كان المصريون خاصة في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين يتناولون مشروب الخروب، ويقدمونه لضيوفهم بديلاً عن الشاي، بل كان يعني تقديم الشاي أن المضيف يكره ضيفه، ويتمني له صحة سيئة، ويرفض تقديم واجب الضيافة الأمثل له.
تقديم القهوة والشاي للضيوف كان يعني أن المضيف لن يقدم لمضيفه طعاماً، ولذلك يقدم له القهوة والشاي حتى يفقده شهيته ويجعله غير راغب في تناول الطعام، وهو ما كان يرفضه المصريون ويعتبرونه من الأمور التي قد تشير إليهم بصفات البخل وعدم إكرام الضيف.
الدكتور مجدي بدران، أستاذ المناعة، يؤكد لـ”العربية.نت” أن الخروب كان بديلاً آمناً للقهوة والشاي والشوكولاتة والكاكاو، فهو خال من مادة الكافيين، ويخلو أيضاً من حمض الأوكزاليك الذي يمنع الجسم من الاستفادة من معدن الزنك الهام والمفيد للمناعة، ومعدن الكالسيوم الهام للعظام والأسنان والعضلات والأعصاب، مضيفاً أن الخروب خال أيضاً من مادة الثيوبرومين الموجودة في القهوة والشاي، والتي تسبب النعاس، والرعشة، والقلق، وتدر البول، وتفقد الشهية.
وقال إن الشاي والقهوة والشوكولاتة والكاكاو تحتوي على مادة الثيوبرومين التي تتحلل وتدخل كبد الإنسان وترفع إنزيماته، إضافة لمادة الكافيستول التي ترفع الكوليسترول في الدم.
وذكر بدران أن الخروب غذاء طبيعي حلو الطعم غني بالكالسيوم وفيتامين أ، ومضادات الأكسدة ويحتوي على 26% من الألياف، 50 %من النشويات، 8% من البروتين، وبه بعض المعادن، هي: الكالسيوم الهام للعظام والأسنان والعضلات والأعصاب، والفوسفور الذي يغذي المخ ويقوي الذاكرة وينشط الأعصاب والبوتاسيوم المهدئ للأعصاب، والماغنيسيوم المانع للسرطان، والذي يسبب نقصه التشنجات والشد العضلي، الإرهاق، آلام المفاصل.
وأضاف أن الخروب يحتوي على الحديد الهام لزيادة نسبة الذكاء والوقاية من الأنيميا كما يوفر ثلاثة فيتامينات، هي فيتامين أ الهام للبصر والمناعة، وفيتامين ب الهام للأعصاب وإنتاج الطاقة، وفيتامين د الذي يحمي من هشاشة العظام.
وأشار إلى أن الخروب مثالي للجهاز الهضمي فهو ينظم الحركة في الأمعاء ويعمل على اتزان السوائل فيها، ومضاد للقيء ويمنع الارتجاع، ومضاد للإسهال حيث يمتص الماء من البراز، فضلاً عن أنه مطهر يمتص السموم ويحد من نمو البكتيريا، وينشط الدورة الدموية، ويقوى المناعة، ومهدئ للكحة.