وقعت الإمارات وممثلو 57 دولة في بكين أمس على اتفاقية تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتكون بذلك عضواً مؤسساً في البنك الذي تم الإعلان عن مبادرة تأسيسه للمرة الأولى في أكتوبر 2013 خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ للرؤساء التنفيذيين التي عقدت في إندونيسيا.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة: يشكل توقيع الإمارات على الاتفاقية خطوة تاريخية تتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وإيمانها بأهمية دعم المشاريع التنموية. وتتمثل أهمية هذه الخطوة في أنها ترسي ركائز صلبة لانطلاقة عمل البنك الذي سيسهم في تسريع جهود التنمية في قارة آسيا. وسيعزز انضمام دولة الإمارات عضواً مؤسساً في البنك من الدور الاقتصادي المهم الذي تقوم به الدولة فضلاً عن تأكيد نظرتها الاستراتيجية للأسواق الآسيوية.
ووقع محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، الاتفاقية نيابة عن دولة الإمارات وذلك ترجمةً لتكليف صندوق أبوظبي للتنمية بتمثيل الدولة بالانضمام إلى البنك كعضو مؤسس، هذا وتجدر الإشارة إلى أنه قد بلغ عدد الدول المؤسسة 57 دولة.
منصة تعاون
وترتكز مبادرة تأسيس البنك على إنشاء آلية للتمويل وتأسيس منصة جديدة للتعاون الإقليمي والدولي لدعم مشاريع البنية التحتية في البلدان الآسيوية النامية مع التركيز على مشروعات الطاقة والكهرباء، والمواصلات، والاتصالات، والبنية التحتية والزراعة في المناطق الريفية، وتزويد المياه والصرف الصحي، وحماية البيئة، ومشاريع التطوير الحضري، والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات المنتجة.
مصادر جديدة
ويهدف البنك، الذي من المتوقع أن يتم الإعلان عن انطلاق أعماله رسمياً بنهاية 2015، إلى المساهمة بتوفير مصادر جديدة لتمويل العميات التنموية في قارة آسيا والسعي للمحافظة على مستوى متوازن من النمو الاقتصادي لدول المنطقة، إضافة إلى مواجهة التحديات التمويلية التي تواجه عمليات التنمية.
كما يهدف البنك إلى تشجيع الاستثمار لأغراض التنمية وتحديداً في القطاعات الإنتاجية، والاستفادة من الموارد المتاحة في المنطقة ودعم المشاريع ذات الأثر الاقتصادي الممتد في المنطقة ككل، مع التركيز على تنمية احتياجات الدول الأعضاء الأقل نمواً. وكذلك إتاحة الفرصة وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في المشاريع والأنشطة والبرامج ذات الأثر التنموي.
رؤية وتطلعات
من جانبه، قال السويدي إن توقيع الاتفاقية يتوافق مع رؤية وتطلعات القيادة الحكيمة في دولة الإمارات والتي تؤمن بجهود العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية والتطوير في الدول النامية. وأضاف: أصبحت الإمارات تلعب دوراً ريادياً في المساهمة بدعم جهود تحقيق التنمية المستدامة من خلال المساعدات الإنمائية والإنسانية. وأشار إلى أن غايات وأهداف البنك تدعم مساعي العون الاجتماعي والإنساني والإنمائي الذي تقوده دولة الإمارات في أكثر من 145 دولة حول العالم.
وأكد السويدي أن انضمام الإمارات إلى البنك كعضو مؤسس ودائم سيعزز من عمليات التنسيق والتعاون الدولي لزيادة دعم الجهود الإنمائية، لتمويل المشاريع التنموية في الدولة الآسيوية، مما يسهم في دفع عجلة التنمية في تلك الدول من خلال التركيز على مشاريع ترتقي بالبنى الأساسية وتحفز النمو الاقتصادي وتساهم في إيجاد الوظائف وتشجيع الاستثمار.
اهتمامات
وذكر أن اهتمامات البنك ستركز في الدرجة الأولى على تمويل مشاريع البنى التحتية التي تحقق التنمية في الدول الآسيوية لتغطى بذلك فجوة كبيرة في عمليات التمويل في ضوء نقص الاستثمارات في البنية التحتية في الدول الآسيوية، لافتاً إلى أن دولة الإمارات لها باع طويل يعود لأكثر من 43 عاماً في تقديم المساعدات الإنمائية والمساهمة في تشييد مشاريع البنية التحتية عالية الجودة في العديد من الدول وفقاً لأرقى المعايير المتعارف عليها عالمياً.