رأى بيل ويت الرئيس التنفيذي لشركة «ريسك أدفيسري غروب» البريطانية، والتي تتخذ من دبي مقراً إقليمياً لها، والتي تعنى برصد المخاطر التي تواجه الشركات والأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، أن امتلاك الإمارات لقوانين شفافة وهيكلاً تنظمياً راسخاً، يجعلها الخيار الأول لكبرى الشركات العالمية متعددة الجنسيات، والتي تتخذ منها مركزاً للتوسع بأعمالها في المنطقة، وأشاد ويت بالسوق الإماراتية واصفاً إياها بالسوق المفتوحة وقال إن الإمارات تتمتع بالاستقرار السياسي والأمني وبالتالي هي الوجهة الأمثل للشركات العالمية.
ووصف ويت السوق الإماراتية بالناضجة والمتطورة والحيوية، وقال إن الشركات العالمية التي تتخذ من السوق الإماراتية مركزاً لأعمالها تدرك الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات لقضايا الحوكمة والامتثال والشفافية، وبالتالي تحرص على تطبيقها في أعمالها. مؤكداً أن السوق الإماراتية سوق جاذب جداً لكبرى الشركات العالمية متعددة الجنسيات وللمستثمرين الأجانب من كافة أنحاء العالم.
الجرائم الإلكترونية
وقال ويت الذي عمل في السنوات الطويلة الماضية مستشاراً في مكتب جرائم الاحتيال الخطيرة في الحكومة البريطانية، أن أبرز ما تغير في نهج الاحتيال في السنوات القليلة الماضية يتمثل في بروز (الجرائم الإلكترونية) في جرائم من نوع جديد كان الجميع ضحاياه.
ويصر ويت على أنه يمكن رصد خسائر الجرائم الإلكترونية بالأرقام فهي خسائر مهولة على حد قوله تقدر بالمليارات قائلاً إنه كان يتحدث إلى صديقة الأسبوع الماضي وهو شريك في مكتب محاماة أميركي كبير وأنه كان يعمل على قضية شركة كبرى تعرضت لجريمة إلكترونية خسرت بموجبها الشركة نحو 20 مليار دولار ونحن هنا نتحدث عن شركة واحدة فقط وبالتالي يمكنكم تخيل حجم خاسر ملايين الشركات في العالم من جراء الجرائم الإلكترونية، وأضاف أن الاحتيال يبدأ من محاولة اختراق الحسابات المصرفية للأفراد وصولاً بعمليات الاحتيال الكبرى التي تتعرض لها بنوك.
النفط الإيراني
من جانب آخر، دعا ويت شركات النفط العالمية إلى عدم التفاؤل المفرط فيما يتعلق بالتعاقدات النفطية بعد رفع العقوبات الغربية عن إيران، مستبعداً حصول فيضان من النشاط التجاري لإيران حال رفعت عنها العقوبات، حيث قال إن الشركات أصبحت قلقة للغاية اليوم بشأن المخاطر التنظيمية ومخاطر السمعة، ولاسيما أن إيران لا تحظى ببيئة شفافة وهناك تقاطع هائل بين الحكومة والسياسة والدين، لذلك الشركات العالمية تريد أن تتأكد مع من ستجرى الصفقات أو التعاملات، وبالتالي سيكون هناك وقت طويل قبل أن ترى تلك الشركات الشفافية التي تجعلها تشعر بالارتياح للقيام بالصفقات والتعاملات في إيران.
من جانب آخر، قال ويت إن الشركات العالمية خفضت من استثماراتها في قطاع النفط والغاز في مناطق العالم وخاصة الاستثمار في التنقيب عن النفط وإنتاج النفط في ظل التراجع الكبير في أسعار النفط في الأشهر الماضية.
البنوك قامت بمراجعة شاملة عقب الأزمة
قال ويت إن البنوك في العالم أجرت مراجعة شاملة لكيفية عملها في أعقاب الأزمة المالية العالمية، والحديث إن كان يجب فصل الخدمات المصرفية التجارية عن الخدمات المصرفية الاستثمارية، وأيضاً كيفية عمل تلك الخدمات..الخ، وأيضاً حجم الأصول التي يجب أن تكون موجودة في ميزانيات البنوك، وكذلك احتياطات البنوك.. الخ. وليس بالضرورة الممارسات التي قامت بها بعض البنوك يمكن ربطها بالكامل بالاحتيال وإنما بالقرارات الخاطئة المتعلقة بالإقراض الخاطئ.
لقد كان هناك سوء بيع واسع للمنتجات المالية في الولايات المتحدة وأوروبا وكان هناك الكثير من القلق بشأن كيفية استجابة البنوك للأزمة وإغلاقهم لأعمال حيوية ووقف التمويل لحماية وضعية البنوك وليس العملاء. ولكن لا أعتقد أن قلب الأزمة كان يرتبط بالاحتيال، فعلى سبيل المثال تم تغريم بنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي أخيراً، ما قيمته 8.9 مليارات دولار بسبب انتهاك العقوبات الاقتصادية الأميركية ضد إيران والسودان وكوبا.
نمو الأعمال
تحدث ويت عن «ريسك أدفيسري غروب»، حيث قال إن الشركة تساعد عملائها من كبرى الشركات على فهم واضح ودقيق للأسواق، ولتحديد وإلمام كامل للشركاء المحتملين وتحديد المخاطر التي قد تواجهها تلك الشركات في تلك الأسواق وأيضاً تحديد هوية وعمل الطرف الآخر، الذي ترغب تلك الشركات في التعامل معه، مضيفاً: وتمتلك شركتنا 6 مكاتب تمثيلية في كل من واشنطن، ولندن، وموسكو وهونغ كونغ، ودبي، والسعودية. وقد أسسنا وجوداً لنا في دبي منذ 10 أعوام.