أطلقت الاتحاد للطيران، أخيراً، برنامج أبوظبي للرحلة المثالية، وذلك عبر إطلاق رحلة مثالية بين أبوظبي وواشنطن العاصمة. وعملت الشركة بشكل وثيق إلى جانب ما يزيد على 30 من الأطراف المعنية، بمن فيهم هيئات الطيران المدني والمطارات ومزودي الخدمات الأرضية ومزودي خدمات الملاحة الجوية، على امتداد الرحلة التي قطعت ما يزيد على 11 ألف كيلومتراً، مستغرقة 13 ساعة و32 دقيقة، علماً بأن هذا المسار يُعتبر واحداً من أطول المسارات على شبكة الناقلة.
وتضم مجموعة الشركاء مطار أبوظبي الدولي ودائرة النقل في أبوظبي والهيئة العامة للطيران المدني وشركة الخدمات اللوجستية للطيران العالمي. أما الشركاء الدوليون فهم، شركة بوينغ وشركة يورو كونترول وهيئة الطيران الاتحادي في الولايات المتحدة وفينافيا وهيئة الطيران الإيرلندي وإيسافيا وجيبيسن وهيئة مطارات ميتروبوليتان في واشنطن وناتس وناف كندا.
سلسلة رحلات
وتعتبر تلك الرحلة الأولى من ضمن سلسلة من الرحلات المثالية المقرر إطلاقها، وتمت عبر طائرة الاتحاد للطيران من طراز بوينغ 787 دريملاينر ذات الكفاءة البيئية العالية، مستخدمة مجموعة من التدابير التي تساعد على الحد من استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية سواء في الجو أو على الأرض، شملت توفير المناولة الأرضية المحسّنة في كلا الاتجاهين وتعزيز فرص الكفاءة على صعيد اختيار المسار والارتفاع المثاليين.
وأثمرت الرحلة عن تمكّن الشركة من توفير نحو ثماني دقائق من الزمن الاعتيادي للرحلة، وهو ما يعادل توفير 4,100 ليتر من الوقود و10,700 كيلوغرام من الانبعاثات الكربونية، مقارنة مع تحليق الطائرة ذاتها ضمن خطة الطيران الاعتيادية.
ممارسات
ومن بين أفضل الممارسات البيئية التي تم تطبيقها أيضاً، الحد من استخدام وحدات الطاقة المساعدة (APU) على متن الطائرة، وتقليل وقت التأخير على الأرض والاستفادة من عملية الدروج الأنسب للطائرة والمدارج ذات الأفضلية واتخاذ مسارات الصعود والهبوط الخالية من العوائق. كما أتاحت عملية توفير آخر مستجدات الطقس وحالة الرياح، في الوقت الحقيقي، لطاقم الطائرة تحسين مسار رحلتهم إلى الحد الأقصى.
وقال محمد حارب اليوسف، المدير التنفيذي لشؤون النقل الجوي بدائرة النقل في أبوظبي «إنّ الحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن رحلات الطيران يعد مكسباً للجميع. فبرنامج هذه الرحلة المثالية الذي أعدته شركة الاتحاد للطيران يعد مثالاً ساطعاً يحتذى به في طريقة العمل والتعاون بين شركات الطيران والحكومات والشركات المصنعة ومزودي التكنولوجيا والمطارات لتحقيق هذا الهدف المشترك.
وأضاف ان مثل هذه المبادرات تتماشى مع رؤية الإمارات في مجال الطيران المستدام إذ إنها تقلل من انبعاثات الكربون الناتجة عن الطائرات، وتستفيد من التقنيات الحديثة القائمة إضافة إلى تطويرها معايير الأداء المشترك.
مساعدة تقنية
وقال سيف محمد السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني إن الهيئة العامة للطيران المدني تفخر بدعم برنامج أبوظبي للرحلة المثالية. علمًا بأن مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية قد قام بتوفير المساعدة التقنية اللازمة لضمان نجاح تلك الرحلة المثالية . ويوفر برنامج أبوظبي للرحلة المثالية فرصًا جمّة أمام إطلاق المزيد من الرحلات الصديقة للبيئة على مستوى قطاع الطيران في الإمارات.
وقال المهندس محمد مبارك المزروعي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للمطارات، إننا في غاية السعادة لكوننا جزءًا من تلك المبادرة الهامة التي تلعب دورًا حيويًا في عمليات الحد من البصمة الكربونية لقطاع الطيران . وانه من الأهمية بمكان أن نتعاون معًا ونعمل بشكل وثيق للتنسيق بين المصالح المشتركة وتحقيق أهداف الدولة وطموحاتها على صعيد الاقتصاد الصديق للبيئة.
تسليم طائرة
من ناحية أخرى قامت شركة بوينغ بتسليم أول طائرة من طراز 787 دريملاينر تحتوي على مواد مركبة من إنتاج شركة «ستراتا للتصنيع»، الشركة المتخصصة في تصنيع هياكل الطائرات من المواد المركبة في مدينة العين، حيث قامت شركة «ستراتا» بتصنيع أضلاع المثبت العمودي لطائرة -9787 التي سلمتها بوينغ إلى شركة الاتحاد للطيران مؤخراً.
وتعمل «ستراتا» المملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للتنمية» على تصنيع مكونات متطورة لبرامج طائرتي 777 و787، بما يحقق الأهداف الخاصة لشركتي «بوينغ» و«مبادلة» في تعزيز مكانة «ستراتا» لتصبح مزوداً رئيسياً لشركة بوينغ للطائرات التجارية.
إنجاز
قال بدر سليم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا ان تسليم أول أضلاع المثبت العمودي لطائرات بوينغ 787 المصنّعة في الإمارات ولصالح الدولة هو إنجاز كبير وفريد من نوعه لقطاع الطيران في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، والذي يلعب حالياً دوراً محورياً في سلسلة التوريد لقطاع صناعة الطيران العالمية. كما يعكس هذا الإنجاز ثقة شركة بوينغ بقدرة »ستراتا” ومكانتها كموّرد رئيسي لأجزاء طائراتها.