مع استمرار برامج الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تستقطب أسواق الأسهم في مصر والمملكة العربية السعودية اهتمام المستثمرين في الأسواق الناشئة، وذلك وفقاً لورقة بيضاء صادرة بشكل مشترك عن شركة الإمارات دبي الوطني لإدارة الأصول (دبي) وشركة “جوبيتر لإدارة الأصول” (لندن). وتقدم الورقة، التي تحمل عنوان “الأسهم في الأسواق الناشئة: ترقية الأسواق المالية إلى الأسواق الناشئة ومنطقة الشرق الأوسط”، نظرة عامة تحليلية لأداء أسواق الأسهم الإقليمية في عام 2018، والأسواق والقطاعات المستهدفة فيما يتعلق بتخصيص الأصول، وما تعنيه ترقية السوق السعودية في مؤشر مورغان ستانلي كابيتال للأسواق الناشئة.
لقد أصبحت صورة الاقتصادات الناشئة أكثر قوة على مستوى العالم حالياً حيث تواصل الأسهم في الأسواق الناشئة الاستفادة من بعض العوامل المواتية على المدى الطويل مثل التركيبة السكانية وتزايد انتشار المنتجات الاستهلاكية. وتشكل هذه العوامل، على خلفية استمرار نمو الأرباح، دفعة قوية للأسهم في الأسواق الناشئة والحدودية. وتُظهر كل من السعودية ومصر، من بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أفضل إمكانات النمو حالياً.
يقول روس تيفيرسون، رئيس قسم الإستراتيجية – الأسواق الناشئة في شركة جوبيتر لإدارة الأصول:”لقد كان أداء الأسواق الناشئة قويًا في عام 2017، وقد استمر هذا الاتجاه الإيجابي في عام 2018. وهذا العام، فقط 1% من مؤشر MSCI للأسواق الناشئة حسب وزن البلد لديها عجز مالي من المرجح أن يصل إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي. إضافة إلى ذلك، فقد أصبحت البلدان حاليًا أقل اعتمادًا على أدوات الدين المقومة بالدولار الأمريكي. وبالنظر إلى الأسواق الناشئة من الأسفل إلى الأعلى، نجد أن هناك الكثير من الأسهم التي توفر إمكانية تحقيق عائدات مجدية طويلة الأجل، خصوصًا في مجال السفر والسياحة، والخدمات المالية، والتكنولوجيا”.
تقترح الورقة البيضاء المشتركة، التي تظهر بيانات على مدى 30 عاماً، أنه في حال قيام المستثمرين بشراء أسهم الأسواق الناشئة وفقًا للقيمة الدفترية الحالية والتي تتراوح ما بين 1.6 إلى 1.8 مرة، قد يؤدي ذلك إلى زيادة بنسبة 50% على مدى السنوات الخمس التالية. وتشير الورقة البيضاء أيضاً إلى أنه بما أن مؤشرات الأسواق الناشئة تميل نحو الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة ولها تركيزات عالية في بعض البلدان والقطاعات، فإن الفرص المتاحة أمام المستثمرين تكمن في إنشاء محفظة تغطي الشركات الصغيرة والمتوسطة.
في العام 2018، دفعت التوقعات بترقية السوق السعودي في مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشونال للأسواق الناشئة، التي باتت مؤكدة حالياً، إلى نمو مؤشر تداول لجميع الأسهم (تاسي) بنسبة 15% منذ بداية العام حتى اليوم، بتناقض هائل مع مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشونال للأسواق الناشئة نفسه، الذي انخفض بنسبة 2% لهذا العام. فبوزن 2.6% تقريبًا ومع اختيار 32 ورقة مالية، لا يمكن تجاهل أهمية الترقية كمحفز لسوق رأس المال السعودية.