أكد عيسى الميدور، رئيس جمعية المهندسين أن دولة الإمارات بما تشهده من نهضة عمرانية كبيرة وبما تحتضنه من أحجام مشروعات عملاقة أصبحت تمثل منصة مثالية على مستوى العالم للتعليم الهندسي في مختلف المجالات الهندسية والمعمارية، مشيراً إلى أن الدولة بما تحققه من شراكات إيجابية مع جميع دول العالم تقدم ميداناً عملياً مفتوحاً أمام كل شركائها للاستفادة من الخبرات المهنية واكتساب الممارسة العملية في إنجاز المشروعات العملاقة وفقاً لأرقى المعايير العالمية المطبقة على أرض الواقع.
جاء ذلك خلال افتتاحه معرض ومؤتمر الإمارات الأول للتميز في إدارة المشروعات والمخاطر في المشروعات العملاقة بدبي أمس، المعرض الذي تنظمه جمعية المهندسين بالدولة تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية، وبحضور عدد من القيادات والرموز الوطنية من مختلف إمارات الدولة، وتستمر فعاليات المؤتمر حتى الـ 27 من الشهر الجاري.
وأشاد الميدور بالدور الريادي الذي تلعبه الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي بما ميزها وأهلها لإحراز مراكز متقدمة بين كبرى الدول في العالم بفعل المناخ المواتي لإطلاق مشروعات كبيرة ومتميزة، بالإضافة إلى البنية التحتية المتقدمة التي تتسم بها الدولة جعلت منها حاضنة استثمارية جاذبة وبيئة اقتصادية تنافسية ومتطورة.
وقال إن هذه العوامل أسهمت في تنامي نسق إطلاق المشروعات الكبيرة على مستوى الدولة من أبرزها «إكسبو 2020» الذي سيجعل من دبي والإمارات قبلة عالمية لرواد العمل الهندسي، ومشروع «مدينة دبي ورلد سنترال» أول مدينة مطار متكاملة في العالم تتمتع ببنية تحتية متطورة، ومشروع «قطار الاتحاد» المشروع الاستراتيجي العملاق الذي سيوفر شبكة تنقل تربط جميع إمارات الدولة، بالإضافة إلى مشروع «مول العالم» أكبر مركز تسوق من نوعه في العالم حيث تصل طاقته الاستيعابية لاستقبال 180 مليون زائر سنوياً كما يضم أكبر مساحات التجزئة على مستوى العالم.
وأشار إلى أهمية المشروعات العملاقة التي لا تزال في مرحلة التخطيط والتنفيذ، مؤكداً أن مؤتمر الإمارات الأول للتميز في إدارة المشروعات والمخاطر في المشروعات العملاقة يتيح الفرصة أمام الجميع للمشاركة في الفعاليات المتعددة والاستفادة من تبادل الخبرات والتجارب، ولفت إلى أن المشروعات في الدولة تتم بعد دراسة وتخطيط صحيحين علاوةً على توفر الإدارة السليمة بما يمنح مقوماً نحو النجاح والتميز.
ويحتوى المؤتمر على أكثر من 40 ورقة عمل على مدى أيام انعقاده يقدمها متخصصون في جميع مجالات القطاع الهندسي وقطاع الإنشاءات، والبترول، والطيران، والصناعة، والبنية التحتية، والخدمات.
مدينة ذكية
ومن جانبه، اعتبر حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي، أن المؤتمر يمثل ملتقى علمياً متميزاً في مجال المشروعات العملاقة حيث يتناول أبرز الموضوعات العلمية والخبرات العملية في مجال البناء والعمران في المشروعات الكبيرة لاسيما أن مدينة دبي تتميز بالتطور الذي تحققه في مجالي البناء والتشييد على مستوى دول المنطقة، مشيراً إلى أن دبي حريصة دائماً على تطبيق أدق وأجود المواصفات للمدن الذكية من خلال تبنيها لمعايير البيئة الحضرية وعبر أحدث الحلول والأدوات الصديقة للبيئة بما يعزز لها إمكانية الاستمرار والاستدامة.
جودة شاملة
وبدوره، أشاد سعيد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، برعاية مثل هذه المؤتمرات والمحافل الوطنية المهمة التي تساهم في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة في دبي ودولة الإمارات، بما يحقق الجودة الشاملة والتميز والتخطيط الاستراتيجي في جميع المشروعات المنجزة أو التي لا تزال في حيز التنفيذ بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة المشروعات يعزز مكانة دبي كمركز عالمي للمال والأعمال والسياحة والاقتصاد الأخضر.
مستوى
وعلى المنوال نفسه، أكد اللواء خبير راشد ثاني المطروشي مدير عام الدفاع المدني بدبي، أن المشروعات الوطنية العملاقة تمثل حافزاً للارتقاء بخدمات الدفاع المدني، وفرصة للتعبير عن المستوى الذي وصلت إليه تقنيات خدمات الحماية من الحريق وأنظمة الوقاية والسلامة في المشروعات على اختلاف أحجامها وطبيعتها في جميع الظروف والأوقات اليسيرة والصعبة، مشيراً إلى أهمية وجود أنظمة السيطرة والمراقبة الإلكترونية، والخطط العلمية الاستباقية، والقدرة على إدارة المخاطر والاستجابة لها بأقصى درجات الكفاءة والفعالية والسرعة.
ابتكار
وبدوره، قال علي راشد لوتاه، رئيس مجلس إدارة شركة «نخيل» إن الإبداع هو سمة أساسية في المشروعات الهندسية الوطنية ذات التصاميم المبتكرة والتي تعزز من مكانة على الخريطة العالمية تجعل منها أيقونة في تشييد المشروعات ووجهة عالمية للعيش والسياحة والإقامة والعمل.
مبادرات
ومن جانبه، أكد العميد سيف حمدان الكعبي مدير عام المشروعات الهندسية بوزارة الداخلية أن المؤتمر يساهم في خدمة وتطوير مهنة إدارة المشروعات من خلال الاطلاع على التطبيقات الفعلية لأفضل الممارسات المهنية العالمية في هذا الخصوص، بما سينعكس بشكل مباشر على كفاءة تنفيذ المبادرات التنموية التي يتم تنفيذها في الدولة، موضحاً أهمية أنشطة المؤتمر التي تمحورت في مشاركات ورعاية جهات حكومية وغير حكومية وتقديم أوراق عمل مهنية من المتخصصين في المجال.
مجمعات
أكدت جميلة محمد الفندي، مدير عام برنامج الشيخ زايد للإسكان، أن المؤتمر يسهم في تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب في مجال إدارة المشروعات، مشيرة إلى أهمية تبادل التجارب في إدارة المجمعات السكنية المستدامة بما يتوافق مع استراتيجية الإسكان الوطني المستدام ويحقق في المحصلة مسكناً منتجاً للطاقة النظيفة.