قال روبيرتو دي دييغو أروزامينا، الرئيس التنفيذي لشركة عبداللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية، إن الإمارات تمتلك المقومات اللازمة لقيادة جهود إرساء أسس اقتصاد أخضر مستدام، لتقدم بذلك مثالاً يُحتذى به في المنطقة.
وتابع خلال تصريحات خاصة أن المشروعات التنموية الطموحة التي اطلقتها الامارات الفترة الماضية بهدف تدعيم استخدامات الطاقة الخضراء تشكل أساس وبوابة انطلاق لها نحو الريادة إقليميا في هذا المجال، وأبرزها «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، فضلا عن مشروع «مصدر» الذي أصبح يتمتع بمكانة مرموقة في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة على مستوى العالم، وغيرها من المشاريع والخطط الطموحة قيد الدراسة.
واضاف أن الأهداف التي وضعتها دبي لتوفير الطاقة من المصادر المتجددة والتي تطمح أن يلبي هذا النوع من الطاقة 15% من إجمالي الاحتياجات بحلول 2030، هو هدف يشترك مع المفاهيم التي وضعتها لمعرض اكسبو 2020 لتحقيق الاستدامة، وهو ما يخلق العديد من الفرص الاستثمارية في هذا المجال خلال الفترة المقبلة.
استحواذات
وأضاف روبيرتو دي دييغو أن الشركة عبر عدد من عمليات الاستحواذ أصبحت أكبر مطور خليجي لمحطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، إذ لديها مشاريع قيد التنفيذ تنتج في مرحلة التطوير في حدود 3.8 جيجاوات من التيار الكهربائي المستمر، ستصل مع اكتمال تشغيل تلك المشاريع إلى 110 جيجاوات بالساعة لتنافس بذلك أبرز اللاعبين العالميين في هذا القطاع.
واشار إلى أن عملية الاستحواذ الأخيرة التي أجرتها الشركة على «فوتوواتيو رينيوابل فينتشرز» الإسبانية بالكامل، ومحفظة مشاريعها التي تضم عددا من أبرز الأسواق الناشئة في مجال الطاقة الشمسية، ومن بينها الشرق الأوسط وأستراليا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، إذ يمكن لهذه المشاريع مجتمعة تلبية احتياجات الكهرباء لحوالي 1.75 مليون منزل ومنع انبعاث قُرابة 6 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.
انتشار واسع
وأشار إلى أن محفظة مشاريع الشركة حاليا عقب عمليات الاستحواذ تضم عقود تطوير لمشاريع للطاقة الشمسية منتشرة في أنحاء مختلفة من العالم بإجمالي طاقة منتجة تبلغ حوالي 3.8 جيجاوات من التيار المستمر.
وتتضمن هذه المشاريع محطة «رويالا» قيد التشغيل الكامل في أستراليا باستطاعة 24 ميغاوات، وتعاقدات تطويرٍ ومحطات أخرى قيد الإنشاء باستطاعة إجمالية تبلغ 370 ميغاوات تشمل محطة «لا جاسينتا» في الأورغواي باستطاعة 65 ميغاوات، ومحطة «موري» في أستراليا باستطاعة 70 ميغاوات..
وخمس محطات تبلغ استطاعتها الإجمالية 175 ميغاوات في البرازيل، ومحطة أخرى في مصر باستطاعة 60 ميغاوات. كما تضم محفظة الشركة مشاريع أخرى تمرّ حالياً في مراحل تطويرية مختلفة باستطاعة إجمالية تبلغ 3.4 جيجاوات.
وأوضح أن الشركة حددت ميزانية لعمليات الاستحواذ المستقبلية والتي يتم تمويلها ذاتيا دون أي تمويل مصرفي، لافتا إلى أن الشركة لديها (صفر) مديونية، إذ تنتهج سياسة الاعتماد على القدرات المالية الذاتية لتوفير التمويل اللازم لأي عملية استحواذ.
نمو بالأعمال
وتوقع روبيرتو دي دييغو أن تشهد الشركة نمواً كبيراً بحجم أعمالها العام الجاري في ضوء تنفيذ البرامج في مختلف البلدان التي تنشط فيها.
لافتا إلى أن الشركة تبحث فرص تطوير المشاريع والاستثمارات والشراكات في قطاع الطاقة، مع التركيز بشكل اساسي على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، لافتا إلى توسيع نطاق عملها مؤخرا من خلال عدد من المشاريع بمنطقة آسيا ومنطقة المحيط الهادي ودول بأمريكا اللاتينية وفي جنوب القارة الإفريقية.
وأضاف أن الشركة ستواصل استكشاف أسواق جديدة تشهد خطوات تشجع نمو قطاع الطاقة المتجددة فيها، إذ إن تكلفة الكهرباء باتت تكتسب قدرات تنافسية أكبر يوماً بعد يوم.
وحول انعكاسات تذبذب أسعار النفط على قطاع الطاقة المتجددة، قال إن هناك تأثيرا بسيطا لتقلبات أسعار النفط على قطاع الطاقة المتجددة ككل، وذلك يعود بشكل أساسي إلى الوضع المشجع للطاقة المتجددة في المنطقة، والثقة المتزايدة بالقطاع..
وهذا يعني بوضوح أن الطاقة المتجددة تكتسب زخماً متنامياً وباتت تكاليفها أقل من تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية بالطرق التقليدية. على المستوى العالمي، معروف أن معظم استخدامات النفط ومشتقاته لا ترتبط بتوليد الكهرباء، ولذلك فإن تأثير تأرجح أسعار البترول على الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة، محدود جداً.
استراتيجية المستقبل
قال روبيرتو دي دييغو إن الشركة تركز استراتيجيتها الفترة المقبلة على تعزيز حضورها في قطاعات الطاقة المتجددة على اختلافها، بما فيها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتحويل النفايات إلى طاقة والطاقة المائية، بالإضافة إلى قطاع الخدمات البيئية كإدارة النفايات، مع التركيز على أسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
وذلك عبر سلسلة من الاستحواذات جار العمل على دراستها وتقييمها لشركات عالمية رائدة في هذا المجال للاستفادة من خبراتها وخلق كيان قوي كمطور عالمي لمشاريع الطاقة الشمسية.