نادرًا ما تجد الجنازة حافلة بالناس، تعلم أن هذا الرجل الميت كان طيب الذكر وله مآثر ومناقب، وأن القلوب قد غمرها حبه بعد الانتفاع بعمله أو بعلمه، وكما قيل السابقون “بيننا وبينكم شهود الجنائز”.. تلك ما يمكن أن تعلق به على مشهد جنازة الراحل صلاح عطية
شخصية ليست بالعادية بل أن جنازته صورها رواد مواقع التواصل الإجتماعي بأنها أشبه بجنازة شهيد، إلا أنها جنازة لرجل مصري عادي،أنها جنازة المهندس صلاح عطية الذي انتشرت صور جنازته على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي .
ولد صلاح عطية في إحدى القرى بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية والتي تدعى تفهنا .
بدأ الحاج صلاح عطية حياته العملية بعمل مشروع دواجن وجمع من 9 أشخاص 200 جنيه من أجل المشاركة في مشروع تسمين الدواجن وبيعها ، إلا أنه أبى إلا أن يتم ذلك المشروع إلا بدخول الله سبحانه وتعالى في هذا المشروع عن طريق جعل عشر الأرباح لوجه الله سبحانه وتعالى ، وقد وافق ال 9 رجال على هذا الفعل الحسن .
ولحسن نية هؤلاء الرجال نجح مشروعهم فقرروا بتخصيص 20 % من الأرباح لله بدلاً من 10% كما بدأوا ، وخلال أعوام وصل إجمالي ما يذهب لله 50% من أرباح المشروع .
وانفق الرجال الأموال التي خصصوها لوجه الله تعالى لإنشاء معهد ديني إبتدائي للبنين وآخر للبنات .
كما قاموا بإنشاء معهدين واحد للبنين وآخر للبنات الذين في المرحلة الثانوية .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أنهم فكروا بإنشاء بيت مال للمسلمين يخدم أهل بلدتهم ، كما فكروا في إنشاء كليتا بالقرية .
إلا أنه تم رفض طلب إقامة الكلية في بادئ الأمر بسبب أن قريتهم لا محطة للقطار بها ، فلم يتوقف هؤلاء الرجال عند هذه المشكلة ، بل قاموا بإنشاء محطة للقطار وقاوا بإنشاء كلية وبمرور الوقت أصبح بدلاً من وجود الكلية 4 كليات ، كما قاموا بإنشاء بيت للطالبات يسع حوالي 600 طالبة ، وبيت آخر للطلاب يسع إلي 1000 طالب .
ولم يصبح في تلك القرية الصغيرة فقيراً واحداً ، بل أنه قام المهندس صلاح عطية بعمل تلك التجربة في باقى القرى المجاورة لهم .
الحاج صلاح عطية هو مَن بنى فرع جامعة الأزهر في بلدة “تفهنا الأشراف” في محافظة الدقهلية، وهو أحد قامات العلم الأزهري الأصيل وكان متواضع ولم يفكر على الإطلاق في أن يترشح لمجلس الشعب في مصر أو يحصل على سلطة وإنما كان متواضع ومحبوب من أغلب الناس في محافظته.
ومن أهم إنجازاته أنه أنشأ في محافظة الدقهلية عدة معاهد أزهرية للبنين والبنات بجميع المراحل ؛ ومعهدا للقراءات؛ ومسجدا كبيرا وأربعة فروع للكليات الأزهرية؛ وهي: كلية الشريعة والقانون بنين؛ وكلية التربية بنين؛ وكلية الدراسات الإنسانية بنات؛ وكلية التجارة بنات.
وساهم رحمه الله في بناء وتشييد المساجد والمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية ومنها معهدي سنهوت البنين والبنات، كما ساهم في كفالة ومصاريف وسكن الطلاب الوافدين للدراسة في الأزهر من مختلف دول العالم، إلى غير ذلك من الإنفاق على الفقراء واليتامى وتزويج اليتيمات وغير ذلك.
ورغم هذه المليارات والثروة الضخمة إلا أنه كان في غاية التواضع كما يبدو من صورته، ولقد تاجر مع الله من البدايه فعاهد ربه أن ينفق ثلث أرباح ماله أو نصفها في سبيل الله وأوفى بعهده فبارك الله له في ماله .
رحم الله صلاح عطية وسيرته الطيبة المباركة في ذهن كل مصري.