات جادة في رحلة تحولها الرقمي، لتعزيز تنافسيتها وتواصلها مع العملاء ودعم أنشطتها خصوصاً لدى الجيل الجديد، مؤكداً أن نماذج العمل القديمة قد تغيرت.
وأضاف: «أصبح التحول ضرورة ويجب النظر بجدية أكبر لهذا التحول.
الشركات الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر والأسرع تحولاً إلى خدمات السحابة، لاقتناع تلك الشركات بأن تقنيات الحوسبة السحابية قادرة على دعم أنشطتها وعملية تحولها الرقمي، وهذا كله يصب في خفض رأس المال التشغيلي للشركة، خصوصاً مع سهولة التحول الرقمي في تلك الشركات نظراً لمرونتها ومحدودية إرثها من التقنيات القديمة.