يصل سعر النفط بالسالب عندما يدفع البائع مقابل للمشتري لتخلص من براميل النفط التي لا يستطيع البائع تخزينها، ولجأ التجار لبيع العقود المستقبلية للخام الأميركي لشهر مايو بكثافة، قبل أن تنتهي صلاحيته اليوم، وهو ما أدى إلى تراجعه إلى مستوى لم يشهده من قبل.
حيث أدت وفرة المعروض من النفط عالميًا وتوقف الطلب عليه جراء جائحة فيروس كورونا، إلى عدم وجود أماكن لتخزين النفط وارتفاع تكلفتها.
وبحسب وكالة بلومبرج فإن بعض المنتجين يكون أرخص لهم على المدى الطويل الدفع للمشترين في الوقت الحالي للتخلص من بضاعتهم، بدلًا من إيقاف الإنتاج أو العثور على مكان لتخزين المعروض من النفط.
وقد يشعر الكثيرون بالقلق من أن إغلاق آبارهم قد يؤدي إلى تلفها بشكل دائم مما يجعلها غير اقتصادية في المستقبل.
كما أن بعض تجار يشترون العقود الآجلة للنفط كوسيلة للمراهنة على تحركات الأسعار، خاصة أن بعض منهم لا ينوون استلام هذه البراميل، ويبيعونها بأي سعر إذا قاربت مدتها على الإنتهاء دون أن تشتريها مصافي البترول.
ومنذ ان بدأت وفرة المعروض وتراجعت أسعار النفط عالميًا بسبب جائحة فيروس كورونا، كانت مرافق التخزين الأمريكية تتجه نحو الوصول لسعتها التخزينية القصوى بعد التوسع في الشراء والتخزين للاستفادة من انخفاض الأسعار العالمية.
وتقول وكالة بلومبرج إن مخزونات الخام في كاشينغ في أوكلاهوما – مركز التخزين الرئيسي في أمريكا ونقطة التسليم لعقد غرب تكساس الوسيط – ارتفعت بنسبة 48٪ إلى ما يقرب من 55 مليون برميل منذ نهاية فبراير.
وتبلغ طاقة التخزين في المركز 76 مليونًا حتى 30 سبتمبر، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة في أمريكا.
وبحسب بلومبرج فإنه من إندونيسيا إلى المكسيك، تجوب الشركات السوق بحثًا عن أماكن لتخزين النفط الخام والوقود المكرر وغالبًا ما توقف الإمدادات غير المرغوب فيها على الناقلات لأن المرافق القائمة على الشاطئ ممتلئة.
وفي بحر الشمال، تعطلت حفنة من السفن على متنها البنزين ووقود الطائرات منذ أيام، لأن الطلب متراجع.
وبدأ الضغط على التخزين أيضًا في خلق بعض حركات الشحن الغريبة حيث يرسل المتداولون ناقلات للعثور على أفضل الأماكن لتخزين النفط.
وقال كلاركسون بلاتو، محلل في Frode Morkedal في مذكرة بحثية اليوم الثلاثاء إن كمية النفط المخزنة في البحر زادت أيضا إلى ما يقرب من 250 مليون برميل، وأن التخزين العائم العالمي يتسارع الآن بوتيرة غير مسبوقة.
وتعمل صناعة التخزين على تجميع الإمدادات على متن السفن، مع التفكير في خيارات إبداعية أخرى مثل تخزين النفط على متن ناقلات السكك الحديدية، وفقًا لبلومبرج.
وتقول إن الوكالة إن إدارة ترامب، التي تشعر بالقلق من التأثيرات المحتملة المترتبة على إفلاس قطاع النفط، تسعى إلى اقتراح لا يزال في مراحله الأولى من خلاله يدفع حفارات النفط للحفاظ على نفطهم في الأرض مؤقتًا.
الفكرة هي إبقائها خارج السوق حتى تتعافى الأسعار، مما يعطي الخزانة الأمريكية ربحًا مع حماية المنتجين من الخسائر الفورية.