مجلة مال واعمال

التراث المغربي حاضر يعانق الماضي

-

إذا كان التراث هو الشهادة  الإنسانية المتميزة،  فإن التراث المغربي الشعبي هو نتاج إنساني عريق يمتد متناميا عبر الزمان والمكان، معبرا عن ذاته،  ومحافظا على أصالته وخصوصيات، حيث بات التراث المغربي جزءا من هوية المغاربة.

من هنا فقد ارتبط الإنسان بإرثه وحضارته، لتبعث بداخله طاقة خارقة ومتجددة تعيش زمانها في آنيته وراهنيته في ارتباط وثيق مع المكان لأن المكان يقوم على الأسطورة بوصفها تاريخا مقدسا.

من هنا جاء  الاهتمام بالتقاليد والتراث لدى المغاربة، في محاولة لتأكيد اﻠﺫاﺕ وتأصيل الثقافة كمكون ثقافي حضاري زاخر، حتى غدت مصدر الهام وثقة للكثير من المهتمين والباحثين عن الجمال والعراقة بتصاميمها الفريدة التي أصبحت معالم واضحة للعيان في المواقع التي تتواجد فيها مشكلة رغبة قوية لدى مشاهديها للتعرف على إسرارها التي تأخذك الى عالم السحر والجمال والإبداع الفني.. حقا انه فن راق وجميل يشعر به كل ذو إحساس مرهف مولداً لدية رغبة قوية لإضافته الى مملكته الخاصة التي يمكن من خلالها قراءة المعالم الشخصية للإنسان بما تتركه في المكان من بصمات متعلقة بالتصميم والتنسيق والتنظيم والانتقاء والجاذبية.

فلا عجب أن يشكل التراث المغربي والصناعات التقليدية حقلا معرفيا للبحث والدراسة، فجودتهما وغناهما ومضاهاتهما لثقافات وفنون الشعوب الأخرى تدعو ﻠﺫﻠﻙ.

 ثم إن ﻫﺫا الموروث والمخزون الأصيل قد استمر إلى يومنا ﻫﺫا يأسر الألباب بفنٍ غني برموزه وأشكاله فكان ولا زال يشكل الفضاء اليومي للمغاربة، فلا يخلو بيت من لوحات فنية أو أدوات منزلية مزخرفة ومزركشة تعبر عن ﺫﻭﻕ وفن فطري صانعيها.

ويعد قطاع الصناعة التقليدية المغربية ثاني أكبر مشغل لليد العاملة بالمملكة، اذ يعمل على تنشيط الحركة السياحية حيث  يشهد اقبال كبير من قبل الزوار الأجانب الذين يقبلون على هذا المنتج التقليدي المغربي بشغف كبير.

ويولي المغاربة المنتجات التقليدية العريقة جُل اهتمامهم  من خلال تشجيع الايدي العاملة فيه وحثهم على الانخراط بهذه المهنة، الى جانب تطويرها والعمل على النهوض بها وجعلها قادرة على المنافسة على المستوى العالمي,  خاصة في عصر العولمة الذي يحتم اعتماد الجودة، الأمر الذي يتطلب تحسين وسائل الإنتاج دون المس بالطابع التقليدي للمنتج،  للحفاظ على هذه المنتجات وما تحمله من بصمات  الصانع التقليدي المغربي الذي ورثها عن اسلافه والتي تبقى وان تنوعت في أشكالها ونماذجها بتنوع أذواق الصناع ومهارتهم،  محصورة في الغزل والنسيج والتطريز والدباغة  والنقش والحرف الخشبية  والخراطة والجباصة والتزليج والخزف والنحاس والتفضيض والحديد والزجاج  وغيرها من الصناعات التقليدية التي توارثها المغاربة عن الاجداد.

الغزل والنسيج، والتطريز

تميز هذا القطاع بصناعة البسط ا”لزربية”  إضافة الى  الحصيرة، و كافة مستلزمات البيت من الفراش واغطية سواء بالبادية أو بالمدينة. وكذلك بعض الألبسة.

الدباغة

 

الرسم على الجلد، وتدخل في هذه الصناعة كافة المستلزمات الجلدية كالحقائب والمحفظات التقليدية، وسروج الخيول.

النقش على الخشب وزخرفته، والخراطة

اعمال النقش على الخشب وزخرفته الذي يزين الأسقف والجدران، وكذلك اعمال النجارة ونقش وتزيين الأثاث المنزلي من مقاعد وطاولات وخزائن وغيرها.

   

الجباصة والتزليج

وتشمل أعمال تزيين أسقف وجدران البيوت والمحلات بمادة الجبص، والتزليج بـ( الفسيفساء)

 الخزف

تشكيل طين (الفخار) وزخرفته خاصة الأواني المنزلية كالطاجين وتوابعه، والأوعية.

النحاس واعمال الفضة

صناعة أواني الطبخ، والأوعية  ومستلزمات إعداد الشاي وتقديمه، وكذلك أغمدة الأسلحة التقليدية، والحلي وتزيينها بالنحاس والفضة.

الحديد والزجاج

صناعة الشبابيك الحديدية والأبواب والنوافذ التي يمتزج فيها الخشب بالزجاج الملون مشكلة بذالك لوحة فنية تزين القصور والمنازل وتعبر عن عراقة المكان.

الصياغة  والنقش على الخشب

   تعتبر الصياغة  والنقش على الخشب من أهم الصناعات الحرفية الموجودة بالأقاليم الجنوبية من المملكة  ويرتبط ايضاً بالمصنوعات الجلدية التي تلبس بالخشب، وعرف الجنوب منذ القدم بهذه الحرف العريقة و الهامة .

 وقد لقيت هذه الصناعة من الصياغة والنقش على الخشب رعاية خاصة من المغاربة الذين امتهنوا هاتين الحرفتين وتعلموها عن الآباء والأجداد وقد اولتها الحكومة رعاية خاصة مما ساهم في تطويرها وولوج منتجاتها لمعظم اسواق العالم.

مدن مغربية تشتهر بصناعتها التقليدية

مدينة الرباط تشتهر بـ ( الزربية الرباطية) وبالتطريز، والدباغة

– مدينة فاس تشتهربالنقش على الأواني النحاسية والفضية، وكذلك الدباغة، والتطريز

– مدينة مراكش وتشتهر بزخرفة الخشب، وباعمال الجبص والتزليج

– مدينة آسفي وتشتهر بصناعة الخزف

– مدينة الصويرة  وتشتهر بصناعة الموائد الخشبية المرصعة، وبالحلي الفضية.

إضافة إلى مدن : سلا، مكناس، أغادير، وتارودانت وغيرها، إذ لا تخلو أي مدبنة  مغربية  من ورشة  لصناعة الحرف  أو أكثر تقليدية كانت أو حديثة.