مجلة مال واعمال

الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD)

-

بقلم د.خالد بني هاني

مجله مال واعمال – النسخة الورقية العدد 180- الاضطراب العاطفي الموسمي هو نوع من حالات الاكتئاب يحدث بسبب التغيرات الموسمية، ويبدأ وينتهي في الأوقات نفسها تقريبًا كل عام. فإذا كانت حالتك مشابهة لحالة معظم المصابين بهذا الاضطراب، فستظهر عليك أعراض تبدأ في فصل الخريف وتستمر حتى أشهر الشتاء، وتوهن قوتك وتقلل حيوتك وتجعلك متقلب المزاج. وتزول هذه الأعراض غالبًا خلال أشهر الربيع والصيف. وفي حالات أقل شيوًعا، يؤدي الاضطراب العاطفي الموسمي إلى الإصابة بالاكتئاب خلال الربيع أو بداية الصيف، وتزول الأعراض خلال أشهر الخريف أو الشتاء.
قد يتضمن علاج الاضطراب العاطفي الموسمي المعالجة الضوئية والمعالجة النفسية والأدوية.
الأعــراض
في معظم الحالات، تظهر أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي في نهاية الخريف أو بداية الشتاء وتختفي في الأيام المشمسة خلال الربيع والصيف. وفي حالات أقل شيوعًا، تبدأ الأعراض في الربيع والصيف لدى المصابين بالنمط العكسي للاضطراب العاطفي الموسمي. وأيًا ما كانت الحالة، فقد تبدأ الأعراض خفيفة ثم تصبح أكثر حدة مع تتابع أيام الفصل.
قد تشمل مؤشرات الاضطراب العاطفي الموسمي وأعراضه ما يلي:
• الشعور بضعف الهمة والحزن والكآبة معظم اليوم، وذلك في كل يوم تقريبًا
• فقدان الشغف و الدافعية بممارسة الأنشطة التي طالما كنت تستمتع بها
• الشعور بالفتور والكسل
• مواجهة مشاكل متعلقة بالنوم لفترات طويلة
• الرغبة الملحة في تناول الكربوهيدرات والإفراط في الأكل وزيادة الوزن
• صعوبة التركيز
• الشعور باليأس أو انعدام القيمة أو الإحساس بالذنب
• فقدان الرغبة في الحياة
الاضطراب العاطفي الموسمي المرتبط بالخريف والشتاء
قد تشمل الأعراض الخاصة بالاضطراب العاطفي الموسمي الذي يبدأ في الشتاء، ويُعرف أحيانًا باسم الاكتئاب الشتوي أو الغير نمطي ، ما يلي:
• الإفراط في النوم
• تغيرات في الشهية، خاصةً الرغبة الملحة في تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات
• زيادة الوزن
• الشعور بالتعب أو قلة النشاط
الاضراب العاطفي الموسمي الربيعي والصيفي
قد تشمل الأعراض الخاصة بالاضطراب العاطفي الموسمي الذي يبدأ في الصيف، ويُعرف أحيانًا باسم الاكتئاب الصيفي، ما يلي:
• صعوبة في النوم (الأرق)
• ضعف الشهية
• نقص الوزن
• الهياج أو القلق
• سهولة الاستثارة
التغيرات الموسمية والاضطراب ثنائي القطب

يزيد خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي بين الأشخاص الذين لديهم اضطراب ثنائي القطب. وقد ترتبط نوبات الهوس بموسم معين لدى بعض المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. على سبيل المثال، يمكن أن يحفز فصلا الربيع والصيف ظهور أعراض الهوس أو شكل أقل حدة من الهوس (يسمى الهوس الخفيف) والقلق والهياج وسهولة الاستثارة. وقد يعاني هؤلاء الأشخاص أيضًا من الاكتئاب خلال أشهر الخريف والشتاء.
عـــوامـــل الخطـــر
تُصاب النساء بالاضطراب العاطفي الموسمي عادةً بنسبة أكبر من الرجال. كما أنه يكون أكثر شيوعًا بين البالغين الأصغر سنًّا منه بين البالغين الأكبر سنًّا.
تشمل العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي ما يلي:
• التاريخ المرضي للعائلة. تزيد احتمالية الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي لدى الأشخاص الذين لديهم قريب بالولادة مصاب بهذا الاضطراب أو بأي نوع آخر من الاكتئاب.
• الإصابة بحالة بالغة من الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب. قد تتفاقم أعراض الاكتئاب موسميًا إذا كانت لديك حالة أو أكثر من الحالات المرضية التالية:
• العيش بعيدًا عن خط الاستواء. على ما يبدو، يصيب الاضطراب العاطفي الموسمي أولئك الذين يعيشون بعيدًا عن خط الاستواء أكثر من غيرهم، سواءً شمالاً أو جنوبًا. وقد يكون سبب ذلك وجود نسبة أقل من أشعة الشمس شتاءً وزيادة عدد ساعات النهار صيفًا.
• نقص مستوى فيتامين D. تُنتَج كمية من فيتامين D في الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس. ويمكن لهذا الفيتامين أن يساعد على تعزيز نشاط السيروتونين. فمع قلة التعرض لأشعة الشمس وعدم الحصول على كمية كافية من فيتامين D من الأطعمة والمصادر الأخرى، يمكن أن تنخفض مستويات هذا الفيتامين في جسمك.
المضاعفــات
يجب أخذ مؤشرات الاضطراب العاطفي الموسمي وأعراضه على محمل الجد. وقد يزداد الاضطراب العاطفي الموسمي سوءًا ويؤدي إلى مشكلات إذا تُرك دون علاج، شأنه في ذلك شأن أنواع الاكتئاب الأخرى. وقد تتضمن هذه المشكلات ما يلي:
• الانعزال الاجتماعي
• مشكلات في الدراسة أو العمل وتدني الانتاجية
• تعاطي المخدرات أو الكحول
• الإصابة باضطرابات أخرى متعلقة بالصحة العقلية، مثل القلق أو اضطرابات الأكل
• الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
التشخيــص
التقييم الشامل للشخص الذي يعاني من الاعراض علماً بأنه قد يصعب أحيانًا تشخيص الاضطراب العاطفي الموسمي لوجود أنواع أخرى من الاكتئاب أو اضطرابات نفسية يمكن أن تسبِّب ظهور أعراض مشابهة , لذلك يجب اللجوء الى الطبيب النفسي صاحب الاختصاص لتقييم الحالة.
يتضمن التقييم الشامل عادةً ما يلي:
• الفحص البدني. يجري الطبيب فحصًا بدنيًا، ويسأل أسئلة متعمقة عن الحالة الصحية. ففي بعض الحالات، قد يكون الاكتئاب مرتبطًا بمشكلة صحية جسدية كامنة.
• الفحوصات المختبرية. على سبيل المثال، قد يتم اجراء اختبار للدم يُطلق عليه فحص تعداد الدم الكامل (CBC) و فحص الغدة الدرقية ليتأكد من أنها تعمل بصورة طبيعية وفحوصات لبعض الفيتامينات و فحوصات الكلى و الكبد . كما يتم عمل صور اشعــاعية للدماغ و تخــــطيط للــدماغ.و ذلك لاستبعاد اي سبب عضوي لمثل هذه الحالات.
• التقييم النفسي. للتحقق من وجود علامات الاكتئاب أو غيره، يتم اجراء المقابلة النفسية الشاملة من الطبيب النفسي و قد يتم عمل اختبارات نفسية بشأن الأعراض التي قد يشعر بها المريض التي تؤثرعلى أفكاركه ومشاعره وأنماطه السلوكية.
العــــلاج
يمكن أن يشمل علاج الاضطراب العاطفي الموسمي العلاجات الدوائية و المعالجة بالضوء والعلاج النفسي السلوكي المعرفي الجدلي.