مال واعمال ..
دعا سمو الأمير الحسن بن طلال الى تأسيس بنك عربي اسلامي يعنى بإعادة الإعمار في المنطقة ويسهم في جهود التنمية وحل مشكلتي الفقر والبطالة.
كما دعا خلال افتتاحه الثلاثاء في عمان أعمال منتدى غرب آسيا وشمال إفريقيا الرابع الذي يركز على الهوية في ظل التطورات الجارية في المنطقة إلى تمثيل الاقليم في مجالي الامن والاقتصاد العالمي من خلال مجلس اقتصادي واجتماعي يمثل المنطقة ويعبر عن رؤية موحدة حيال القضايا والتحديات المشتركة.
وقال سموه “ان المهم حاليا هو البحث عن فرص للاستماع الى الأغلبية الصامتة في الاقليم التي وصفها بالمهمشة والمعزولة، وخصوصا أولئك الذين اقتلعوا من أرضهم من لاجئين ونازحين، والذين يشكلون قضية تهم الاقليم وتتطلب رؤية اقليمية لحلها”.
وتساءل سموه “عن إمكانية التضامن الاجتماعي والبحث في الهوية دون مشاركة دول وشعوب المنطقة في الحوار والعمل”، حيث إن المنطقة، وفقا لرأيه، بأمس الحاجة إلى ما يعرف بـ (الفضاء الثالث) الذي يضم ممثلين عن القطاع العام والخاص والمجتمع المدني.
واكد سمو الامير الحسن اهمية تحديد الاولويات والتركيز على الوظائف التي تحمي وتعزز كرامة الانسان، مشددا على أن البحث عن العدالة هو الحل الفعلي للنزاعات في المنطقة بهدف الوصول الى اتفاق واضح حول فكرة العدالة والمواطنة.
وقال “ان تقارير أممية تشير الى ان معدل البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي سيرتفع الى3 ملايين خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعني ان الموارد الاساسية لا تكفي لمواجهة التحديات الاساسية في المنطقة، الأمر الذي يستدعي التضافر والتعاون الاقليمي والدولي”.
وحذر سموه من الانزلاق الى العنف في المنطقة، مشددا على أهمية الحفاظ على الامن وترسيخ قيم الحوار والشفافية.
من جهته، قال رئيس مؤسسة نيبون اليابانية التي تدعم المنتدى أن اللقاء السنوي الرابع سيناقش في اجتماعه الحالي التحديات والتغيرات التي تشهدها المنطقة، والتي قد تتطور الى نزاع وصراع، مشيرا الى ان النقاشات ستعزز من الشراكات وتسهم في اكتشاف الحلول الإقليمية للمنطقة.
ويشارك في اعمال المنتدى الذي يبحث على مدى يومين في موضوع “الهوية في ظل التطورات الجارية في المنطقة” 150 فردا يتوزعون بين ممثلي الهيئات الدولية وأفراد آخرين يقودون مبادرات مجتمعية مميزة من جنسيات عربية وغربية.
ويناقش المشاركون موضوع (الهوية) في ظل التطورات الجارية في المنطقة من خلال البحث في العلاقة بين “الهوية والدين” و”الهوية والتضامن الاجتماعي” وكيفية تجاوز الانقسامات والاحتفاء بالتعددية بدلا من ان تكون نقطة ضعف في المنطقة، كما يبحث المشاركون العلاقة بين “الهوية والبيئة” انطلاقا من ان العديد من النزاعات التي اخذت طابعا اثنيا بدأت بسبب التنافس على الموارد الطبيعية.
وبحسب القائمين على المنتدى فقد تم اختيار موضوع (الهوية) لأن المنطقة ما تزال في عين العاصفة وتواجه العديد من التحديات والتغيرات، مشيرين الى “ان العام الماضي بدأ بانطلاق الربيع العربي ولكن مع تغير الفصول اتضح لنا ان الربيع لم ينته ولم يكن عربيا خالصا، فقد شهدنا الصيف الاوروبي والخريف الاميركي”.
ومنتدى غرب آسيا وشمال افريقيا هو مبادرة اقليمية غير سياسية ولا تهدف الى فرض هوية معينة على الاقليم بل تهدف الى إحياء الحوار والنقاش بين شعوب المنطقة من “الفضاء الثالث” الذي يجمع ممثلين عن القطاع العام والخاص والمجتمع المدني. /بترا