أعلنت لجنة تحكيم جائزة “دبي كانْفَس” التي أقيمت دورتها الأولى خلال مهرجان “دبي كانفس” للرسم ثلاثي الأبعاد 2017، عن أسماء الفائزين بالدورة الأولى من الجائزة، وفاز الفنان الإيطالي ” توني كوبليكيدو” بالمركز الأول، والفنان الروسي “دانييلا شيمليف” بالمركز الثاني، والهولندي “ليون كير” بالمركز الثالث، فيما ذهبت جائزة “اختيار الجمهور” إلى الفنان الياباني “توموترو سايتو” بعد حصوله على أعلى نسبة تصويت، وذلك ضمن فعاليات اليوم الرابع من الدورة الثالثة للمهرجان الذي ينظمه “براند دبي”؛ الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، هذا العام بالشراكة مع “مراس” في “سيتي ووك” دبي.
وبهذه المناسبة قالت سعادة منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة اللجنة التنظيمية للمهرجان، إن الجائزة تعد تعبيرا عن مدى الرعاية والتشجيع الذي يحظى به المبدعون في دبي، وإن الدروة الأولى من جائزة “دبي كانفس”، والتي تعد أيضا الأولى من نوعها عالمياً، شهدت تنافس نخبة من أفضل فناني الرسم ثلاثي الأبعاد العالميين ضمن احتفالية فنية فريدة تعكس المكانة التي وصلت إليها دبي كوجهة رائدة في دعم الإبداع والمبدعين مع استضافة نخبة من أهم الفنانين العالميين ، مؤكدةً أن الجائزة تأتي مع أول انطلاقة لها مواكبة لهدف نبيل تعمل دولة الإمارات على تحقيقه وهو نشر “السعادة” والإيجابية بين الناس.
وأضافت المرّي: “تسعى دبي من خلال جهود منظمة ومدروسة يشارك فيها العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة إلى نشر الفنون الإبداعية الحديثة لترسيخ قيمتها كأداة فعالة في ترقية الفكر وكمسار مهم ضمن مختلف مسارات التنمية الهادفة إلى إعلاء قيمة الابتكار وما له من أثر على نشر السعادة بين كافة المتواجدين على أرض الإمارات كجزء من النهج الذي تتبناه الدولة وتعمل على ترسيخه”.
وقدمت سعادة منى غانم المري الشكر للجنة التحكيم لما قدمته من جهد في اختيار الأعمال الفائزة وقدمت التهنئة للفائزين مشيدة بالمستوى المتقدم الذي جاءت عليه أعمالهم والتي منحتهم الفوز في هذه المسابقة التي تستهدف أن تكون من بين أهم الجوائز الفنية العالمية في تخصص فني فريد، متمنية لهم كل التوفيق في رحلتهم الإبداعية والأمل في الترحيب بهم مجددا في الدورات القادمة من المهرجان، كما أعربت عن كامل تقديرها للفنانات الإماراتيات المشاركات في دورة هذا العام، مؤكدة أن مثل هذه المشاركة تسهم في تعزيز المعرفة بأعمال فنانين كبار من مدارس مختلفة ، وصقل المهارات الفنية وفتح قنوات جديدة للتعاون وتبادل الأفكار مع المبدعين من حول العالم، متمنية لهن مزيدا من النجاح.
وكشفت سعادة منى المري عن منح مبلغ 5000 دولار (حوالي 18.5 ألف درهم) لكل مشارك من غير الفائزين تقديرا للمستوى الرفيع الذي جاءت عليه كل الأعمال المشاركة في المهرجان هذا العام، وتشجيعا للمبدعين الذين قدموا أعمال فنية تستحق كل الثناء والتقدير.
جاء ذلك خلال حفل إعلان الجوائز الذي أُقيم في منطقة “سيتي ووك” بحضور جمع من المهتمين بالفنون، وممثلي الجهات الإعلامية المحلية والعالمية والجمهور المتواجد في المنطقة لمشاهدة أعمال 25 فناناً من مختلف أرجاء العالم تنافسوا ضمن القائمة النهائية للجائزة، أضافة إلى أربع فنانات إماراتيات شاركوا للمرة الأولى في فعالية بمثل هذه القيمة لاكتساب الخبرات اللازمة والتواصل مع كبار فناني العالم.
وخلال الحفل أعلنت لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها منى بن كلّي، مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وبابلو ديل فال، المدير الدولي لمعرض «آرت دبي»، والفنان الإماراتي محمد سعيد حارب، والخبيرة الثقافية نازنين شافي، والخبير الفني مايك كوثز، مؤسس مهرجان «بلانت ستريت بينتنج» الفني، أنه قد تم وضع استراتيجية واضحة لعملية التقييم بهدف مراعاة الشروط والمعايير الموضوعية والفنية لتقييم كل الاعمال وذلك للوصول الى نتائج منصفة للجهود التي بذلت من قبل جميع الفنانين المشاركين.
وأضاف أعضاء اللجنة أن معايير عملية التقييم تضمنت التكوين الفني للعمل، ووضوح الفكرة، ورشاقة الأسلوب، ومدى قدرة الفنان على تناول مفهوم “السعادة” الذي أقرته اللجنة التنظيمية للمهرجان ليكون موضوعاً للدورة الاولى من جائزة “دبي كانفس” للرسم ثلاثي الأبعاد، مؤكدين أن اختيار الأعمال الفائزة جاء بإجماع الأصوات حيث أن العمل الفني الفائز بالمركز الأول تضمن كافة المعايير، وعبر عنها على نحو متفرد استطاع من خلاله أن يعكس مفهوم السعادة على مستويات عدة اتسمت بالصدق والتميز والموهبة الفائقة.
وقد عبر الفنان الإيطالي “كوبليكيدو” عن مفهومه الخاص عن السعادة من خلال لوحة تضم مجموعة من الأطفال تكسو ووجوههم الابتسامة وهم يمرحون بين الأمواج فيما تتوسطهم فقاعة يستطيع أي فرد من الجمهور الجلوس “بداخلها” ليبدو وكأنه يشارك الأطفال المرح والسعادة.
ونوه أعضاء اللجنة أن العمل الفائز بالمركز الثاني يعرض فكرة “السعادة” وكيفية الإحساس بها من خلال تناول فلسفي عميق يثير العقل والوجدان حيث نجح الفنان الروسي الموهوب “شيمليف” أن يعبر عن هذا المفهوم في لوحته من خلال التصافح بين يدين تنتشر حولهما الفراشات في إشارة واضحة إلى أهمية التواصل الراقي كلغة حوارية قادرة على نشر السلام ومواجهة كافة التحديات دون اللجوء للعنف الذي بات سمة أساسية في كافة الاخبار التي يتم تداولها يومياً في شتى مناطق العالم.
ويعكس العمل الفائز بالمركز الثالث قدرة الفنان الهولندي المبدع “ليون كير” على استخدام تقنيات فن الرسم ثلاثي الأبعاد للتعبير عن فكرته عبر خلق خداع بصري كونه بتطبيق مجموعة من الحسابات الرياضية الدقيقة عند رسم اللوحة لتطوير بعد وهمي يراه الناظر من زاوية محددة حيث يري الناظر إلى اللوحة مجموعة من السيارات المتراصة رأسياً وكأنها لعب للأطفال معروضة في أحد المحال.
وفاز في فئة “اختيار الجمهور” الفنان الياباني “”توموترو سايتو” عن لوحته التي صوّر فيها دراجة مجنحة تطير فوق دبي فيما تبرز أبراج المدينة ومبانيها المميزة من بين السحب حيث يظهر برج خليفة البناء الأعلى على وجه الأرض، وفندق برج العرب.
ومن جهتها قالت ميثاء بوحميد، مدير “براند دبي”، أن الأعمال المشاركة في الحدث قدمت تجربة فنية خاصة جعلت من مهرجان “دبي كانفس” احتفالية غاية في التميز والتفرد لاسيما في ظل تواجد هذه النخبة الرائعة من كبار الفنانين العالميين، وهو ما خلق حالة من “السعادة” بين زوار المهرجان اتضحت بجلاء من خلال تفاعل الجمهور مع الاعمال الفنية والفنانين على حد سواء.
وأضافت بوحميد: “شهدت الدورة الأولى من الجائزة تنافس كبير بين مجموعة من رواد فن الرسم ثلاثي الأبعاد الذين حضروا إلى دبي من مختلف دول العالم ليشاركوا في هذا الفعالية سعياً إلى الفوز وإلى التعبير عن معنى “السعادة” ما أسهم في تحويل “سيتي ووك” إلى لوحة إبداعية انتشر فيها الجمهور بمختلف أطيافه للاستمتاع بالأجواء الكرنفالية ومشاهدة هذا الكم الكبير من الأعمال الفنية التي يصعب تواجدها في أي مكان أخر”.
وكانت الجائزة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم للاحتفاء بإبداعات فن الرسم ثلاثي الأبعاد وتكريم مبدعيه قد تلقت 122 طلباً للمشاركة، ومن ثم تم اختيار 25 عملاً منهم للتنافس ضمن القائمة النهائية للجائزة خلال فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان الذي ينظمه “براند دبي” سنوياً منذ العام 2015، كما شهدت الدورة الحالية تواجد أربع فنانات من بنات الإمارات في سعيهن لتحقيق البداية المثالية لمسيرتهن الفنية عبر منصة “دبي كانفس”.
ويستمر المهرجان حتى السابع من مارس الجاري حيث يستطيع الجمهور الاستمتاع بمشاهدة الأعمال الفنية في “سيتي ووك”، والتي وفرت بما تحمله من عناصر جمالية متفردة منصة مثالية لإظهار روعة وتميز كافة الأعمال الفنية المشاركة، ويمكن للراغبين كذلك حضور ورش العمل الفنية التي يقدمها نخبة من الفنانين العالميين المشاركين في المهرجان إلى جانب من الخبراء الفنيين المنتمين لمختلف المؤسسات الفنية المتواجدة في الدولة، فضلاً عن مشاهدة الأنشطة الترفيهية التي تتضمن العروض الموسيقية و”الباركور”.