ارتفعت تجارة المملكة العربية السعودية مع دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 25%، ما يسلط الضوء على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وبحلول نهاية عام 2023، بلغ حجم التجارة 113 مليار ريال سعودي (30 مليار دولار)، ارتفاعًا من 90 مليار ريال سعودي في عام 2019.
أعلن وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، خلال المنتدى الاقتصادي السعودي الإماراتي الثالث الذي عقد في الرياض، أن الاستثمارات الإماراتية المباشرة في السعودية شهدت نمواً أيضاً، لتصل إلى 111 مليار ريال سعودي بنهاية عام 2023، بزيادة قدرها 15% مقارنة بالعام السابق.
وأضاف الإبراهيم: “إننا نشهد نتائج ملموسة من رؤيتنا الواضحة واستراتيجيتنا الطموحة للتعاون الاقتصادي”.
وأشار إلى أن حجم التجارة ارتفع خلال السنوات الخمس الماضية بنحو 25 في المائة، مع وجود آلاف العلامات التجارية المسجلة والوكالات والشركات العاملة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعدين والتجارة والعقارات.
أكد وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله المري أن التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين ستصل إلى 137 مليار درهم (37.3 مليار دولار) في عام 2023، ما يؤكد قوة الشراكة الاقتصادية بينهما. كما سترتفع التجارة غير النفطية إلى 75 مليار درهم في النصف الأول من عام 2024، بمعدل نمو مذهل يتجاوز 18% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.
وأضاف المري أن “الاستثمارات الإماراتية في الأسواق السعودية ستتجاوز في عام 2023 نحو 15.7 مليار درهم، بنمو 6% عن عام 2022”.
كما بلغ الرصيد التراكمي للاستثمارات السعودية في الإمارات 6.5 مليار دولار بنهاية عام 2022، ما يجعل السعودية رابع أكبر مستثمر في الإمارات.
وأشار المري إلى أن السياحة تلعب دوراً حيوياً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تعد السعودية من بين أكبر 10 أسواق سياحية للإمارات، حيث من المتوقع أن يزور أكثر من 1.7 مليون سائح سعودي الإمارات في عام 2023.
يعكس هذا الاتجاه التصاعدي التزام البلدين بتعزيز العلاقات التجارية وتعزيز المنافع الاقتصادية المتبادلة. ففي السنوات الأربع الماضية، تم سن أكثر من 30 إصلاحًا اقتصاديًا، بما في ذلك تحديثات لقانون الشركات التجارية التي تسمح بالملكية الأجنبية بنسبة 100%. وتغطي هذه الإصلاحات أيضًا التعاونيات والشركات العائلية والتجارة الإلكترونية وحماية المستهلك ومكافحة غسل الأموال.
وشارك في المنتدى، الذي نظمه اتحاد الغرف السعودية، وفد تجاري من الإمارات ضم أكثر من 100 شركة إماراتية رائدة، وحضره كبار المسؤولين من البلدين.
أفاد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة السعودية عبد الحكيم حمد الخالدي أن التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في نمو مستمر، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين 327.506 مليار ريال سعودي (87.3 مليار دولار) خلال السنوات الثلاث الماضية فقط. وأضاف: “تظل الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري عربي للسعودية والسادس عالميًا”.
وأكد الخالدي أن البلدين يعملان بشكل متزايد على تنويع مصادر دخلهما بعيداً عن النفط، بما في ذلك الاستثمارات والسياحة والصناعة والخدمات والنقل والبنية التحتية.
أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، أهمية الاستفادة من الزخم الحالي في التكامل الصناعي، مشيراً إلى زيادة ملحوظة في الصادرات السعودية إلى الإمارات، بمعدل نمو سنوي يتجاوز 9% من 2018 إلى 2023. وقال: “في النصف الأول من عام 2024، تجاوزت الصادرات السعودية إلى الإمارات 31 مليار ريال”.
وأشار أيضًا إلى إمكانية تعزيز التعاون في القطاعين الصناعي والتعديني، بهدف تبادل المعرفة والتكنولوجيا المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأتمتة.
وأكد الخالدي الآفاق الواعدة للتجارة الثنائية، قائلاً: “تعكس الأرقام رؤية واضحة للفرص الواسعة في مختلف القطاعات، بما يدعم رؤية السعودية 2030 ورؤية الإمارات”.
أكد الأمين العام المساعد لهيئة الخدمات المالية وليد العرينان، على بيئة الأعمال الترحيبية في السعودية، مشيراً إلى أنه تم إجراء نحو 850 إصلاحاً لتحسين ظروف الشركات الأجنبية.
وقال العرينان إن حجم التبادل التجاري بين البلدين مستمر في النمو، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 112 مليار ريال، منها 62 مليار ريال صادرات سعودية، وهو رقم كبير.
وسلط نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ، فايز الشيلي، الضوء على القطاعات الواعدة، خاصة السياحة والصناعة، وقال: “تتمتع المملكة العربية السعودية بإمكانات سياحية هائلة، حيث تحتاج المواقع التاريخية إلى التطوير لجذب الزوار العالميين”.
وأعرب الشيلي عن تفاؤله بالنمو المستقبلي، مع تطلعات إلى مضاعفة تدفقات الاستثمار إلى 30 مليار درهم، وهو ما يشير إلى التزام قوي بتعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع الفرص في السوق السعودية.