عمان- قال مدير عام هيئة الطيران المدني محمد القرعان إن “الحكومة عدلت عن تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة مع الإبقاء على سياسة المعاملة بالمثل في خطوة تهدف لحماية الشركات المحلية من المنافسة غير العادلة”.
وأوضح القرعان أن الأردن لا يستطيع فتح الأجواء مع جميع البلدان؛ لأن ذلك يعني زيادة حدة التنافسية بين شركات الطيران العالمية وشركات الطيران المحلية التي تعاني ارتفاع الكلف الناجم عن تضخم كلف الوقود.
وبين القرعان أن فكرة التراجع عن تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة تعززت بعد الربيع العربي الذي حدت أحداثه من حركة المسافرين ما أدى إلى انخفاض إيرادات الشركات المحلية.
وأوضح القرعان أن سياسة المعاملة بالمثل تعتمد على فتح الأجواء أمام شركات الطيران التابعة للدول التي تفتح أجواءها أمام شركات الطيران الأردنية وهو الأمر الذي يعني دخول الشركات الأردنية إلى كل الأسواق التي تفتح أجواءها أمام الشركات المحلية.
وأضاف “لذلك ربطنا القرار مع البيان الوزاري بتغيير فتح الأجواء من جانب واحد الى ربطه بالمعاملة بالمثل بحيث أن الدول التي لا تفتح لنا أجواءها لن نفتح أجواءنا لها”.
ويشار إلى أن اعتماد سياسة فتح الأجواء يعني أن يؤثر سلبا على شركات الطيران المحلية؛ لأن هذه السياسة ستؤدي إلى دخول شركات الطيران العالمية إلى الأجواء الأردنية بينما لا تدخل طائرات الشركات الأردنية أجواء البلدان الأخرى.
كما أن تطبيق هذه السياسة سيكبد الشركات المحلية خسائر إضافية نتيجة ارتفاع كلف رحلات الطيران الأردني مقارنة مع شركات منافسة مدعومة من حكوماتها لا سيما في ظل إقبال المسافرين من الأردن على الرحلات ذات السعر الأقل.
يشار إلى أن محاور الاستراتيجية الوطنية للنقل الجوي للأعوام 2009-2011 والتي تم من خلالها تبني سياسة التحرير التدريجي للنقل الجوي تهدف الى تطبيق سياسة “الأجواء المفتوحة” في الأردن بحلول نهاية العام 2011 كما أن هذه الاتفاقية تندرج ضمن نطاق الشراكة الأوروبية المتوسطية المنصوص عليها في إعلان برشلونة واتفاق الشراكة الذي تم توقيعه العام 1997 ضمن هذا المنظور، إذ إن الاتفاق الأوروبي المتوسطي للطيران من المتوقع أن يعزز العلاقات المشتركة بين الأردن والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مجال الطيران المدني. وكانت شركات طيران محلية أبدت تخوفها من سياسة الأجواء المفتوحة داعية الحكومة الى أن تكون الأجواء مفتوحة على أساس المعاملة بالمثل وبشكل ثنائي بين الدول.
ولدى الأردن اتفاقيات أجواء مفتوحة مع حوالي 47 دولة في العالم وكان من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية لفتح الأجواء مع الولايات المتحدة الأميركية في التسعينيات من القرن الماضي. وكانت المنظمة الدولية للطيران المدني بينت انتعاش حركة النقل الجوي في العام 2011 اثر زيادة أعداد المسافرين بنسبة 5.1 % عن العام 2010 لتسجل سفر نحو 2.7 مليار شخص على متن الطائرات حول العالم.
ويتجاوز عدد شركات النقل الجوي غير المنتظم العاملة في المملكة الـ 10 شركات، من بينها 3 شركات طيران عارض لنقل المسافرين قيد الترخيص، أما عدد شركات النقل الجوي غير المنتظم المرخصة حاليا فيصل إلى 7 شركات واحدة لنقل المسافرين وشركتين للشحن الجوي و4 للطيران الخاص (رجال الأعمال).
ويذكر أن أنواع خدمات النقل الجوي التجاري كما جاءت بتصنيف منظمة الطيران المدني الدولي ICAO هي النقل الجوي المنتظم (الطيران المجدول) والنقل الجوي غير المنتظم (غير المجدول) ويندرج تحته طيران عارض (سياحة ترفيهية ودينية) أو (شحن جوي) وطيران حسب الطلب ومنه الطيران الخاص برجال الأعمال (التاكسي الجوي) وغير ذلك، ورحلات أخرى غير منتظمة.