وبحسب تقرير قياس مجتمع المعلومات 2012 السنوي والذي صدر عن الاتحاد امس الاول الخميس فان الفجوة الرقمية تتسع بين دول العالم رغم تراجع أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات، مشيرا الى ان اسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات تراجعت بنسبة 30% بين عامي 2008 -2011 وكان اكبر الانخفاض في الدول المتقدمة.
واعتمد التقرير على قياس مؤشرين اساسيين يتعلق الاول بتنمية تكنولوجيا المعلومات والاخر بسلة اسعار الخدمات في هذا القطاع.
وحسب المؤشر الاول لم تتغير مراكز البلدان الخمسة الاولى على مستوى العالم العام الماضي عما كانت عليه في العام 2010 اذ جاءت كوريا الجنوبية في الصدارة تليها الدنمرك ثم ايسلندا وفنلندا وهولندا. عربيا جاءت قطر في المركز الثلاثين عالميا وفي المركز الاول عربيا تليها البحرين ثم الامارات والسعودية وعمان ولبنان والاردن ومصر وتونس والمغرب.
وبحسب التقرير فقد احتلت المملكة المرتبة 75 عالميا والسابعة عربيا في نهاية العام الماضي، لتتقدم بمقدارمرتبتين عن العام 2010 حين كانت قد احتلت المرتبة 77 عالميا.
وقال التقرير ان البلدان في المراتب الثلاثين الاولى عالميا هي بلدان عالية الدخل مما يؤكد الصلة القوية بين الدخل والترتيب في دليل تنمية تكنولوجيا المعلومات، كما ان هناك فوارق كبيرة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية حيث تبلغ قيم دليل تنمية تكنولوجيا المعلومات وسطيا في البلدان المتقدمة ضعف ما تبلغه في البلدان النامية، مشيرا الى ان الدول العربية جاءت في المرتبة قبل الاخيرة فيما يتعلق بتضييق الفجوة الرقمية بين الدول.
وفي جانب الاسعار، اكد التقرير انها انخفضت في كل مناطق العالم خلال عامي 2008 و 2011 ، الا انه ما زالت هناك فوارق كبيرة من حيث معقولية التكلفة، ومازالت الاسعار مرتفعة في افريقيا حيث بلغت قيمة مؤشر سلة الاسعار 31.4 العام 2011 ، مقابل 8.8 في منطقة اسيا والمحيط الهادي، و8 في الدول العربية، و5.5 في الامريكيتين.
اما حجم الاستثمار، فقد لفت التقرير الى ان الدول النامية تمثل اسواق نمو رئيسية لايرادات الاتصالات لانها تأثرت بدرجة اقل بالركود الاقتصادي العالمي في العام 2008 وتعافت منه بسرعة، مشيرا الى ان الاستثمارات تراجعت منذ العام 2007 في مجال الاتصالات في الدول المتقدمة وتزايدت في الدول النامية التي تتمتع بمعدلات اعلى في عوائد الاستثمار في الاتصالات.
وفيما يتعلق باشتراكات النطاق العريض، قال التقرير ان هناك اقبالا عالميا على خدمات الانترنت عريض النطاق الثابت (السلكي) والمتنقل (اللاسلكي)، حيث قفز عدد اشتراكات النطاق العريض الثابت بمقدار 600 مليون اشتراك في نهاية العام 2011 ليبلغ عدد المشتركين 1.1 مليار في نهاية العام اي بنسبة انتشار عالمي مقداره 8.5%، مقارنة مع ارتفاع بمقدار 530 مليون العام قبل الماضي وبنسبة تغلل مقدارها 7.7% في نهاية العام 2010.
وبحسب التقرير فان اشتراكات الانترنت عريض النطاق المتنقل (اللاسلكي) تبلغ ضعف الثابت، حيث استمر النمو في هذا القطاع لمعدل بلغ 40% عالميا ما بين عامي 2010 و2011، واكد التقرير انه لم تصل هذه الخدمات الى الاشباع حتى الآن وبالتالي فهناك نموا متوقعا فيه.
واكد التقرير انه سيكون لمعدل النمو المرتفع في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية في الاسواق النائية اثر بالغ في زيادة عدد اشتراكات النطاق العريض المتنقل وزيادة عدد مستخدمي الانترنت، مشيرا الى ان هذا الامر يوجب على المشغلين اجراء تحسينات على شبكاتهم وتوفير معدلات سرعة اعلى وقدر اكبر من الطيف الترددي، بمعنى تدفقات استثمارية متواصلة في هذا القطاع الديناميكي.
وبحسب التقرير فقد ازداد عدد مستخدمي الانترنت عالميا 11%العام الماضي مقارنة مع العام الذي سبقه وكان هناك 2.3 مليار نسمة على اتصال بالانترنت، مشيرا الى ان النسبة الاعلى في النمو تحققت في الدول النامية والتي بلغت فيها الزيادة نسبته 16%، مقارنة مع 5% في الدول المتقدمة.
وارتفعت اشتراكات الهواتف المتنقلة ما بين عامي 2010 و2011، لتسجل نموا مستمرا الا ان هذا النمو اقل من الاعوام السابقة، حيث زاد عدد الاشتراكات بمقدار 600 مليون مشترك ليقترب عدد المشتركين في خدمات الهاتف النقال الى 6 مليار مشترك حول العالم، بمعنى ان هناك 86 مشترك لكل 100 نسمة، واظهر التقرير ان معظم الزيادة اتية من دول العالم النامي. كما ارتفع حجم المكالمات الهاتفية الخلوية بنسبة 11% عالميا في نهاية العام الماضي، مقارنة مع 13% للعام 2010.
وعزا التقرير هذا الارتفاع في عدد المشتركين الى المنافسة الضارية بين مقدمي هذه الخدمات والتخفيض الكبير في اسعار الاستهلاك، حيث كان ذلك العامل الرئيسي في انتشار الخدمات المتنقلة عالميا.