أشار تقرير صادر عن شركة «نيكو» لإدارة الأصول، إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت شطب أصول بقيمة تتجاوز 5 تريليونات دولار من بورصات الأسهم العالمية، ويعود ذلك بنسبة كبيرة إلى المعلومات غير المطمئنة الواردة من الصين والتي تظهر انكماشاً حاداً في التصنيع وتدابير البنك المركزي لخفض قيمة العملة.
ورأى التقرير أن الاضطراب الحالي في أسواق آسيا يشكل فرصة جيدة للمستثمرين في الشرق الأوسط وحثهم على الأخذ بعين الاعتبار الفرص الاستثمارية طويلة الأجل في آسيا والصين تحديداً، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي. وحددت الشركة في تقريرها الأخير الذي صدر تحت عنوان «الاستثمار في عقد المحيط الهادئ» تفاصيل السياسة النقدية الصينية ضمن سياقها التاريخي، إلى جانب لمحة معمقة عن الإصلاحات والتدابير الراهنة لمكافحة الفساد والنمو المستمر للمشاريع الخاصة، بصفتها قاعدة أساسية للاستثمار في أسهم رأس المال في الصين.
جهود تنظيمية
وقال يو-مينج وانج، الرئيس التنفيذي للاستثمار الدولي في «نيكو»: «تهدف الجهود الإصلاحية التنظيمية والمالية التي تبذلها السلطات الصينية إلى تشجيعنا على الرغم من اعتقادنا باستمرار تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين على المدى القصير، ونتوقع أن يولّد الاستمرار في تحرير أسواق رأس المال عوائد قوية للمساهمين الصينين على المديين المتوسط والبعيد».
وأضاف: «سيلقى الانتعاش والنجاح المستقبلي للاقتصاد الصيني دفعة قوية من نمو القطاع الخاص، والذي سيدفع الصين بشكلٍ حتمي إلى التطور ويحثّ مواطنيها على تجاوز فخ الدخل المتوسط. لعبت هذه الاستراتيجية في السابق دوراً في بعض الاقتصادات الآسيوية الأكثر نضجاً، والتي حملت نفس المؤشرات الحالية في الصين. ننصح المستثمرين في الشرق الأوسط الباحثين عن أصول قابلة للاستمرار على المدى الطويل بأخذ الفرص الاستثمارية الجديدة في الصين بعين الاعتبار والاستفادة منها».
تدفقات تجارية
وفي الإطار نفسه، قال وانج: «لطالما كانت التدفقات التجارية والاستثمارية الثنائية بين الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا قوية، خصوصاً مع الإدراك المتبادل بالاستقرار، والفرص المتاحة والنمو الذي تشهده كل منطقة. يُعتبر الشرق الأوسط مورد النفط الرئيسي للصين، فيما تزود كل من الصين، واليابان وكوريا الشرق الأوسط بخبرات متنوعة في مجال الطاقة إلى جانب السلع الاستهلاكية والسيارات. تشهد هذه العلاقة منفعة متبادلة وأعتقد بضرورة استمرارها وتعزيزها».
وتستورد الصين أكثر من 3 ملايين برميل نفط يومياً من الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تصل الصادرات الإقليمية من النفط الخام إلى 70% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام بحلول عام 2020، مع الاستمرار بالنمو حتى العام 2035، وذلك وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. واستثمرت قطر في الشركات الآسيوية «سيتيك»، ومجموعة علي بابا القابضة المحدودة و«لايفستايل» الدولية القابضة المحدودة. وفي أبريل، افتتحت بنك المقاصة لأول مرة في الشرق الأوسط لمعالجة التحويلات باليوان في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين اقتصادات الصين ودول الخليج العربي.