مجلة مال واعمال – عمان
شهد القطاع الصناعي في دولة الإمارات نموًا ملحوظًا في حجم التمويلات، مدعومًا بالدور المحوري الذي تلعبه مؤسسات التمويل الحكومية والخاصة، مما يسهم في تسريع وتيرة النمو الصناعي وتحقيق أهداف إستراتيجية “مشروع 300 مليار”.
ووفقًا لبيانات مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، بلغ إجمالي القروض المقدمة لقطاع التصنيع خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 نحو 5.537 مليار درهم، ليصل إجمالي القروض المجمعة للقطاع إلى ذروتها التاريخية عند 94.85 مليار درهم، مسجلة نموًا بنسبة 6.2% مقارنة بنهاية عام 2023. كما أظهرت البيانات ارتفاع محفظة التمويلات بنسبة 37% خلال العقد الماضي مقارنة بنهاية عام 2015.
مؤسسات رائدة في دعم القطاع الصناعي
تعد مؤسسات مثل مصرف الإمارات للتنمية، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أبرز الجهات الداعمة للمشاريع الصناعية في الدولة. وتوفر هذه المؤسسات حلولًا تمويلية ميسرة وبرامج تدريبية لتعزيز الابتكار وتطوير ريادة الأعمال، مما يسهم في تعزيز تنافسية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم نمو القطاع الصناعي.
دعم إستراتيجية “مشروع 300 مليار”
يتبع مصرف الإمارات للتنمية نهجًا متكاملًا لدعم المصانع المحلية من خلال تمويل القطاعات ذات الأولوية، بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتي تهدف إلى تحويل الإمارات إلى مركز صناعي عالمي بحلول عام 2031.
من جانبه، يركز صندوق خليفة لتطوير المشاريع على تمويل وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة الصناعية، مع دعم الابتكار وتمكين رواد الأعمال الإماراتيين. فيما تُعد مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة منصة حيوية لتقديم التمويلات المرنة والخدمات الاستشارية للمشاريع الناشئة.
دور القطاع المصرفي في تعزيز النمو الصناعي
أكد جمال صالح، المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات، أن القطاع المصرفي، تحت إشراف مصرف الإمارات المركزي، يلعب دورًا حيويًا في تمويل القطاع الصناعي، مع التركيز على تطوير حلول مالية مبتكرة تتماشى مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والتحول نحو الاستدامة والاقتصاد الدائري. وأوضح أن القطاع الصناعي أسهم بنسبة 11% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للإمارات في عام 2023، ما يعكس أهميته كركيزة أساسية في إستراتيجية التنويع الاقتصادي.
بيئة خصبة للنمو الصناعي
وفي هذا السياق، أوضح المهندس خالد الكعبي، المدير التنفيذي لمجموعة “إيكو بوليمرز” و”إيكو باتش للبلاستيك”، أن الإمارات توفر بيئة مثالية لدعم القطاع الصناعي من خلال مبادرات وبرامج تمويل مبتكرة، ما يمكن الشركات الناشئة والصغيرة والكبيرة على حد سواء من تحقيق النجاح. وأشاد بالدور البارز للجهات الداعمة مثل صندوق خليفة ومؤسسة محمد بن راشد، في تعزيز مشاركة الشباب الإماراتي في القطاع الصناعي.
وأضاف الكعبي أن الصناعة تتطلب تخطيطًا دقيقًا والتزامًا طويل الأمد، مشيرًا إلى أن التمويل لم يعد عائقًا أمام المشاريع الكبرى، حيث توفر البنوك فرصًا تمويلية تناسب احتياجات القطاع الصناعي.
نظرة مستقبلية
تواصل الإمارات، من خلال دعمها المستمر للقطاع الصناعي، السير بخطى واثقة نحو تحقيق رؤيتها لبناء اقتصاد متنوع.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JLg