تستفيد البنوك الآسيوية الخاصة من التدفقات النقدية الأوروبية، في وقت دفع فيه عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية ومشاكل الديون في أوروبا، الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية، للتوجه نحو البنوك الآسيوية لما تتميز به من قوة نسبية. وزادت أكبر 20 بنكا تقع في منطقة آسيا المحيط الهادئ، من أصولها المدارة بنحو 89% منذ 2007 إلى أكثر من تريليون دولار.
واستمرت البنوك العالمية في احتلال موقع الصدارة من حيث الأصول قيد الإدارة التابعة للعملاء من ذوي المراكز المالية القوية في المنطقة.
وكان بحوزة بنك “يو بي أس” نحو 182 مليار دولار من الأصول المدارة حتى نهاية 2010، بينما 179 مليار دولار لبنك “سيتي جروب” ونحو 150 مليار دولار من نصيب أتس أس بي سي، وفقاً لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية.
وقد نجحت البنوك الآسيوية في شق طرقها، حيث احتل بنك “سنغافورة” المرتبة التي تلت بنك “دي بي أس” مباشرة عند المرتبة الحادية عشرة، بيد أن تأسيسه تم في 2010 بعد أن قام بنك “أو سي بي سي” بتوسعة قسم إدارة الثروات عبر الاستحواذ على الأصول المصرفية الخاصة التابعة لبنك “آي أن جي” في آسيا. كما حل بنك “هانج سينج” من هونج كونج، المرتبة الثالثة عشر متفوقاً على بنوك كبيرة مثل “سوسيتيه جنرال للخدمات المصرفية الخاصة” و”آر بي أس كوتس” و”أيه بي أن أمرو”.
وذكر ريناتو دو جوزمان، المدير التنفيذي لبنك سنغافورة، أن البنك الخاص أضاف نحو 6 مليارات دولار من الأصول المدارة في 2011 ليبلغ مجموعها 32 مليار دولار. ويقول إن “الزيادة تعكس نمو حصتنا السوقية في عدد من الأسواق التي نعمل فيها ومدى تدفق الأموال من المؤسسات التي تأثرت بأزمة الديون السيادية”. كما استفادت البنوك الآسيوية أيضاً من النمو القوي للثروات في المنطقة.
ووفقاً لتقرير “ميريل لينش” للثروات، حققت ثروات الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، نمواً قدره 9,7% في 2010 إلى 10,8 تريليون دولار، مقارنة مع 10,2 تريليون دولار في أمريكا.
وذكر بايوش جوبتا مدير بنك دي بي أس، أن العديد من الأسر الغنية في أوروبا سعت للوصول إلى البنك بهدف تحويل بعض أموالهم في بنوك آسيوية آمنة، نتيجة لما مروا به من ظروف خلال السنوات القليلة الماضية مع البنوك الأمريكية أولاً ثم مع الأوروبية في الآونة الأخيرة.
وطال تأثير تحويل الأصول المراتب الإدارية العالية العاملة في قطاع المصارف الخاصة، حيث قررت على سبيل المثال تان سو شان، في 2010 التخلي عن وظيفتها كمديرة لإدارة الثروات الخاصة في “مورجان ستانلي” والعمل في بنك أقل شهرة “دي بي أس” للخدمات المصرفية الخاصة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-17i