الإمارات وفنلندا تتعاونان بالابتكار وريادة الأعمال

معارض ومؤتمرات
3 ديسمبر 2016آخر تحديث : منذ 7 سنوات
الإمارات وفنلندا تتعاونان بالابتكار وريادة الأعمال
10

شهدت العاصمة الفنلندية هلسنكي انطلاق منتدى الأعمال الإماراتي الفنلندي الذي شارك فيه وفد رسمي من الدولة اشتمل على حضور واسع لرواد أعمال ومستثمرين إماراتيين، إلى جانب ممثلي بعض الجهات الحكومية المحلية، في إطار زيارة موسعة نظمتها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع مجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، تضمنت إلى جانب المنتدى عدداً من المحطات المهمة، أبرزها المشاركة في معرض سلاش للابتكار 2016 وعقد لقاءات رسمية رفيعة المستوى مع مسؤولين في الحكومة الفنلندية، وجولة ميدانية على بعض بيوت الخبرة الفنلندية.

واستعرض المنتدى آفاق التعاون الاقتصادي وفرص بناء الشراكات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات وجمهورية فنلندا على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، مع التركيز على المشروعات المرتبطة بالتكنولوجيا والابتكار، وسبل الاستفادة من الحلول الابتكارية والتقنيات الحديثة في تطوير القطاعات ذات الأولوية، مثل الصناعة والسياحة والطاقة والتعليم وغيرها من مرتكزات النمو المستدام.

ترأس المنتدى عن الجانب الإماراتي عبد الله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، فيما ترأسه عن الجانب الفنلندي ماتي أنطونن وكيل وزارة الشؤون الخارجية الفنلندية للعلاقات الاقتصادية الدولية.

إمكانات

وأكد ماتي أنطونن في افتتاح أعمال المنتدى أن فنلندا تبدي اهتماماً كبيراً بتطوير علاقاتها الاقتصادية مع الإمارات، وأن ثمة إمكانات واسعة للتعاون الاقتصادي بين الجانبين بما يحقق المصالح التنموية المشتركة، ولا سيما في قطاعات الابتكار والتعليم والطاقة.

وأكد أنطونن أن فنلندا تعد من أهم الدول في مجال الابتكار، وهي الدولة الأوروبية الأولى من حيث نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج المحلي الإجمالي، وأنها حققت تقدماً عالمياً كبيراً في ميادين مرتبطة بالابتكار، من أهمها المدن الذكية والبنى التحتية المتقدمة وأنظمة الروبوت، معتبراً أن ذلك يهيئ أساساً متيناً للانطلاق بالعلاقة الثنائية مع دولة الإمارات نحو آفاق أوسع من التعاون.

تجارة

من جانبه، قال عبد الله آل صالح في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية، إن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وفنلندا تشهد نمواً متواصلاً، حيث وصل إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين في عام 2015 إلى 440 مليون دولار.

ويتوقع ارتفاعه أكثر مع نهاية العام الجاري إذا بلغ خلال النصف الأول مستوى 322 مليون دولار، مشيراً إلى أن هذه الأرقام مرشحة للزيادة بصورة أكبر في ظل الإمكانات المتاحة والرغبة المتبادلة لحكومتي البلدين في الارتقاء بمستوى التعاون بينهما.

وتابع آل صالح بأن فنلندا تعتبر من الوجهات العالمية البارزة في المجالات التقنية والقطاعات المرتبطة بالابتكار والبحث العلمي، الأمر الذي تلتقي فيه مع التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات التي أولت الابتكار بالغ اهتمامها وجعلته أساساً لتحقيق النمو وتمكين التنافسية، وهذا بدوره يفتح المجال واسعاً لتشجيع الاستثمار والتعاون في نقل المعرفة والاطلاع على أحدث الحلول الابتكارية، ومد جسور التواصل المباشرة على مستوى القطاع الخاص.

حلول

وأضاف آل صالح في كلمته بأن مشاركة الوفد الإماراتي خلال الزيارة في معرض «سلاش للابتكار 2016» مثلت فرصة مهمة لأعضاء الوفد ولا سيما من رواد الأعمال، حيث اطلعوا من خلالها على أفضل الحلول العالمية التي تتبعها الحكومات والشركات لتعميق دور الابتكار في تحقيق النجاح وتسريع وتيرة النمو وتعزيز التنافسية.

وتسنى لهم التعرف من كثب إلى تقنيات وأساليب إبداعية وخصوصاً في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي يساعدهم على تطوير أعمالهم ونقل التجارب العالمية الرائدة إلى بيئة الأعمال الإماراتية، حيث يعد المعرض إحدى أهم المنصات الدولية المتخصصة في الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وتجتمع تحت مظلتها أفضل خبرات العالم في هذا الميدان.

أجواء

وذكر أن اتفاقية الأجواء المفتوحة التي وقعها البلدان قبل نحو 3 سنوات أسهمت في تنشيط حركة الشحن والنقل الجوي وتعزز التعاون في مجال الطيران المدني بين الجانبين، حيث يزور الإمارات سنوياً أكثر من 10 آلاف مواطن فنلندي، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على التعاون في مختلف المجالات الأخرى، ومن أهمها التجارة والسياحة والاستثمار والتعليم وتبادل الخبرات.

ودعا آل صالح رجال الأعمال والمستثمرين في فنلندا إلى الاستفادة من البيئة الاقتصادية الرائدة التي تتمتع بها دولة الإمارات، من تشريعات اقتصادية وبنى تحتية وموقع استراتيجي ومشروعات تنموية جميعها تمثل عوامل جذب استثماري وتدعم نمو الأعمال التجارية.

مذكراً بأن الدولة حققت نتائج مهمة على بعض المؤشرات العالمية مثل المرتبة 19 عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2016، و31 في المؤشر العالمي لسهولة ممارسة أنشطة الأعمال 2016، و41 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2016.

أعمال

وتضمن جدول أعمال المنتدى جلستي عمل رئيسيتين، اشتملت الأولى على عدد من العروض التقديمية، حيث تحدث محمد اليوسفي عن أبرز ملامح تطور قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات.

كما استعرض الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي أبرز الفرص التجارية والاستثمارية في إمارة رأس الخيمة، ومن جانبه استعرض وليد النصيرات من مؤسسة دبي للاستثمار مزايا وحوافز الاستثمار في دبي، فيما ألقى حسين المحمودي، المدير التنفيذي لشركة الأعمال التجارية للجامعة الأميركية بالشارقة، الضوء على كيفية تأسيس وتشغيل الأعمال التجارية في دولة الإمارات.

أما الجلسة الثانية فتضمنت لقاءات واجتماعات مباشرة بين المستثمرين ورواد الأعمال الإماراتيين ونظرائهم الفنلنديين المشاركين بهدف التواصل وإقامة الروابط التجارية والاقتصادية والاستثمارية وتسهيل الوصول المتبادل إلى أسواق البلدين.

اجتماعات

واشتمل برنامج الزيارة على اجتماعات أخرى مع مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الفنلندية، من أبرزها لقاء جمع الوكيل آل صالح مع نظيره بتري بلتونن، وكيل وزارة الشؤون الاقتصادية والتوظيف الفنلندية، بحضور أعضاء الوفد. وبحث الجانبان أطر التعاون الاقتصادي في ظل القواسم المشتركة في توجهات البلدين.

وأكد آل صالح أن إمكانات تعزيز التجارة والاستثمار المتبادل تبدو كبيرة في المرحلة المقبلة، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعارف في مختلف المجالات التنموية، وذلك في ظل الرغبة الحكومية المتبادلة للدفع بالعلاقات القائمة إلى مرحلة جديدة ومتميزة من التعاون.من جانبه رحب الوكيل الفنلندي بلتونن بالوفد الإماراتي وأبدى اهتمام بلاده بهذه الزيارة الرسمية التي تعبر عن علاقات ثنائية وطيدة قائمة على الصداقة وتحقيق المصالح المشتركة.

كما استعرض بلتونن أبرز خصائص النموذج الفنلندي لدعم الابتكار من خلال التعاون مع المؤسسات المتخصصة على المستويين المحلي والعالمي، مؤكداً وجود أرضية خصبة للتعاون مع الإمارات في هذا المجال.

تنمية

وفي اجتماع آخر، التقى عبد الله آل صالح ماريا لوهيلا رئيسة البرلمان الفنلندي، وبحث الجانبان توسيع آفاق التعاون لدعم جهود التنمية المستدامة في البلدين، ولا سيما في قطاعات التعليم والبحث العلمي والتطوير والابتكار، إضافة إلى تمكين المرأة وتعظيم مساهماتها في الاقتصاد.

وفي سياق الاطلاع على تجارب عملية تجسد الخبرات الفنلندية الرائدة في مجال الابتكار، زار الوفد الإماراتي معهد فنلندا للأبحاث التقنية الذي يعد مؤسسة مرموقة ذات مستوى عالمي تركز على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، ويضم أكثر من 2000 باحث في مجالات العلوم المختلفة والطاقة والحلول البيئية.

واطلع أعضاء الوفد على حجم الاستثمارات الحكومية الضخمة المخصصة للبحث العلمي، والآليات المتطورة التي يتبعها المعهد لجذب الاستثمارات التي تمر عبر حاضنات ومسرِّعات الأعمال نحو مختلف القطاعات الابتكارية وتسهم في تطوير الأعمال الناشئة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع ريادة الأعمال.

وأوضح عبد الله آل صالح أن وزارة الاقتصاد تبدي بالغ اهتمامها بإقامة علاقة تعاون وثيقة مع المعهد بما يسهم في نقل المعرفة والاستفادة من الخبرات العالمية التي يضمها للمساهمة في تطوير ريادة الأعمال الوطنية وتعزيز الجهود الرامية إلى بناء اقتصاد المعرفة.

المشاركون: رفد بيئة الأعمال الوطنية بممارسات عالمية

عبر أعضاء الوفد عن الأهمية البالغة والفوائد الكبيرة التي مثلتها الزيارة إلى جمهورية فنلندا بمحطاتها المختلفة، وأثرها المرتقب في رفد بيئة الأعمال الوطنية بممارسات عالمية مبتكرة تسهم في نموها، معربين عن شكرهم لوزارة الاقتصاد ومجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة على إتاحة الفرصة لهم للمشاركة والاستفادة من أفضل الخبرات العالمية في الابتكار والتكنولوجيا.

فقد أكد د. عبد الرحمن الشايب النقبي المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة أن هذه الزيارة تفتح الآفاق لأصحاب الأعمال والمؤسسات في بناء علاقات عمل مع الشركات الفنلندية المتميزة في خدماتها ومنتجاتها مما يتيح فرص نمو كثيرة لأصحاب الأعمال، وتمثل المشاركة في معرض سلاش فرصة للتطور والانتشار والوصول إلى أسواق جديدة.

فيما وصف محمد الفهيم نائب رئيس أول لإدارة التطوير المؤسسي بدبي الجنوب الزيارة بأنها إيجابية بكل المقاييس، وثمّن حرص وزارة الاقتصاد على إطلاع كل المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة في الدولة على تجارب الدول المتقدمة في مجال الابتكار والاستفادة من هذه الخبرات المتطورة في تعزيز مسيرة دولة الإمارات المتواصلة لتحقيق التنمية والتقدم.

وذكر حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال التجارية للجامعة الأميركية بالشارقة أن الزيارة فرصة للاطلاع على الخبرات الفنلندية في مجالات التعليم والبحوث والتطوير وريادة الأعمال، معرباً عن طموحهم لاستكشاف فرص التعاون مع المؤسسات الفنلندية بما يخدم التوجهات والمشاريع المستقبلية للشركة، ولا سيما مشروع مجمع البحوث والتطوير والتكنولوجيا في الشارقة.

فيما قال جاسم محمد البلوشي، رئيس مجلس إدارة منتدى الشارقة للتطوير: شكلت الزيارة فرصة مهمة لنا للاطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية والأفكار الإبداعية في عالم ريادة الأعمال والتعليم من خلال معرض سلاش وبقية محطات الزيارة، ونتطلع إلى نقل أفضل الممارسات والابتكارات إلى مجتمع الأعمال الإماراتي.

وأوضح عصام المزروعي نائب رئيس مجموعة البحري والمزروعي لحلول القيمة المضافة وأنظمة البنى التحتية، أن الزيارة مكنتهم من استكشاف التقنيات المبتكرة والمتطورة في مجال عمل المجموعة، وخصوصاً أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطبيقات إدارة الطاقة والبيانات وحلول إدارة المدن الذكية.

وقال وليد بن عبد الكريم الرئيس التنفيذي لمجموعة أون تايم إن الزيارة أتاحت لهم الاطلاع على حلول ومعارف جديدة، فضلاً عن الترويج لأربع من شركات المجموعة عبر معرض سلاش للابتكار وهي «أون تايم هيلث كير» و«أون تايم للتعليم والتطوير» وشركة «آي للخدمات الحكومية للتكنولوجيا» و«أون تايم بزنس ساتب» للمساعدة في تأسيس الأعمال.

وقال خالد البنا صاحب فكرة Smart Cafe إن الزيارة مثلت فرصة رائعة لرواد الأعمال لاستكشاف التقنيات الحديثة وبناء الشراكات وتعزيز قدرة الشركات الإماراتية على مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال.

لقاء

في لقاء ثنائي على هامش منتدى الأعمال الإماراتي الفنلندي، بحث الوكيلان عبد الله بن أحمد آل صالح، وماتي أنطونن سبل تطوير العلاقات الاقتصادية القائمة وكيفية تعظيم الاستفادة من توافق الرؤى والاستراتيجيات في عدد من المجالات التنموية بين البلدين، ولا سيما في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والطاقة.

وفد

ضم الوفد الإماراتي المشارك في المنتدى كلاً من الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة، والدكتور أيمن إبراهيم مستشار وزير الاقتصاد للسياسات والتعاون الدولي، ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري والاستثمار بوزارة الاقتصاد، ومحمد اليوسفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالوزارة.

فضلاً عن ممثلين عن مكتب «إكسبو 2020 دبي»، ودبي الجنوب، وسلطة منطقة عجمان الحرة، ومبادلة للطاقة، ومبادلة للتنمية، ومؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، وشركة الأعمال التجارية للجامعة الأميركية بالشارقة، و«توتال» للخدمات الملاحية، وعدد من رواد الأعمال من مختلف الأنشطة والقطاعات الاقتصادية الخدمية والتجارية.

440

مليون دولار التبادل التجاري غير النفطي 2015

322

مليوناً التجارة بين الجانبين في النصف الأول

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.