مجلة مال واعمال

التكامل بين العلاج النفسي والوعظ الديني

-

تجربتي الشخصية ودور الدين في تحسين الحياة النفسية

بقلم د. زينب الشمالي

بدايةً أشكر الله تعالى على آلائه ونعمه التي لا تعد ولا تحصى.
سألني الكثيرون: كيف أدمج العلاج النفسي مع الوعظ الديني؟
أقول :هناك حقيقة إن ديننا الإسلامي هو أكبر وأشمل نظرية، أكرمنا بها رب العالمين، فهي نظرية الأخلاق، والتقبل والتكريم للإنسان، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ).
أما ما لا يعلمه الكثيرون عني إني كنت خلال وجودي في بريطانيا مع زوجي عندما كان يدرس الدكتوراة، كنت مديرة جمعية خيرية لتقديم الدروس الدينية والتثقيف الأسري، كانت هذه الجمعية تضم أسرًا من مختلف الدول العربية، ولتحضير الدروس الأسبوعية للجمعية كنت أحتاج إلى الرجوع الكتب الدينية، لذلك قرأت الكثير من الكتب الدينية، مما كان له الأثر على الصعيد الشخصي والوظيفي، ومن ناحية أخرى أني درست الإرشاد النفسي عن حب ورغبة، لأن حب النصح وتقديم المساعدة للناس وتغير حياتهم للأفضل يجري في دمي منذ صغري، فالحمد لله على هذه النعمة، وقد ذهبت للجامعة بعد أن ذهب أصغر أبنائي إلى المدرسة، والحمد لله تخرجت بامتياز (الأولى على الدفعة)، ومن ثم أكملت الماجستير بامتياز، وكان من توفيق الله لي أنه تدريبي كان في الخدمات الطبية في العيادة السلوكية والنفسية، أيضًا التحقت بالعديد من الدورات التدريبية في علم النفس، منها اختبار الذكاء ستانفورد بنيه، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق في افتتاح مركز للعلاج النفسي والإرشاد الأسري.
وقد عملت في علاج ذوي الاضطرابات السلوكية والأمراض النفسية كالاكتئاب واضطرابات القلق والوسواس القهري اضطرابات الشخصية، وأيضًا تعاملت مع حالات التفكك الأسري سواء بين الأزواج أو بين الآباء والأبناء وكل هذه الحالات تحسنت على العلاج النفسي بفضل الله تعالى، وأضفت إلى المركز اختبار ستانفورد بنيه، وهو اختبار للقدرة المعرفية والذكاء يستخدم لتشخيص القصور النمائي أو العقلي.
وقد دمجت في أسلوبي العلاجيّ بين العلاج المعرفي السلوكي وبين اللغة الدينية الوعظية الإرشادية. وكان لهذا أثر إيجابي ملموس لدى المتعالجين لدي بفضل الله تعالى.
وأنا الآن أحمد الله تعالى أن مكنني من تعلم علم النفس وعلم ديننا الحنيف، لأنني أعتقد أن لكل منهما دور مهم في خدمة الناس.
فالخطاب الديني يزداد تأثيرًا حين يُبنى على معرفة نفوس وشخصيات المخاطَبين وطرائق تفكيرهم.
كما أن العلاج النفسي يزداد نجاحاً حين يبنى على مفاهيم دينية: كالتفاؤل بالخير تجدوه، وقانون التغير للأفضل، قال تعالى: (إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، واستمداد القوة من الله، والتوكل عليه، والتسليم لقضائه، والصبر على امتحانات الحياة وضغوطاتها.
فلك الحمد يا رب أن يسرتني لخدمة عبادك والمساهمة في شفائهم، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.