مجلة مال واعمال

الدكتور محمد أبو عمارة… يسلط الضوء على التعليم في زمن كورونا

-

التعليم ما بين الواقع والطموح

أغلقت الصفوف وتوقف الجرس عن الدق ليعلن عن بدء يوم دراسي جديد لتغلق الأبواب أخيرا، ويذهب الطلاب الى منازلهم مودعين مدارسهم، اصحابهم، معلميهم، حاملين حقائبهم وبعض من الذكريات جمعوها في ذاكرتهم الصغيرة.
ففي الوقت التي ألقت فيه أزمة فيروس كورونا بظلالها على قطاع التعليم؛ واضطرت المدارسَ والجامعات والمؤسسات التعليمية لإغلاق أبوابها للحد من فرص انتشاره، وجعل المدارس الخاصة والأهالي في حيرة من امرهم بين حركة مد وجذر رافقها هجرة لأعداد كبيرة من طلبة المدارس الخاصة الى الحكومية، بالإضافة الى الاثار الأخرى العديدة وخاصة لطلاب المرحلة الثانوية وطلاب البرامج الأجنبية في ظل تأهبهم لتقديم امتحانات يعدونها مصيرية تزامنت مع وجود أزمة قد تطول.

 

 

 

 

 

 

التعليم عن بعد نعمة ام نقمة؟

وماذا عن أوضاع المدارس الخاصة، واسئلة كثير حاولنا الإجابة عنها في هذا التقرير…

لجأت العديد من الدول الى الى استبدال التعليم وجهاً لوجه بالتعليم عن بعد استجابةً للظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا.
فما بين جيل عاشر التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية وما بين اجتياح الثورة التكنولوجيا وأنظمة الذكاء الاصطناعي وما بين توجهات سبقت الازمة تمثلت في الدعوة الى الغاء الكتاب المدرسي واحلال الأجهزة الذكية بدلا منه “بمعنى ان التعلم عن بعد كان خيارا مستقبليا عالميا نوقش كثيرا قبل الازمة” فاستخدام الإنترنت في التعليم لم يأتي فقط بسبب الفايروس ولكنه توجه قديم استخدمته الجامعات منذ عام 2000 من خلال ما كان يعرف بالتعلم من خلال المراسلة، الا انه وبالرغم من إيجابيات التعلم الإلكتروني فإن أسئلة تدور في خلد الكثيرين عن فعاليته كبديل كلي للطرق التقليدية ومدى الاستعداد لذلك؟ وما هي التحديات التي تواجه التعليم الإلكتروني؟

البداية..


اجتاح فايروس كورونا العالم متجاوزا حواجز الزمان والمكان، ليلغي العديد من العادات اليومية المعتادة ولتحل محلها عادات دخيلة يصعب علينا تقبلها بسهولة، تبعتها دعوات “التعلم عن بعد” ليجتاح حواجز المكان والزمان كذلك.
اجتياح مكاني جعل الفايروس يجلس على مقاعد الطلاب ويضع حاجزا ما بينهم وما بين الصبورة لتتبعثر اقلامهم ودفاترهم وربما احلامهم مع الطباشير المهجورة التي تفتت هنا ليس لتكون وسيلة في نقل المعلومة بل لتصبح رماد ينتظر امل اللقاء من جديد.
اما الاجتياح الزماني فتمثل في الغاء عنصر الزمان فلم نعد نسمع النشيد الوطني تصدح به حناجر التلاميذ لتعلن عن ميلاد يوم جديد، ولم يعد لصوت الجرس بين الحصص وجود فقد تبدل بكبسة زر على المنصات التعليمية لا ترتبط بزمان ولا اي مكان ولا حتى تستطيع التميز من يجلس خلف الجهاز يستقبل المعلومة.

العودة الى المدارس …

حلم مشروع
ومخاوف من تفشي وبائي يصعب السيطرة عليه

اضطراب النظام التعليمي للعالم اجمع…
اجتمعت الظروف وتكبلت الأحوال لتشكل حاجز متين ما بين الطالب ومعلمه ولتدق ناقوس الخطر امام تعلم ما يقارب 500 مليون تلميذ حول العالم، وبكل ما يمتلكه التعلم عن بعد من موارد سمعية وبصرية ورسوم توضيحية وصور متحركة، تستطيع تحويل التعليم من أسلوب “التلقين” إلى أسلوب “تفاعلي” مصحوب بمؤثرات بصرية وسمعية، تجعل من العملية التعليمية “الجامدة” عملية أكثر جذبًا، وتساعد الطلاب على الدخول إلى المحتوى دون التوقف عند عتبات رائحة الأوراق، التي وان حاولنا البعد عنها قليلا من خلال تتبع التكنولوجيا وتأثيراتها فأننا لا نستطيع الغاؤها فهي الأساس في العملية التعليمية وبدونها لا يمكن ان يحصل الطالب على المعرفة الكافية، وبالرغم من أن ثروة الموارد التعليمية الرقمية قدمت إضافات جديدة على أنظمة ومؤسسات التعليم العالي، التي تشمل تطوير مناهج ابتكارية وبرامج دراسية ومسارات تعليمية بديلة، وكل ذلك يمكن تيسيره عبر الإنترنت والتعليم عن بُعد والدورات القصيرة القائمة على المهارات والتي من الممكن ان تجعله مساندا للعملية التعليمية في المؤسسات التربوية بسبب مرونته وتوافره للمتعلمين والمعلمين في أي وقت، بغض النظر عن الموقع الجغرافي، الا انه لا يمكن ان يحل محل التعليم الوجاهي بالكامل.

الأردن والتعلم عن بعد


لأول مرة تحتضن الأردن تجربة التعلم عن بعد، كرها وليس طوعا ففي هذا الوقت العصيب والظروف الاستثنائية التي عصفت بالعالم اجمع والتي أجبرت الدولة على اغلاق المدارس وفقاً للتدابير الوقائية والاحتياطية للسيطرة عليه، جعلت 2 مليون طالبا وطالبة يبقون في المنازل، وذلك مع اعلان وزارة التربية والتعليم عن تفعيل منظومة “التعليم عن بعد” من خلال منصتها الالكترونية المجانية “درسك” عبر بث المواد التعليمية تلفزيونياً بداية ومن ثم الكترونيا، كما بادرت العديد من المدارس الخاصة على تفعيل هذه الاستراتيجية وتوفير المحتوى التعليمي الكترونياً للطلاب أيضاً، مما جعل استمرارية التعليم أكثر تحدياً للطلاب والمعلمين والمؤسسات التربوية، فالمستقبل مجهول والتنبؤ به صعبا للغاية ان لم يكن مستحيل، فلا مجال هنا ولا خيار سواء الجلوس خلف الشاشات ومتابعة الدروس وسط مسؤولية متزايدة على الاهل للمتابعة وشرح ما صعب على الطلاب فهمه.

التأرجح ما بين الإيجابيات والسلبيات


كأي نظام تعليمي اخر وكاستراتيجية تعليمية جديدة فان التعليم الجديد او ما يسمى بالتعليم عن بعد بات يتأرجح ما بين سلبيات وايجابيات، أضف إلى ذلك بالطبع أنه لا يمكننا توقع نتائج مثالية من هذه التجربة نظراً للسرعة الفائقة التي اضطرت فيها المدارس إلى الانتقال إلى هذه الاستراتيجية للحفاظ على استمرارية تعليم الطلبة باعتباره أولوية قصوى في ظل تفشي الفيروس الذي عرقل كل الأنظمة في المنطقة، دون أن يكون هناك أي تحضير أو تدريب مُسبق سواء أكان للإدارة المدرسية، للمعلمين، لأولياء الأمور أو للطلبة، الا اننا وخلال دراستنا الحثيثة اثناء اعدادنا لهذا العدد من مجلة مال وأعمال والذي حرصنا في انتقاء مواضيعه على المواضيع ذات الأثر والاهمية خلال هذه الفترة، التقينا د. محمد أبو عمارة والذي لخص لنا الإيجابيات والسلبيات للتعلم عن بعد في هذه السطور…

أبو عمارة: مستقبل الطلاب بين براثين الشبكة العنكبوتية والفايروس اللعين

الايجابيات
• ضمان استمرارية تعلم الطلبة وسير العملية التعليمية في ظل ظروف قاهرة اجبرت المدارس على اغلاق ابوابها.
• لعل الميزة الابرز في التعلم عن بعد هي المرونة في ايصال المعلومة للطلبة، فالميزة الرئيسية في استخدام التعليم عن بعد كنقطة اتصال بين المعلمين والطلاب هي أن فرص التعلم يمكن أن تكون متاحة للطالب في هذه الظروف وقتما يحتاج إليها، وأينما احتاج إليها.
• الغاء عنصر الزمان وتوفير الوقت والجهد على المعلم، فلا حاجة إلى إعطاء نفس المحتوى التعليمي بشكل متكرر لمجموعات مختلفة من الطلاب، يحتاج فقط إلى إعداد المحتوى مرة واحدة ثم مشاركته مع مجموعات مختلفة.
• تعزيز قدرة الطالب على التعلّم الذاتي والمستقل حيث يستطيع الطلاب تحديد طريقة الدراسة الفردية الخاصة بهم دون أن يوقفهم الطلاب البطيئون أو العكس، فيمكن إعادة تعليمات الفيديو وسماعها مراراً وتكراراً إن لم يتمكن الطالب من استيعاب المادة التعليمية عند عرضها.
• تعزيز فعالية المعرفة من خلال سهولة الوصول إلى كمية هائلة من المعلومات، فنحن نستخدم الإنترنت الآن لقراءة الأخبار ومشاهدة برامجنا التلفزيونية المفضلة وحجز المواعيد والتسوق وغير ذلك الكثير، بالنظر إلى الراحة التي أضافتها التكنولوجيا إلى حياتنا اليومية.


السلبيات
• نظام جديد صعب الاعتياد عليه وتقبله بسهولة، فغياب الرقابة الاكاديمية جعلت هذا النوع من التعليم يتطلب منه انضباطاً ذاتياً، بحيث يجد الطلاب صعوبة في التركيز عندما يكونون محاطين بمشتتات داخل المنزل، ومع عدم وجود المعلمين أو الزملاء للتفاعل وجهاً لوجه داخل الغرفة الصفية فإن فرص التشتت وفقدان المسار الزمني للمواعيد النهائية تكون عالية.
• العدالة والانصاف التي تعد العقبة الابرز في “التعلم عن بعد”، بالطبع لا ينطوي التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد على التحديات التقنية فحسب، بل التحديات الاجتماعية والمادية أيضاً، فلا يمكننا افتراض أن كل طالب لديه التكنولوجيا اللازمة والوقت والتحفيز والدعم للمشاركة في التعلم عن بعد، فلا يزال هناك تفاوت كبير من حيث الدخل والمستوى التعليمي للوالدين، ومن الممكن أن لا يمتلك كل منزل أجهزة كمبيوتر متطورة أو إنترنت عالي السرعة.
• عدم قدرة أولياء الأمور على المشاركة في تعليم أبنائهم من خلال استخدام هذه الإستراتيجية التي تحتاج تدريباً وإعداداً لأولياء الأمور وذلك لتمكينهم من المشاركة وتفعيل دورهم في استمرارية العملية التربوية قبل تبني تطبيقها، وهذا بالتأكيد يمثل تحدياً حاسماً آخر وخاصة للطلاب في الصفوف الأساسية الأولى، حيث يحتاج الطلاب الأصغر سناً إلى الكثير من المساعدة، حتى الكبار المتمرسين في التكنولوجيا يمكن أن يجدوا هذا الأمر صعباً.
• تفاوت الطلاب في قدراتهم وامكانياتهم الذهنية فكل طالب يمتلك قدرات تعليمية مختلفة عن الآخر فلكل منهم خصوصيته، وبالتأكيد فإن نجاح العملية التعليمية يعتمد على فهم كيفية تعلم الطالب بشكل أفضل من خلال الأدوات المناسبة له، حيث لا يملك جميع الطلاب في نفس الصف نفس القدرات، لذلك سيكون من الصعب على المعلم الاهتمام بالاختلافات بين الطلاب بشكل فردي واختيار الأنشطة والطرق المناسبة التي يتفاعل بها الطلاب مع المحتوى ويتعلمونه من خلال استخدام هذه الإستراتيجية.
• الوضوح والمصداقية يمثلان تحدياً هاماً في التعليم عن بعد حيث سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التحكم في السلوكيات السلبية مثل الغش فيمكن لأي شخص القيام بمشروع بدلاً من الطالب الفعلي نفسه، لذلك لن يكون من السهل تقييم الطالب من خلال هذه الاستراتيجية.

الخلاصة


قبل الحديث عن القطاع الأكثر تضررا في ظل التعلم عن البعد ونقصد هنا المدارس الخاصة لا بد لنا ان نؤكد على ان الطرق المدرسية التقليدية لم تعد الوسيلة المتاحة لملايين الطلاب حول العالم ممن أُغلقت مدارسهم، وغيرهم ملايين ممن ربما تغلق مدارسهم بين لحظة وأخرى، وهذه السابقة التي لم تحدث من قبل في تاريخ التعليم، التي أجبرت ملايين الطلاب على التزام بيوتهم دفعت القائمين على أمر التعليم كذلك إلى الخروج بأفكار غير تقليدية لتخفيف الآثار السلبية الناجمة عن تعطّل الحياة المدرسية، إلا أنّ التعليم العنكبوتي والدروس التي تُبث على الهواء ليست منزوعة المشكلات، بل هي كارثة ربما تعصف بمنظومة تعليمية كاملة وتخرج أجيال يفقدون لمهارات بالغة الأهمية يقع في مقدمتها التواصل الاجتماعي والتفاعل الذي لن تعوضه شبكات التواصل الاجتماعي، من هنا فلا بد من أن نعترف أننا لسنا مستعدين للتعامل الفعال مع هذا التحول في نمط التعليم، وبالتالي تكمن أولى التحديات التي نواجهها في غياب الوعي الكامل أو الجزئي عن ماهية التعليم الالكتروني، وفي أحيان أخرى هناك فهم مغلوط لهذا النمط من التعليم، وبالتالي لا بد أن نبدأ كأولياء أمور ومعلمين في تثقيف أنفسنا بأنفسنا عن ماهية التعليم الإلكتروني وعناصر النجاح التي سوف نحتاجها في المرحلة القادمة.
ويبقى غياب التفاعل المباشر بين المعلم والطالب من أخطر العيوب التي تشوب هذه العملية، فبعض المهارات التي يتمتع بها المعلم قد تفقد أثرها في هذا النوع من التعليم، إذ يعتمد استغلال المعلم لها على الوجود الحقيقي في قاعات الدراسة.

ابو عمارة: طلاب بلا انترنت ومدارس مهددة بالإفلاس

“مدارس ما بعد جائحة كورونا لن تكون كسابقتها”، ثماني كلمات ربما لخصت حال التعليم ما قبل الجامعي في الاردن في عامه الدراسي الحالي (2020-2021).
فقد دفعت جائحة “كوفيد-19” المدارس لغلق أبوابها في أكثر من 160 بلدًا، ما أثّر على أكثر من مليار طالب وطالبة، وفقد ما لا يقل عن 40 مليون طفل فرصة التعلّم في السن الحرجة السابقة للتعليم المدرسي، ليجد العالم نفسه في مواجهة “كارثة تمس جيلًا كاملًا، وتهدر إمكانيات بشرية لا تعد ولا تحصى، وتُقوِّض عقودًا من التقدم، وتزيد من حدة اللامساواة المترسخة الجذور”.
كل هذه الامور ذكرناها مع بداية هذا التقرير الا ان الامر الاهم في كل هذا هي المدارس الخاصة والتي وصلت الى الحد الذي لا يمكنها الاستمرار بعده.
فالكثير من أولياء الأمور لم يدفعوا رسوم العام الجديد بعد، وبعضهم نقل أولاده الى مدارس حكومية، برغم قلة المقاعد فيها، تخوفا من استمرار نظام التعليم عن بعد، بما يعنيه ذلك، من مشاكل وخلافات بين الأهالي والمدارس الخاصة.

منذر الصوراني…
المدارس الخاصة لا يمكنها الاستمرار

وصلت المدارس الخاصة الى الحد الذي لا يمكنها الاستمرار بعده، بحسب نقيب أصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني.. فالكثير من أولياء الأمور لم يدفعوا رسوم العام الجديد بعد، وبعضهم نقل أولاده الى مدارس حكومية، برغم قلة المقاعد فيها، تخوفا من استمرار نظام التعليم عن بعد، بما يعنيه ذلك، من مشاكل وخلافات بين الأهالي والمدارس الخاصة.
من ناحية أخرى اكد نقيب أصحاب المدارس الخاصة على ان نسبة التسجيل في المدارس الخاصة لم تتجاوز الثلاثين بالمائة، والرقم منخفض جدا، وأشار الى انها مهددة بالإغلاق بسبب عدم دفع العائلات للرسوم، وانسحاب الطلبة، إضافة الى مشاكل المدارس مع الحكومة، والضمان الاجتماعي، واشتراطات تحويل رواتب المعلمين الى حسابات مصرفية، وغير ذلك، والواضح من كلامه ان هناك ازمة كبرى في المدارس الخاصة.

من هنا فقد اصبح هذا القطاع مهدد، فجائحة كورونا من شأنها أن “تسحق” هذا القطاع
وحتى 29 مايو، أعلنت نحو 44 مدرسة خاصة غلق أبوابها حيث لم تستطع تلبية احتياجاتها أثناء الجائحة، فبعكس المدارس الحكومية، لا تتلقى المدارس الخاصة تمويلًا من الدولة لتسيير أمورها في الأوقات العصيبة.
فالمدارس الخاصة الان تتخبط في دوامة لا تعرف كيفية الخروج منها، ففي ظل الاوضاع الصعبة، عجزت المدارس عن تسديد رواتب معلميها وموظفيها، وفي ظل هذه الاوضاع المتفاقمة يوماً بعد يوم، قد تتمكن المدارس الكبرى من الصمود الى حين لكن ما مصير المدارس التي العجز؟
ومع التاكيد على أحقية المدراس الخاصة في الرسوم المدرسية طالما قامت المدرسة بكامل العملية التعليمية عبر التقنيات الحديثة في التواصل عن بعد، وذلك لضمان قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه سداد رواتب العاملين وباقي الالتزامات المالية الأخرى، الا ان الاهالي ايضا يرون ان التعليم الالكتروني يلغي هذا الحق فهم من يتابع ابنائهم ويقومون بتدريسهم وليس العكس مما يجعل هذا المعضلة حائرة وبلا حلول.
ففي الوضع الراهن يصف الأهالي الوضع بسبب الجائحة بـ”غير المستقر” وتحصيل الرسوم سيكون أمرًا مستبعدًا تمامًا مثلما حدث في الفصل الثاني من العام الدراسي السابق، فيما تتوالى نداءات الأهالي في حال تجدد الوباء بضرورة تحصيل رسوم عن مدة التعليم عن بعد وعدم الرضوخ لقرارات المدارس الخاصة وإبرام عقود جديدة مختلفة عن الأعوام السابقة لا تحمل شروطًا تكون لصالح المدارس على حساب الأهالي.
ويرى البعض أن الحل الأمثل لأبنائهم لهذا العام هو التسجيل في المدارس الحكومية الذي يعتبر مجانيًا وأوفر للأسر خاصة بعد أن تراجع الوضع الاقتصادي والتفكير بالحجر المنزلي في حال تجدد الأزمة مرة أخرى خلال العام إلى حين ظهور لقاح آمن ومعتمد ضد الوباء لضمان عدم خسارتهم للرسوم المدرسية مما يعني ان مصير التعليم الخاص مجهول وان البقاء بات للأقوى.

  • حصري لمال وأعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بأذن خطي