سجّلت الأسهم الآسيوية استراحة لحالة التعافي بعد حصول تراجع في أوروبا يوم أمس واحتمال تسجيل افتتاحية حمراء في الأسهم الأميركية بعد عودة المتداولين إلى مكاتبهم عقب عطلة نهاية أسبوع طويلة، وقاد مؤشر نيكاي 225 الياباني الخسائر وتراجع بأكثر من 1% حيث شملت التراجعات جميع القطاعات باستثناء المرافق الخدمية.
وفي هذه الأثناء، استعاد مؤشر هانغ سانغ الكوري الجنوبي خسائره المبكرة ليغلق مرتفعاً بشكل طفيف في أول يوم للتداولات في سنة الكلب، وظلت أسواق الصين مغلقة بسبب عطلة رأس السنة القمرية وسوف تعود إلى العمل يوم الخميس، وفقاً لما قاله «حسين السيد»، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM.
وارتدت العملة الخضراء صعوداً مقابل العملات الرئيسية الأخرى، بعد أن كانت قد تعرّضت لضربة قوية الأسبوع الماضي، إذ ارتفع مؤشر الدولار 1.2% عن أدنى مستوى في ثلاثة أعوام سجّل يوم 16 فبراير.
وبما أنّ الأسواق الأميركية كانت مغلقة أمس بسبب عطلة يوم الرئيس، ولم تصدر بيانات جديدة، فإنه لم يكن هناك من محفّز للرالي في الدولار.
وأشار«السيد» إلى أنه قد عانى المتداولون مؤخراً في العثور على ارتباط معقول بين أسواق الدخل الثابت وأسواق العملات بما أنّ الدولار لم يكن يتجاوب مع الفوارق في العوائد، ولكن بات من الواضح بأنّ التراجع في الأسهم قد أصبح مؤشراً إيجابياً بالنسبة للعملة الأميركية والعكس صحيح، وعلى الأرجح أن تصمد هذه العلاقة على المدى القصير، بما أن شهية المخاطرة لا تزال تدعم التخارج من الدولار الأميركي باتجاه العملات الرئيسية الأخرى.
وكان المستثمرون يتخلصون من الدولار على الرغم من الزيادة في عوائد السندات بما أن الكثير منهم ركّز عوضاً عن ذلك على تنامي العجز المزدوج، وسوف يكون هذا الأسبوع مثيراً للاهتمام بكل تأكيد بالنسبة للمستثمرين في السندات بما أنّ الحكومة الأميركية تعتزم بيع 258 مليار دولار من الديون.
ويعتبر هذا المزيج من التضخّم المتصاعد وعجز الموازنة المتزايد مكلفاً، ويجب على المستثمرين أن يقرّروا ما هي العلاوة الإضافية التي سيحتاجونها للاحتفاظ بالدين الأميركي.
ويقول «السيد»: «أعتقد أن الجزء القصير الأجل من منحنى العائد يبدو جذاباً نسبياً حيث تقف عوائد سند السنتين الأميركي عند أعلى مستوى في 9 أعوام، لكنّ الجزء الطويل الأجل من منحنى العائد هو المهم ضمن الظروف الحالية بما أنّ كسر حاجز 3% في عائد سند العشر سنوات سيشكّل على الأغلب اختباراً لثقة المستثمرين بأسواق الأسهم».
كما يركّز المستثمرون أيضاً على اليورو بانتظار إصدار بيانات معنويات المستثمرين (ZEW) في ألمانيا اليوم، فالعمليات البيعية الحادّة في الأسهم الأوروبية قبل أسبوعين لا بدّ أن تكون قد أثّرت على ثقة المستثمرين، وهذا الأمر سوف ينعكس في الأرقام الصادرة اليوم.
ويوصي «السيد» المتداولين باليورو أن يراقبوا الوضع السياسي في ألمانيا بما أن الحزب الاجتماعي الديمقراطي سيُجري تصويتاً اليوم يطلب فيه من أعضاء الحزب أن يقرّروا ما إذا كان الأخير يجب أن يدخل في حكومة ائتلافية مع أنغيلا ميركل أم لا. ورغم أنّ النتائج لن تعلن حتى 3 مارس/ آذار، إلا أنّ وجود مؤشر مبكر على اتجاه سير التصويت سيؤثّر على اليورو على الأغلب.