كشفت المدير العام لمكتب مدينة دبي الذكية، الدكتورة عائشة بن بشر خلال مؤتمر صحفي نظمه المكتب الإعلان لحكومة دبي أن «خارطة تحوّل دبي إلى مدينة ذكية، تشمل تنفيذ ما يتجاوز 1000 ابتكار تطبيق وحل ذكي، عبر التعاون مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية»، لافتة إلى أن «الهدف النهائي هو جعل دبي النموذج العالمي الفعلي لشكل المدن الذكية، ما يحقق بدوره سعادة ورضا الجمهور».
وأكدت بن بشر على إن الدراسة التي أجريت من قبل شركة تكنولوجيا المعلومات (سيسكو)، بالتعاون مع حكومة دبي، أظهرت أن الإمارة قادرة على تحقيق منافع اقتصادية واجتماعية وبيئية بقيمة تقارب 19 مليار درهم، خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك عبر تطبيق منظومة تشمل 17 حلاً ذكياً في قطاعات مختلفة، منها: الصحي، والمواصلات العامة، والطاقة، وذلك في وقت يتم العمل فيه على تنفيذ ما يتجاوز 1000 حل وتطبيق ذكي».
وبالنسبة للتحول الذكي فقد قالت بن بشر أنه لا يقتصر فحسب على تركيب أجهزة استشعار وقياس في نواحي وقطاعات المدينة بالكامل، إنما يشمل توفير بيئة تشريعية وتنظيمية متكاملة وداعمة، ويظهر هذا في قانون البيانات الذي صدر، أخيراً، والذي يتيح قاعدة بيانات كبيرة أمام الجمهور من المبتكرين والمطوّرين للخدمات والحلول الذكية، ليصبحوا أعضاءً فاعلين في تطوير المنظومة بالكامل». وذكرت أن «دبي سباقة في هذا النظام التشريعي، فسنغافورة التي طبّقت التحوّل منذ فترة طويلة، ليس لديها قانون خاص بالبيانات حتى الآن»، مشيرة إلى أن «إصدار التشريعات الخاصة بالبيانات، تم الانتهاء منه العام الجاري، وسيخصص العام المقبل لقياس نتيجة فتح هذه البيانات أمام الجمهور، للإسهام والمشاركة في التطوير والابتكار الذكي».
وشدّدت بن بشر، على شمولية خارطة تحوّل دبي إلى مدينة ذكية لعنصر ضمان أمن المعلومات، بنداً رئيساً، مقابل عنصر تطوير الخدمات والحلول والتطبيقات الذكية، موضحة أن «هذا التطوّر الهائل، والتحوّل الذي يجري العمل عليه، لا يمكن أن يتحقق بالشكل الصحيح، ولا يحقق سعادة الجمهور بالشكل الواقعي، إلا إذا كان مقترناً بمنظومة قوية ومحكمة من أمن المعلومات، سواء المعلومات المؤسسية (حكومية أو خاصة)، أو المعلومات الشخصية للأفراد الذين سيواكبون هذا التحوّل بمزيد من الاعتماد على التكنولوجيا الذكية في الحصول على خدمات الحكومة، ويتجهون إلى مفهوم المنازل والسيارات الذكية».
وأفادت بأن «إستراتيجية دبي في التحوّل إلى مدينة ذكية، لا تعتمد على تركيب عدد كبير من أجهزة الاستشعار، التي تتكامل لتناقل المعلومات واتخاذ القرار، بل تهدف في الأساس إلى تقليل عدد الأجهزة، عبر إيجاد تكنولوجيا متطوّرة تجمع في جهاز واحد فوائد واستخدامات أجهزة عدة، مثل نظام المواقف الذكية الجديد، الذي طبّقت شركة (سيسكو) جزءاً منه في المنطقة المحيطة بمركز دبي التجاري العالمي، وهي عبارة عن أجهزة إنارة للشارع داخلها كاميرات لمراقبة الحركة المرورية، وقياس حركة الازدحام، والطلب على التاكسي، وأجهزة استشعار للمواقف الشاغرة التي يمكن للسيارات استخدامها، إضافة إلى المنظومة الذكية الموفرة لاستهلاك الطاقة في أجهزة الإنارة».
من جهته، قال المدير العام لشركة «سيسكو» في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ربيع دبوسي، إن «المؤتمر في دورتيه السابقتين انعقد في مدينتي برشلونة وشيكاغو، اللتين اتجهتا إلى التحوّل الذكي بشكل فعلي، ومع الدور الواضح لإمارة دبي في هذا المجال، وقع الاختيار عليها لتكون مقر انعقاد الدورة الثالثة، خصوصاً أن الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية في الإمارة، توكّد أن النموذج الذي ستخرج به دبي سيتفوّق عن سابقتيها في هذا المجال عالمياً، وستشكل النموذج الصحيح للتطبيق».