في عمان بدل أن يكشف الثلج عن زهو جبال المدينة ومروجها، فإن أكوام النفايات بدأت تتكشف، وتنجرف وراء الثلوج الذائبة، حتى أن الكثير من الشوارع تحولت الى «مزبلة».
بدورهم، يحاول المواطنون أن يزيلوا آثار النفايات المتراكمة، ويحاولون أن يطهروا الزائر الابيض من سواد المدينة.
شكاوى المواطنين تشير الى أن خدمات أمانة عمان الكبرى ووزارتي الاشغال والبلديات خلال موجة الثلوج الاخيرة كانت دون المستوى، وكثيرة هي أسباب الاعتراض على دور هذه الاجهزة في التعامل مع الظروف الجوية الطارئة والتي بدا للكثير من المواطنين مستوى تقصيرها وتدني خدماتها وفوضى إدارتها لأزمة الظروف الجوية الطارئة.
الفوضى كانت واضحة وجلية في مجريات 4 أيام لتعامل أمانة عمان مع أزمة الظروف الجوية وتداعيات الموجة الثلجية العاصفة التي انهال خيرها على عمان ومدن الاردن، حيث تتكشف الازمة في كلام المواطنين ومعاناتهم التي نقلوها لـ»الدستور»، غير مصدقين أن يجري بهم خلال 4 أيام فقط كل هذه المعاناة.
البعض انقطع عنه التيار الكهربائي لاكثر من 10 ساعات، والبعض الاخر غرقت منازلهم بمياه الامطار، وبقوا لاكثر من يومين ينتظرون الاجهزة المعنية للتدخل لحمايتهم وانتشالهم من وابل السيول الجارفة، وآخرون حاصرتهم الثلوج وانقطع عنهم الوقود والمواد الغذائية، ولم تنفرج أزمتهم الا حينما غادرت موجة الثلوج.
في غرب عمان، كما هو حال شرقها، بقيت جرافات محدود عددها تتبع لامانة عمان تجول في شوارعها لجرف الثلوج، دون أي أثر حقيقي يذكر، فالمواطنون حوصروا في منازلهم، ومركباتهم علقت على جانبات الطرقات، والمنازل عامت في برك من المياه، والشوارع بدت عيوبها أكثر وضوحا مع ذوبان الثلوج، وبعضها تحول الى برك مياه انزاحت عن سطحها طبقة الاسفلت، وتحول الى وحل رملي.
في مناطق من عمان أدى تساقط الثلوج المتواصل الى عزل سكانها، وشلت الحركة تماما بها، وأقفلت شوارعها لاكثر من 24 ساعة، وانقطعت الكهرباء، فبدأت آثار الموجة الثلجية يزول تأثيرها دون أن تتدخل الجهات المعنية لرصد ومتابعة آثار الموجة على أهل المدينة الذين يؤكدون أنهم لم يقصروا في إيصال أصواتهم ومناداتهم الى الجهات المسؤولة ولكن، «لا حياة لمن تنادي».