مجلة مال واعمال

البنوك السعودية تقدم قروضا سكنية جديدة بقيمة 2 مليار دولار، لتسجل أعلى مستوى لها في 16 شهرا

-

قدمت البنوك السعودية 7.67 مليار ريال سعودي (2.05 مليار دولار) في شكل قروض عقارية سكنية جديدة للأفراد في مايو ، مما يعكس زيادة سنوية بنسبة 13 في المائة ، وفقا لأحدث البيانات.

وأظهرت الأرقام الصادرة عن البنك المركزي السعودي، المعروف أيضا باسم ساما، أن هذا المبلغ يمثل أعلى مستوى له في 16 شهرا.

وفي مايو أيار شكل الإقراض للمنازل 67 بالمئة من إجمالي الرهون العقارية المصرفية الجديدة بانخفاض من 69 بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

البيانات الحديثة حول أرقام الرهن العقاري هي شهادة على الطلب المستدام في الإسكان إلى جانب بيئة تنظيمية رشيقة وفعالة.

إلياس أبو سمرة، الرئيس التنفيذي لشركة رافال للتطوير العقاري

وفي الوقت نفسه، ارتفع الإقراض للشقق إلى 28 في المائة من 25 في المائة، في حين شكلت الأراضي الجزء الأصغر بنسبة 5 في المائة، بانخفاض من 6 في المائة.

وقال إلياس أبو سمرة، الرئيس التنفيذي لشركة رافال للتطوير العقاري: “البيانات الأخيرة حول أرقام الرهن العقاري هي شهادة على الطلب المستدام على الإسكان إلى جانب بيئة تنظيمية مرنة وفعالة”.

وأضاف: “نعتقد أن السوق قد سعرت أسعار فائدة أعلى لفترة أطول والمشترين مقتنعون بأن انتظار تطبيع أسعار الفائدة لشراء منازل جديدة يمكن أن يقابله زيادة أكبر في الأسعار”.

تتأثر أسعار الفائدة في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير بربط عملاتها بالدولار الأمريكي.

ويعني ترتيب الربط هذا أن هذه البلدان تتبع عادة قرارات السياسة النقدية الأميركية، وخاصة تلك التي يحددها بنك الاحتياطي الفيدرالي. في الآونة الأخيرة ، شكلت أسعار الفائدة المرتفعة في السوق تحديات للأفراد الذين يسعون للحصول على قروض الإسكان ، حيث تصاعدت تكلفة الائتمان.

كان الكثيرون يتوقعون خفضا في هذه المعدلات من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي ، مما قد يخفف من تكاليف الاقتراض. ومع ذلك، لا تزال التوقعات الحالية غير مؤكدة بسبب استمرار ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة.

ويلقي عدم اليقين هذا بظلاله على إمكانية انخفاض أسعار الفائدة في المستقبل المنظور، مما يؤثر على كل من الأسواق المالية وقرارات المستهلكين في قطاع الإسكان في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي.

ومع ذلك، وفقا لأبو سمرة، بعد فترة من الانتظار والترقب، بدأ سوق الإسكان في المملكة الآن في استعادة بعض الزخم والنشاط الذي أظهره قبل ارتفاع أسعار الفائدة.

وفي الأساس، تغلب المشترون المحتملون على ترددهم الأولي، متأثرين على الأرجح بارتفاع تكاليف الاقتراض، وهم الآن يسعون بنشاط إلى امتلاك المساكن، وبالتالي تعزيز طلبهم على الائتمان المصرفي.

ولوحظ أعلى معدل نمو خلال هذه الفترة في إقراض الشقق بنسبة 24.15 في المائة. وبالمقارنة، نما الإقراض السكني بنسبة 9.17 في المائة، في حين شهدت الأراضي نموا بنسبة 6.54 في المائة.

ومن العوامل المهمة الأخرى توافر منتجات وأنماط جديدة، لا سيما في قطاع الأسر المتعددة، التي تلبي تطلعات العائلات السعودية الشابة والمغتربين المقيمين. نحن ننتقل إلى مستوى أعلى من التطور على جانب العرض والطلب من المعادلة”.

كشف استطلاع أجرته شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك في تقرير صدر في مارس عن تحول ملحوظ في تفضيلات المغتربين ، حيث أعرب 68 في المائة عن ميل قوي نحو امتلاك شقة بدلا من فيلا. هذا التفضيل قوي بشكل خاص بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 35-55.

وأشارت الشركة أيضا إلى أن العديد من المشاركين ينتقلون من الفلل إلى الشقق، متأثرين بعوامل مثل ارتفاع تكاليف الفلل إلى الشقق، والمخاوف المتعلقة بالقدرة على تحمل التكاليف، والتفضيلات الثقافية المختلفة المحتملة مقارنة بالمواطنين السعوديين.

بالإضافة إلى ذلك ، يتم تسليط الضوء على الجاذبية من خلال حقيقة أن 53 بالمائة من المغتربين الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن تفضيلهم لامتلاك شقة من غرفتي نوم أو ثلاث غرف نوم. ومن المرجح أن يكون هذا الميل بسبب أحجام الأسر الأصغر التي توجد عادة بينهم مقارنة بالمواطنين السعوديين.

كشفت دراسة أجرتها شركة ديلويت عام 2024 أنه في الرياض ، وقع حوالي 80 بالمائة من معاملات الشقق في العام السابق ضمن نطاق 250,000 ريال سعودي إلى مليون ريال سعودي ، مما يخدم في المقام الأول شرائح الدخل المنخفض إلى المتوسط.

وأشارت إلى أن شمال الرياض أصبح منطقة سكنية بارزة، في حين شهدت المنطقة الجنوبية نموا كبيرا في المعاملات بسبب خيارات الإسكان بأسعار معقولة.

في جدة، هناك طلب متزايد على العقارات السكنية من الراقية، لا سيما في الجزء الشمالي، الذي شهد زيادات ملحوظة في الأسعار.

وفي منطقة الدمام الحضرية، أشار التقرير إلى أن المعروض السكني يتركز في المناطق الشمالية، مستهدفا الشريحة السكانية المتوسطة مع شقق بأسعار أقل من 930,000 ريال سعودي.

وردا على سؤال حول المخاطر المحتملة لزيادة الطلب مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، خاصة بالنظر إلى عدم وجود تخفيضات متوقعة في أسعار الفائدة، قال أبو سمرة إنه يعتقد أن شركته العقارية قد اجتازت التحديات التي يفرضها ارتفاع أسعار الفائدة، مشيرا إلى تباطؤ النمو على مدى الأشهر ال 18 الماضية.

وأعرب عن ثقته في استدامة مستويات الطلب الحالية ، مشيرا إلى أنه من غير المتوقع حدوث تباطؤ في المستقبل القريب. كما أكد الرئيس التنفيذي على أهمية الحفاظ على سوق متوازن لمنع الزيادات المفرطة في أسعار الأراضي.