مجلة مال واعمال

«التنافسية» تطرق باب المؤسسات التعليمية لتّمسك بزمام المبادرة الوطنية

-

وزاره-التعليم-العالى2

يجتمع عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين مع رؤساء كبرى الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة والأكاديمية بالعالم، في منتدى التنافسية الدولي 2016 الذي تنطلق أعماله في العاصمة الرياض لبحث عدد من المواضيع والقضايا الهامة، مركزاً بوصلته على (تنافسية القطاعات) التي يُتوقع أن يُشهد لها نمواً كبيراً خلال الفترة المقبلة، لغرض تمكين الشباب ورواد الأعمال منها.

وأثبت الدكتور محمد بن دليم القحطاني أستاذ المال والأعمال في جامعة الملك فيصل والخبير الاقتصادي، أن من القطاعات التي ستزدهر قريباً قطاع الاتصالات، وقطاع الطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية بكل جوانبها، وقطاع التجزئة الذي سيكون مفتاح كبير للشباب المتطلع والريادي الذي ينشد أعمال صغيرة بأفكار كبيرة، والتي ستكون في يوم ما رافد من روافد التنمية في المملكة.

وقال: “كل تلك القطاعات أتوقع أن تتنافس بشراسة خلال الأعوام القليلة المقبلة، ولكن الذي سيبرُز هو من سيقود التطور والتوسع الأفقي في أحد تلك المجالات”.

وشدّد القحطاني على ضرورة أن يبرز قطاع الطاقة خلال الفترة المقبلة، لأن المملكة رفعت شعار “الطاقة للجميع” منذ عهد الملك عبدالعزيز، ولم تستحوذ المملكة في يوم ما على النفط، وكانت الأم الحنون التي تعطي بكرم وسخاء لكل العالم، كي يستفيد من هذه الطاقة التي تخرج من أراضيه.

وعن القطاعات التي ستكون بطيئة في النمو، أوضح القحطاني أنها سترتكز على القطاعات الزراعية، وقطاع الاتصالات، مرشحاً أن يكون القطاع العسكري من القطاعات الجاذبة للاستثمار خلال السنوات العشر القادمة، لأن أكثر من 25% من ميزانية المملكة هذا العام انصبت في هذا القطاع. وأشار القحطاني أن كل تلك القطاعات والتخصصات ستخلق تنافسية المستثمرين ورجال الأعمال قريباً.

وبيّن القحطاني أن المملكة تمر الآن بحالة مخاض اقتصادي كبير، فالمملكة تشهد انخفاض في أسعار النفط في الوقت الذي لم تتأثر به الميزانية، وأيضاً طرح مبادرة التحول الوطني بقيادة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مبيناً أن كل تلك الأمور تطرح تساؤلات كبيرة تتعلق بمرحلة ما بعد انقطاع النفط، السؤال الذي يجعل جميع المهتمين والمتخصصين في حالة تأمل واستعداد لإبراز أهم القطاعات البديلة التي ستكون ذات قيمة مضافة إلى الاقتصاد الوطني.

وأشار القحطاني إلى أن عدد كبير من قادة ورؤساء دول العالم الكبرى زاروا المملكة مؤخراً، ومنهم رئيس الولايات المتحدة المكسيكية والرئيس الصيني ليطلعوا على أوجه التعاون الاقتصادية، ومعرفة الفرص الاستثمارية المتوفرة لهم في المملكة.

مطالباً الجامعات السعودية أن تستعد وتهيأ نفسها لشرح وتعليم الطلاب عن المستقبل الذي يحيط بهم، حيث أن المستقبل لن ينتظر الجميع، وعلى المؤسسات التعليمية أن تمسك زمام المبادرة لأن الوطن سيفتح الباب فقط لمن يفكر ويعمل بجدية.