مجلة مال واعمال

التكنولوجيا الرقمية نفط العالم الجديد

-

خلُصت جلسة جمعت توماس هندريك إلفيس رئيس جمهورية استونيا و عمالقة صناعة التقنيات وكبار الأكاديميين والخبراء في قطاع صناعة التقنيات في قمة مجالس الأجندة العالمية في أبوظبي، إلى أن وتيرة الابتكار التكنولوجي تشكل تحديا هائلا للأشخاص والشركات والاقتصادات، وبأنها ستغير الطريقة التي نتعلم ونعيش ونعمل بها وحتى كيفية بقاءنا على قيد الحياة.

وقال المتحاورون بأن عمليات البحث والتطوير من غير المحتمل أن تحل محلها الروبوتات، مشيرين إلى أن البشر بحاجة للتوصل إلى إطار للقواعد والقوانين والمعايير والنماذج التي تحكم مشهد التكنولوجيا الجديدة، داعين إلى تعزيز ثقافة التعاون بين الناس.

ووصف الدكتور برنارد ميرسون رئيس الابتكار ونائب رئيس شركة اي بي ام الأمريكية العملاقة والذي شارك في جلسة النقاش البيانات بـ «النفط الجديد» قائلا إن المفتاح يكمن في للناس والبلدان والشركات في أن تتوصل إلى تفاهم مع الثورة الصناعية الجديدة والاستفادة من فرصها القائمة، قائلا إن واقع الحياة يقول إنه إذا ما صقلتها فستقوي العالم، و إذا لم تفعل ذلك فسيكون هناك ظلام وسموم قائلا بأن الوقت للتكيف ضيق جدا وبأن الثورة في طريقها وبأن المسألة أصبحت حياة أو موتا.

العامل البشري

وأضاف التقرير إلى أنه وعلى الرغم من انتشار التكنولوجيا، فإن العامل البشري يبقى كبيرا، لا سيما عندما يتعلق الأمر بوضع القواعد والمعايير والمقاييس. وطبقا للتقرير فإن العالم سوف يضطر إلى التعامل مع المسائل الأخلاقية الكبرى المتعلقة بتأثير انتشار التكنولوجيا.

وأشار المجتمعون في مناقشاتهم إلى أن الثورة الصناعية الرابعة – والانتشار السريع للتكنولوجيات سيكون لها تأثير واسع وعميق على كافة جوانب الحياة وهو أمر حاصل بالفعل على حد قولهم مما يثير تساؤلات عميقة حول المستقبل، بما في ذلك التحديات الأخلاقية الكبرى، وحذر قادة الفكر التكنولوجي من التحديات الوشيكة التي تفرضها الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا النانو، والروبوتات والطباعة الثلاثية الأبعاد من بين أمور أخرى.

الثورة الصناعية

وقال الدكتور برنارد ميرسون رئيس الابتكار ونائب رئيس شركة اي بي ام الأمريكية:«تخيل أن تكون مربوطا على الجزء الأمامي من قاطرة تمر في النفق فإنك لن تعرف إن كان هناك ضوء في نهاية النفق أو إن كان هناك قطار قادم هكذا هو الوضع القائم اليوم.

في حين قال توماس هيندرك إليفس رئيس جمهورية أستونيا والذي يشارك في قمة مجالس الأجندة العالمية في أبوظبي:» إن الثورة الصناعية الجديدة تختلف عن سابقاتها في ظل معدلات النمو الهائلة وأضاف نحن سنرى زيادة هائلة في قوة الرقائق، قائلا بأن التكنولوجيات الصناعية القائمة على الرقائق تنمو بسرعة كبيرة.

التحديات الأمنية

في حين قال البروفيسور لي سانغ يوب مدير معهد التقدم الكوري للعلوم والتكنولوجيا إن الفرص التجارية التي أثارتها الثورة الجديدة كبيرة وأشار إلى أن ما تقوم به الشركات الآن هو أنها تبتعد عن إصدار التقارير الربع سنوية وبدلا من ذلك تقوم بإصدار تقارير عن أوضاعها المالية الشهرية بسبب وتيرة التغيير السريعة جدا وإمكانية أن يحجب منافس ما منافسا آخر عمليا ما بين عشية وضحاها.

وأضاف يوب أن ظهور هذه الثورة الصناعية الجديدة يثير مجموعة ضخمة من الأسئلة، بما في ذلك التحديات الأخلاقية التي سيكون من الصعب الإجابة عليها. داعيا إلى ضرورة النظر في المسائل المتعلقة بالسيارات ذاتية القيادة.

حيث قال بأنها يجب أن تكون مبرمجة لتجنب الاصطدام بمجموعة من المارة بدلا من اصطدامها بالحائط، وربما جرح السائق؟ وأضاف قائلا هناك العديد من التحديات الأخرى الأخلاقية والأمنية، بما في ذلك الخصوصية وسلامة البيانات، وكذلك الفرق بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول ومعرفة كيفية استخدام التقنيات وأولئك الذين لا يفعلون ذلك.

وقال الدكتور برنارد ميرسون رئيس الابتكار ونائب رئيس شركة اي بي ام الأمريكية مجددا:»هذا يؤكد حقيقة أنه مهما تصبح التكنولوجيا واسعة الانتشار، سيكون هناك دائما العامل البشري.

وأشار إلى أن عمليات البحث والتطوير من غير المحتمل أن تحل محلها الروبوتات، وقال بأنه سيكون البشر بحاجة للتوصل إلى إطار للقواعد والقوانين والمعايير والنماذج التي تحكم مشهد التكنولوجيا الجديدة قائلا إن الناس بحاجة إلى تعزيز ثقافة التعاون.

تحالف

من جانبه قال البروفيسور أندرو ماينارد في مدرسة مستقبل الابتكار في المجتمع في جامعة أريزونا الأمريكية:«الجميع هم جزء من هذه الثورة الصناعية، فإن الواقع هو أن هذا يحدث الآن وإذا لم يكن لنا رأي في كيف ستسير الامور فسننتهي بتحطم متعدد للقطار، نحن سيئون حقا في ذلك.

يجب أن يكون مرورنا أكثر انضباطا مما نحن عليه. إذا لم يكن لدينا هذا التحالف، فلن يكون لدينا فهم حول هذه التقنيات، وكيف ستؤثر على المجتمع- ومن سيتضرر وكيف».