أكّد خبراء في شركات تقنية إن الإمارات مهّدت الطريق لتعزيز منظومة الابتكار في العالم العربي بأسره.
وذلك من خلال إطلاق العديد من البرامج التي تشجع الشباب العربي على مواكبة الثورة الصناعية الرابعة والسير نحو المستقبل بخطى واثقة، مؤكدين أن الابتكار هو أحد أهم أركان التحول الرقمي، وأن الابتكار يجب أن يكون في صميم تفكير أية جهة أو هيئة أو حكومة تتجه نحو هذا التحول الذي سيمهّد بدوره لخلق قطاعات ووظائف جديدة في الدولة ويعزّز تنافسيتها في أهم المؤشرات العالمية.
وتوقع الخبراء في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» على هامش «شهر الإمارات للابتكار» أن تتمحور ملامح المرحلة المقبلة من الابتكار في الدولة حول العمل المكثف على ترسيخ التكنولوجيا الناشئة كالذكاء الاصطناعي و«بلوك تشين» وإنترنت الأشياء والروبوتات، و«هايبرلووب» إلى جانب جهود أخرى معنية بإطلاق المبادرات المبتكرة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
فضلاً عن تكثيف الجهود المعنية بترسيخ ثقافة الابتكار العابر لحدود الرقمية، والتشجيع على مبدأ «التفكير خارج الصندوق».
بيئة راسخة
وقال محمود اليحيى، مدير وحدة إنتاج أعمال التكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط لدى زيروكس إن بيئة الابتكار في الإمارات ترسخت بفضل الدعم الحكومي.
وأضاف: «إن تحول الإمارات نحو الابتكار هائل، وقد لاحظنا ذلك عبر قطاعات متعددة، مثل الحكومة الإلكترونية، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتعليم، والرعاية الصحية، والنقل وغيرها الكثير.
إن التحول الرقمي هو أحد المجالات الرئيسية التي تتفوق فيها الإمارات، وهي بالتأكيد تتماشى مع الاتجاهات العالمية.
جميع الأسواق مختلفة ولكن الإمارات تمهد بالتأكيد، الطريق نحو الابتكار في منطقة الشرق الأوسط».
وأوضح اليحيى أن فهم التوجهات القادمة، والاستثمار في البحث والتطوير ورعاية المواهب هو ما يساعد زيروكس للبقاء في طليعة ريادة الابتكار.
مؤكداً أن البحث والتطوير هو أحد أولويات الاستثمار الرئيسية لشركة زيروكس عالمياً.
اقتصاد تنافسي : من جانبه قال أنطوني بيتر مدير قسم العمليات والاتصال المؤسسي في «باناسونيك» إن التزام الإمارات بتعزيز الابتكار والإبداع بما يتماشى مع هدفها المتمثل في جعل الدولة في مقدمة الدول في العالم جدير بالثناء.
لافتاً إلى أن استراتيجية الابتكار الوطنية التي وضعتها منذ عام 2014 تنقل بإيجاز البلاد لتكون بالفعل من بين أعلى البلدان في العالم في التميز والابتكار والمعرفة، لتحقيق اقتصاد عالي الإنتاجية وقادر على المنافسة.
بيئة محفزّة
من جانبه، قال بدر سمير طيب، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «ياهلا غلوبل تكنولوجي» إن الإمارات تبذل جهوداً كبرى لخلق بيئة محفزة للابتكار عبر إنشاء منظومة عمل وطنية توجه المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة نحو الابتكار والإبداع لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة بأن تكون دولة الإمارات في المراكز الأولى عالمياً في كل المجالات مثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ومشروع أول قمر صناعي إماراتي تم تطويره بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين وغيرها من المشاريع المميزة.
وأضاف: «يدفع الابتكار على تحفيز مختلف قطاعات الاقتصاد وخلق فرص تستوعب العمالة الوطنية ودعم المشاريع للشركات المحلية التي تحتاج إلى التمويل والدعم وتمثل مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة المثال الجيد على هذا الدعم، ونأمل أن نرى المزيد من الجهات التي تقوم بالابتكار خصوصاً في مجالات التكنولوجيا الحديثة».
عملة واحدة
وقال فادي هاني، نائب رئيس شركة «أ?ايا» في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا إن الإمارات والابتكار وجهان لعملة واحدة، حيث أينما وجدت، وجد الابتكار.
وأضاف: «إن تركيز الإمارات على إطلاق المبادرات العصرية، وتسليط الضوء بكل الأشكال والوسائل على مخرجات الابتكار سرّع من عملية نشر الثقافة الابتكارية في الدولة وسيرفع من مستوى إطلاق المبادرات سواء على الصعيد الفردي أو المؤسسي.
ويجدر بنا هنا أن نذكر عدداً من المبادرات والجهود التي أقدمت عليها الدولة في هذا الإطار. ومن أبرزها مبادرة «مليون مبرمج عربي» التي استقطبت أكثر من 250 ألف مبرمج عربي، ومبادرة «سوق مشاريع الشباب العربي».
ونوّه هاني إلى أن «أفايا» أطلقت على المرحلة المقبلة من الابتكار عنوان «مرحلة ما بعد الرقمية»، وأن الشركة تنطلق بهذا الشعار إيماناً بأن التفكير بشكل يتجاوز الرقمنة سيمنحها القدرة على فتح أبواب الابتكار والإبداع بمستواه التالي.
وأضاف: «اخترنا في «أﭬايا» أن تكون التكنولوجيا الناشئة، كالسحابة والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ضمن هياكل الحلول والخدمات التي نوفرها لعملائنا في المنطقة والعالم، كما نعمل على بناء منظومة عمل فعالة تشمل كلاً من التكنولوجيا الناشئة والحلول العصرية والشركاء المبتكرين لتصدير حلول ذات طابع ابتكاري ومبدع».
دور حاسم
وأكّد عبد الرحمن الذهيبان، نائب رئيس أول للتكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «أوراكل» Oracle أن دفع عجلة الابتكار في جميع المجالات يمثل أولوية رئيسية بالنسبة للإمارات، وأن مبادراتها في الابتكار والتقنية سيكون لها دور حاسم كمحرّك للنمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة.
وأضاف: « نحن في «أوراكل» نضع مبادرات الأبحاث والتطوير على قائمة أولوياتنا الأساسية بهدف ابتكار وطرح منتجات ترقى إلى مستوى تطلعات وتوقعات عملائنا.
وقد ارتفع حجم استثمارنا في أنشطة الأبحاث والتطوير السنوية إلى 6.2 مليارات دولار خلال السنة المالية الأخيرة.
ونلاحظ بأن السحابة قد أصبحت من المتطلبات الأساسية بالنسبة لقطاعات الأعمال الرئيسية، كما أن الحلول التكنولوجية التي نقدمها باتت في صميم المكونات الداعمة للنمو الاقتصادي.
ويساهم الابتكار في تغيير العالم من حولنا بوتيرة متسارعة وغير مسبوقة، وما شهدناه من نمو في منطقة الشرق الأوسط هو أفضل دليل على هذا التغيير.