ويعد اعتماد هذه المبادرات من برنامج التحول الوطني دعماً مهمّاً للهيئة في استكمال ما بدأت في تنفيذه وتطويره وتأهيله في مشاريع التراث الوطني، وكذلك في إطار اهتمامها بالتراث الوطني بوصفه المكون الأساس للهوية الوطنية ومصدر تعزيز المواطنة، ولدوره الرئيس في ترسيخ المكانة الحضارية للمملكة وعمقها التاريخي على مدى العصور، فضلاً عن إسهامه في تنويع مصادر الدخل الوطني من خلال إيجاد فرص للعمل والاستثمار كأحد مقومات صناعة السياحة في المملكة.
وتتمثل المبادرات المتعلقة بالتراث الوطني التي أقرها البرنامج في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة «المرحلة الأولى»، حيث خصص البرنامج له مبالغ مالية بأكثر من ثلاثة مليارات و600 مليون ريال، تم تخصيصها لتطوير مكونات التراث الثقافي الوطني، وتشمل: اعتماد 17 مركزاً للحرف اليدوية من خلال برنامج الحرف والصناعات اليدوية «بارع»، الذي تشرف عليه الهيئة، وكذلك اعتماد 18 موقعاً تراثيّاً من خلال مركز التراث العمراني الوطني التابع للهيئة وقطاعات الهيئة الأخرى بالتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية، إلى جانب اعتماد 18 متحفاً في المملكة من خلال قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة وقطاعات الهيئة الأخرى، وكذلك اعتماد 80 موقعاً أثريّاً من خلال قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة. ويعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة مشروعاً تاريخيّاً وطنيّاً مهمّاً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة، ويغطي عدة مسارات من المشاريع الوطنية مثل: الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الثقافي، وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري وغيرها، ويشمل 230 مشروعاً تتمثل في هذه المسارات. وأقر البرنامج تسجيل ستة مواقع أخرى في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو من خلال الهيئة وهي: واحة الأحساء، وواحة دومة الجندل، وقرية رجال ألمع التراثية في منطقة عسير، وقرية ذي عين التراثية في منطقة الباحة، وطريق الحج المصري وطريق الحج الشامي في منطقة تبوك، وستضاف للمواقع الأربعة التي عملت الهيئة على تسجيلها سابقاً وهي: موقع مدائن صالح المسجل في القائمة كأول موقع سعودي في عام 1429هـ/ 2008م، وحي الطريف في الدرعية التاريخية عام 1431هـ/ 2010م، ثم موقع جدة التاريخية الذي تم تسجيله عام 1435هـ/ 2014م، ومواقع الرسوم الصخرية في منطقة حائل عام 1436هـ،/ يوليو 2015م. وتنبثق من مبادرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة «المرحلة الأولى» ثلاث شركات تشرف عليها الهيئة وتعمل وفق منهجية تجارية وتنموية تكفل الارتقاء بالخدمات المقدمة وتحقيق عوائد مجزية للحرفيين والمجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع المراد تطويرها، وهي: الشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية، وتختص بتشغيل وصيانة المواقع التراثية في المملكة، وشركة ترميم المباني التراثية، وتعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية، وستتخصص في تسجيل المباني التراثية وتأمين موظفين متخصصين وتدريبهم للعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية بجودة عالية، والشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية، وتتولى دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية في مناطق المملكة، والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الأساسية والوسيطة والمكملة اللازمة لتنفيذ أوجه النشاط المختلفة التي تتفق مع غرض الشركة، وأقر البرنامج دعم الشركة بمبلغ 220 مليون ريال. وتبنى برنامج التحول الوطني مبادرة «المملكة وجهة المسلمين»، واعتمد لها مبلغ 25 مليون ريال، ومن أبرز مسارات المبادرة التي أطلقها رئيس الهيئة، «برنامج رحلات ما بعد العمرة» ويستهدف الزوار من المعتمرين ويحقق منافع لهم في مجالات السياحة الثقافية لمواقع التاريخ الإسلامي والمتاحف المتخصصة، وسياحة الأعمال والمؤتمرات والأنشطة التجارية الأخرى؛ مما يسهم في تنمية الاستثمارات في تطوير مرافق وأنشطة تخدم هذه الفئة للاستفادة من فترة وجودهم في المملكة وتطوير البنية التحتية لاستقبال العدد الكبير من المعتمرين والزوار، وتهيئة شركات العمرة، والأدلاء، وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين وغيرها من الأعمال التي يمكن إدراجها تحت هذه المبادرة.