مجلة مال واعمال

الحرب بين “أبل” و”سامسونغ” بعد عام من اشتعالها

-

قبل عام من الأن، وبالتحديد في شهر أبريل الماضي، بدأ عملاقا التكنولوجيا حرباً قانونية بشأن حقوق الملكية الفكرية لعدد من الابتكارات.

وبعد أن استهل الطرفان المعارك القانونية على نطاق ضيق، توسعت الأزمة بينهما لتصبح نحو خمسين قضية في عشر دول.

وينقل موقع (سي نت) عن الخبير القانوني فلوريان مويلر قوله إن الوضع تطور من قضيتين رفعها كل منهما ضد الآخر في ولاية كاليفورنيا الأميركية، ليتشعب وتتعدد الملفات والاتهامات بينهما.

وعلى الرغم من أن الرئيس التنفيذي لـ(أبل)، تيم كوك أبدى رغبته بإنهاء الحرب التكنولوجية مع (سامسونغ)، فإنه مازال يلمح إلى أن الشركة الكورية تسطو على الانجازات العلمية لأبل.

وقال كوك خلال مؤتمر (أبل) للإعلان عن النتائج الفصلية للشركة “أرغب بشدة بالتسوية بدل المعركة”، مضيفاً “لكن من المهم ألا تكون أبل المطور الوحيد في العالم، نحتاج إلى أشخاص آخرين يقوموا بابتكارات خاصة بهم”، في تلميح إلى أن المنافسين في سوق الهواتف النقالة والكمبيوترات اللوحية يستعينون بإنجازات (أبل) لتصنيع أجهزتهم.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان التنفيذيان وجهاً لوجه بمصاحبة محاميهما في اجتماع تسوية أمام قاض في سان فرانسيسكو الأميركية يومي 21 و 22 مايو المقبل.

وإذا تمكن الطرفان من البدء بالتسوية فإن هذا الاجتماع قد يمثل بداية النهاية لصراع عام من المواجهات القانونية.

يشار إلى أن المواجهات بدأت بالقضية التي رفعتها أبل أمام محاكم كاليفورنيا ضد سامسونغ بدعوى “نسخ شكل ومظهر” (آي باد تابليت) و (آي فون). واشتكت أبل أن سامسونع اختارت ” نسخ التكنولوجيا التي تستخدمها أبل، وواجهة المستخدم، والأسلوب المبتكر لهذه المنتجات”

بالمقابل ردت سامسونغ بسلسلة من الدعاوى القاضية، إذ رفعت دعوات مضادة داخل أميركا وأيضا في كل من كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا.

وأقامت سامسونغ دعوى في محكمة وسط سيؤل وأخرى في طوكيو وثلاثة في مدينة مانهايم الألمانية، وقالت شركة سامسونغ على موقعها الإلكتروني أنها “ترد على الإجراء القانوني الذي اتخذ ضدنا كي نحمي حقوق ملكيتنا الفكرية، ونضمن استمرار ابتكاراتنا ونمونا في مجال تقنية الأجهزة النقالة”.

وتوسع الخلاف ليشمل محاولة كل من الطرفين لعرقلة توزيع منتجات الآخر، وكانت محاكم استراليا أحدى ساحات هذه المواجهات، إذ تمكنت (أبل) في أكتوبر من عرقلة محاولة سامسونغ طرح جهازها من الكمبيوتر اللوحي جالاكسي تاب 1ر10 في استراليا. ونجحت (أبل) في الحصول على قرار من قاضية احدى المحاكم الاتحادية في استراليا بوقف طرح الأجهزة. وقالت القاضية أنابيل بينيت إن القضية من المرجح أن تنتهي بقرار بأن سامسونغ استنسخت براءات اختراع تملكها أبل وموجودة في أجهزة آي فون وآي باد التي تنتجها.

لكن الهجوم القانوني المضاد لسامسونغ  نجح في ضرب جهود (أبل) المعرقلة بالصميم، بعد أن سمحت المحكمة العليا في استراليا للشركة الكورية بطرح جهازها من الكمبيوتر اللوحي “غالاكسي تاب 1ر10” للبيع في استراليا.

ورفضت المحكمة العليا استئنافا من جانب شركة “آبل” ضد حكم أصدرته محكمة أقل درجة، سمح بتداول مبيعات “غالاكسي” أثناء نظر دعوى الملكية الفكرية الرئيسية بين الشركتين.

وذكرت المحكمة العليا أن دعوى “آبل” ضد منافستها الكورية الجنوبية لم تحظ بفرصة قوية من النجاح لتبرير وقف المبيعات إلى أن يتم الفصل في الدعوى.

وحتى نهاية الشهر القادم سيكون على المتابعين انتظار نتائج اجتماع التسوية، وفيما إذا كان سيؤدي إلى انهاء الصراع التكنولوجي أم سيشعل حرباً قانونية أكثر ضراوة.