استبعدت قبرص يوم الجمعة اي احتمال لأن تنسحب من منطقة اليورو وذلك بعد ساعات من تلويح الداعم الرئيسي لحكومتها بهذا الخيار إذا اشترط المقرضون الدوليون اجراءات تقشف شديدة القسوة لمنحها مساعدات مالية.
واضطرت الجزيرة الي طلب مساعدة من شركائها في الاتحاد الاوروبي ومن صندوق النقد الدولي في يونيو حزيران لدعم بنكيها الرئيسيين اللذين عانيا خسائر بسبب تعرضهما لأزمة ديون اليونان.
وقال ستيفانوس ستيفانو المتحدث باسم الحكومة في بيان “بالنسبة للحكومة ورئيس الجمهورية فانه لا يوجد مطلقا اي نقاش بشان الخروج سواء من منطقة اليورو أو الاتحاد الاوروبي.”
وقبل ساعات أبلغ اندروس كيبريانو زعيم حزب اكيل الداعم الرئيسي للحكومة اليسارية التي يقودها الرئيس ديميتريس كريستوفياس موقع الأخبار الالكتروني (24 اتش دوت كوم دوت سي واي) أن قبرص قد تدرس مثل هذا الخيار إذا أصبحت غير قادرة على تحمل اجراءات التقشف.
واظهرت وثائق مسربة ان المقرضين من صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي والمفوضية الاوروبية طالبوا بتخفيضات في الاجور في القطاع العام وخصخصة اصول مملوكة للدولة واصلاحات لنظام معاشات التقاعد رغم ان المفاوضات مع قبرص ما زالت مستمرة مع قيام نيقوسيا باعداد مقترحات مضادة.
ويأتي حزب كيبريانو حاليا بعد حزب التجمع الديمقراطي اليميني في استطلاعات الرأي.
وقال كيبريانو في مقابلة مصورة بثها الموقع “إذا أصر المقرضون على إجراءات قاسية للغاية للبقاء في منطقة اليورو فهل ينبغي أن نتمسك بموقفنا ونقول إننا لن نترك منطقة اليورو وإننا سنبقى مهما كانت قسوة الإجراءات؟”
لكن نصا مكتوبا أصدره الحزب في وقت لاحق قال ان بعض تعليقات كيبريانو اسيء تفسيرها أو جرى تحريفها.
وقال المتحدث باسم الحكومة ان قبرص تحاول التفاوض مع المقرضين الدوليين على مساعدات “وفقا لأفضل شروط ممكنة.”
وقال مسؤولون بالحكومة القبرصية انهم يأملون بإتمام المناقشات مع المقرضين الدوليين في اكتوبر تشرين الاول ومن المتوقع ان يقدموا مقترحات لخفض النفقات في ميزانية 2013 التي من المنتظر ان يناقشها مجلس الوزراء يوم السبت.
ولم يتضح حتى الان حجم المساعدات التي ستحتاجها قبرص والتي اشارت بعض التقديرات الي انها تصل الي 10 مليارات يورو او اكثر من نصف ناتجها المحلي الاجمالي البالغ 17 مليار يورو.
وأصبحت قبرص خامس دولة في منطقة اليورو تطلب مساعدة مالية دولية في يونيو حزيران عندما احتاجت بنوكها الي مساعدة من الدولة لتغطية خسائر ضخمة من تعرضها لليونان.
وبدأت قبرص استخدام اليورو في 2008 بعد أربعة أعوام من انضمامها للاتحاد الأوروبي. وتتولى الجزيرة حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ومدتها ستة اشهر.