يتمتع معهد بوتانتان في مدينة ساو باولو البرازيلية بسمعة عالمية بسبب ما لديه من مجموعة رائعة من الثعابين والعناكب وغيرها من الزواحف المرعبة.
وقد أنشئ المعهد في مطلع القرن العشرين، وأصبح الآن واحدا من أشهر منتجي الأدوية الحيوية والمنتجات المناعية على مستوى العالم.
وفي هذا الأسبوع، زارت بي بي سي معامل البحث والتطوير في بوتانتان.
فهنا، عكف متخصصون في الكيمياء الحيوية على مجموعة من اللقاحات لعلاج الدفتيريا، أحد الأمراض والأوبئة المتأصلة التي يساعد المركز في مكافحتها. لكن الآن ظهر عدو جديد في المدينة فرض تغيرا في الأولويات.
عدد مجهول
ويؤكد ألكسندر بريشوس، مدير معهد التجارب السريرية واليقظة الدوائية، أن المخاوف بشأن فيروس زيكا حقيقة ومبررة.
وقال بريشوس “غالبية السكان (في البرازيل) معرضون بصورة أساسية للإصابة بفيروس زيكا، لذلك نتوقع إصابات عدة بالمرض… وهذا يفسر مدى أهيمة لقاح يعمل على الحد من انتشار المرض.”
لكن الطبيب البارز يحذر من أنه لا يتعين علينا أن نتوقع حلا سريعا لأزمة صحية عامة تتفشى في أنحاء الأمريكتين.
ومع وجود علاقة محتملة بين زيكا والحالات المتفشية من صغر حجم الرأس لدى حديثي الولادة، التي لم تثبت حتى الآن، يوضح الأطباء أن الأوساط الطبية العالمية لم تتوصل حتى الآن إلى طرق تأثير الفيروس في جسم الإنسان.
ويقول “بمجرد معرفتنا بوجود علاقة أكيدة بين فيروس زيكا وصغر حجم الرأس سنكون في وضع أفضل لمعرفة إذا ما كان اللقاح أو العلاج سيكون متوفرا خلال مدة زمنية معينة.”
ويقر بريشوس بأن الأوساط البحثية والطبية لا تزال بعيدة عن إيجاد حل فعال للفيروس في الوقت الحالي.
ويوضح أن “لدينا فرضيات بوجود علاقة (بين زيكا وصغر حجم الرأس)… لكننا بحاجة إلى مواصلة البحث سعيا لتحديد العلاقة بين الفيروس وجسم الإنسان لإيجاد أفضل لقاح أول علاج.”
ملايين البعوض
وتأكيدا لأهمية التعاون الدولي في سباق البحث عن لقاح فعال، يعترف الباحثون والعلماء بأن التوصل إلى لقاح وإنتاجه قد يستغرق عشر سنوات على الأقل.
ويمكن لتسهيل إجراء البروتوكولات الدولية، كما حدث في التعامل مع تفشي فيروس إيبولا في أفريقيا الوسطى، من تقليل تلك المدة الزمنية، لكن التوقعات لا تشير إلى نتائج جيدة لتبديد مخاوف الناس في المناطق المتضررة سريعا.
لذلك، فإن التركيز العملي، بجانب مواصلة العمل على إنتاج لقاح فعّال، ينصب على الوقاية من المرض.
وتقول سيسيليا كوزمان، مراقبة إنتاج بشركة أوكسيتيك البريطانية للتقنيات التخليقية “هذه سلالات من ذكور البعوض تدمر نفسها ذاتيا.”
وتضيف كوزمان “ستتزاوج (الذكور) مع الإناث، وينقل الزوجان جيناتهما بصورة طبيعية، لكن ذريتهما ستموت قبل أن تصبح حشرات طائرة، وهذه هي الفترة الحرجة.”
وتقول إن أوكسيتيك، التي لديها منشأة صغيرة للبحث والإنتاج في مدينة كامبيناس البرازيلية في ساو باولو، مؤهلة بصورة جيدة لمواجهة تفشي فيروس زيكا، وتضيف أنه على مدار أعوام، تواصل الشركة بإنتاج مليونَيْ بعوضة أسبوعيا مواجهة حمى الضنك في البرازيل، إذ تضاءلت أعداد البعوض في بعض المناطق بنسبة 90 في المئة.
وقال وزير الصحة البرازيلي، مارسيلو كاسترو، هذا الأسبوع إن بلاده “تخسر على نحو خطير” في حربها ضد الفيروس.
وشهدت البرازيل زيادة كبيرة في عدد الأطفال المولودين برأس صغير، بينما حثت السلطات في دول بأمريكا الوسطى والجنوبية النساء على تأجيل الحمل.
وسجلت 3893 حالة ولادة لأطفال برأس صغير في البرازيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول مقارنة مع حوالي 160 فقط خلال نفس الفترة من العام السابق.
ومع مطالبة السلطات هناك آلاف النساء بتأجيل خطط الحمل، واتخاذ أولئك اللائي سيخاطرن بالحمل قرارا حاسما بمغادرة البلاد أثناء فترة الحمل، يظل السباق لإيجاد لقاح فعال لفيروس زيكا أمرا ملحا في البرازيل.