spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةسيدات أعمالالدكتورة فاطمة الخريسات... أيقونة العطاء والإلهام في كلية الرياضة

الدكتورة فاطمة الخريسات… أيقونة العطاء والإلهام في كلية الرياضة

مجلة مال واعمال – خاص

في أروقة الجامعة الأردنية، تبرز أسماء لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الطلاب، ومن بين هذه الأسماء يسطع نجم الدكتورة فاطمة الخريسات، أستاذة كلية علوم الرياضة، التي تجسد روح العلم والعمل الإنساني. ليست فقط أكاديمية متميزة ومحاضِرة بارعة، بل هي أيضًا نموذج للقيادة الملهمة والاحتواء الإنساني، حيث استطاعت عبر مسيرتها أن تترك بصمة لا تُمحى في قلوب طلابها وزملائها.

العلم والإنسانية في قلب التعليم
الدكتورة فاطمة ليست مجرد أستاذة جامعية، بل هي أم وأخت وصديقة لكل طالب وطالبة. تؤمن بأن العملية التعليمية ليست فقط نقلًا للمعرفة، بل بناءً للإنسان وتنميةً لشخصيته. تفتح أبواب مكتبها وذراعيها لاحتواء الجميع، تستمع باهتمام إلى مشاكل الطلاب، تقدم لهم النصح الصادق، وتُشعرهم بأنها جزء من عائلتهم، وليس فقط أستاذة تقف أمامهم في المحاضرات.

تعمل على خلق بيئة إيجابية ومحفزة داخل قاعة المحاضرات، حيث تمزج بين الجدية والمرونة، وتحرص على أن يكون كل يوم دراسي تجربة تعليمية وإنسانية فريدة. فهي لا تمرر يومًا دون أن تُدخل الابتسامة على وجوه طلابها بكلمة طيبة أو لفتة إنسانية بسيطة، ولكنها تحمل أثرًا عميقًا في قلوبهم.
مبادرات مجتمعية بلا ضجيج
ما يميز الدكتورة فاطمة أنها لا تكتفي بدورها الأكاديمي، بل تتعداه إلى العمل المجتمعي بصمت وبعيدًا عن الأضواء. تقود مبادرات لدعم الطلاب المحتاجين، وتنظم فعاليات رياضية لذوي الاحتياجات الخاصة، وتساهم في تحسين حياة بعض الأسر الفقيرة، إيمانًا منها بأن بناء المجتمع يبدأ ببناء الأفراد. أحد طلابها تحدث عن موقف لا يُنسى حين اكتشف أن الدكتورة تكفلت برسوم دراسته بعد أن علمت بضائقة مالية كان يمر بها، ولكنه علم بالأمر بالصدفة. ويقول آخرون إنها تدعمهم ليس فقط ماديًا، بل نفسيًا ومعنويًا، وتجعلهم يؤمنون بأن النجاح ليس بعيد المنال.
مسيرة علمية مشرّفة
حصلت الدكتورة فاطمة الخريسات على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية الرياضية من الجامعة الأردنية، وكانت أطروحتها تتناول واقع تطبيق الحوكمة ضمن معايير ضمان الجودة الشاملة لكليات علوم الرياضة في الجامعات الأردنية. كما أنها تحمل درجة الماجستير في نفس التخصص، واهتمت خلال دراستها بالقيادة التحويلية وتأثيرها على النشاط الرياضي في الجامعات.
إلى جانب عملها الأكاديمي، شغلت عدة مناصب قيادية داخل الجامعة، منها مساعد العميد لشؤون الطلبة والخريجين، وعضو في العديد من اللجان الأكاديمية والإدارية التي تهدف إلى تحسين بيئة التعليم والتدريب.
رسالة ملهمة
الدكتورة فاطمة الخريسات هي تجسيد حي للمبدأ الذي يقول إن “المعلم الحقيقي هو الذي يترك أثرًا أبديًا في حياة طلابه”. فهي ليست فقط أكاديمية ناجحة، بل رمز للإنسانية والتفاني في العمل. إن وجودها في الجامعة الأردنية هو مصدر فخر وإلهام لكل من عرفها، طالبًا كان أو زميلًا.
في عالم يزدحم بالمنافسة والبحث عن الألقاب، اختارت الدكتورة فاطمة طريق العطاء بصمت، واضعة بصمتها في قلوب طلابها ومجتمعها. هي نموذج يُحتذى به، ورسالة تُذكّر الجميع بأن العطاء الحقيقي لا يحتاج إلى تصفيق، بل إلى قلب نابض بالمحبة والعطاء المستمر.

  • حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بإذن خطي
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

error: المحتوى محمي