مجلة مال واعمال – حاص
في عوالم الطب الرفيع، حيث تلتقي التقنية بالإنسانية، يبرز اسم الدكتور قيس عدلي البلبيسي كواحد من أعمدة طب القلب التداخلي. من الأردن إلى الولايات المتحدة، ومن قاعات المحاضرات إلى غرف العمليات المعقدة، يحمل البلبيسي إرثًا علميًا وإنسانيًا يثري حياة مرضاه ومجتمعه الطبي.
من الحلم إلى الريادة
وُلد الدكتور قيس البلبيسي في الأردن، وبدأ رحلته الطبية بتفوق أكاديمي ملحوظ في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. طموحه قاده إلى الولايات المتحدة، حيث أكمل إقامته في الطب الباطني وزمالته في طب القلب والأوعية الدموية في جامعة شرق ولاية تينيسي، ثم زمالة إضافية في أمراض القلب التداخلية بمستشفى “مايو كلينك” العريق.
إسهامات استثنائية في أمريكا
في الولايات المتحدة، ترك البلبيسي بصمات لا تُنسى. عمل كأستاذ مشارك في جامعة شرق ولاية تينيسي وشغل مناصب قيادية في أقسام أمراض القلب والتداخلات الطبية، حيث كان مسؤولاً عن تدريب أطباء المستقبل. كان معروفًا بشغفه بالتدريس، إذ يرى أن “نقل المعرفة أهم من اكتسابها”، وهو ما أكسبه جائزة أرنولد ب. جولد للإنسانية والتميز في التدريس.
العودة للوطن: بناء القدرات المحلية
رغم نجاحاته الباهرة في الخارج، عاد البلبيسي إلى الأردن محملاً بخبرة عالمية وحلم بتطوير الرعاية الصحية في بلاده. عمل في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وأسهم في تأسيس برامج زمالة طبية متخصصة، مما عزز القدرات الوطنية في طب القلب التداخلي.
تقنيات مبتكرة ونهج إنساني
في مستشفى العبدلي في عمان، يقود الدكتور البلبيسي قسم طب القلب والأوعية الدموية، حيث يمزج بين أحدث التقنيات الطبية وأسلوب رعاية إنساني فريد. اشتهر بمعالجة الحالات المعقدة مثل الانسدادات التاجية الكاملة باستخدام القسطرة، وإجراء عمليات زرع الصمامات عبر التداخلات الطبية بدلاً من الجراحة التقليدية.
إبداع في البحث العلمي
كرائد في مجاله، نشر الدكتور البلبيسي عشرات الدراسات العلمية في مجلات طبية عالمية. أبحاثه تركز على استخدام تقنيات التصوير الطبي المتقدمة في معالجة أمراض القلب الهيكلية، وتطوير تدخلات طبية أكثر أمانًا وكفاءة.
رسالة الأمل والتفاني
يؤمن الدكتور البلبيسي بأن “القلب ليس مجرد عضلة تضخ الدم، بل هو جوهر الحياة”. هذه الفلسفة تُترجم في كل تفاعل له مع مرضاه، حيث يتعامل معهم ليس فقط كحالات طبية بل كبشر يستحقون التفهم والرعاية.
نظرة للمستقبل
بين جدران مستشفى العبدلي أو في المؤتمرات الدولية، يواصل الدكتور البلبيسي رحلته لإحداث تغيير إيجابي في حياة المرضى. رؤيته تمتد لتشمل تدريب أطباء المستقبل، وتطوير بروتوكولات علاجية مبتكرة تسهم في تقليل المعاناة البشرية.
خاتمة: نموذج يُحتذى به
الدكتور قيس البلبيسي ليس مجرد طبيب، بل قصة نجاح تستحق أن تُروى. من أروقة التعليم إلى غرف العمليات، ومن المختبرات البحثية إلى قلوب المرضى، يظل البلبيسي نموذجًا للريادة الطبية والإنسانية.
هذا المقال هو تكريم لرجل حمل قلبه بين يديه ليمنح الحياة لآلاف القلوب.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر